الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأبيض

محمد زين

2018 / 8 / 5
الادب والفن


إن كنا نرى ما يريد العقل أن يراه
فهل نحن نرى؟
هو اتحاد ألوان مهزومة قبلت التفاوض على ما بينها من اختلافات
فلا تخدعنّك عيناك حين ترى
هو ملك التعادلات والثبات في اللوحة الواسعة

ولأن السلام هو أن يرضى المغلوب بقانون الغالب
منحه الساسة رمزية السلام والوفاق الدائمين / الكاذبين
إنه اللون الأبيض يا سادة
لون بلا لون.

لم يكن يوما إلا انعكاسًا لما نريد أن نراه في ما حولنا
هو رغبتنا للهروب من الظل
ولكننا حين نفلت نحلة مقلتينا
ونحاول الإمساك بالألوان والأشكال من حولنا
لا نمسك إلا بظلالنا
الظل وجه صريح لا يعرف مكياج الضوء
ولا يعرف خدعة اللون الأبيض

هو أكذوبة اللون المنتصر
فحين تمنحني العينان ثلاثة ألوان فقط
علي إذًا
أن أصنع ما تبقى في علبة الألوان
كي أرى ..
فهل حقا أرى؟

هل صورة الأشياء هي صورة الأشياء..
أم صورتي في الأشياء تجلت
كي أرى؟
من جعل من السماء سقفا يحمل النجوم
ومن جعل السحاب أشكالا تُرى؟
من يا تُرى؟

من جعل من البحار الشفافة سيلا أزرق؟
هى لعبة الظل والضوء لا أكثر
بفرشاة سحرية
يرسمان طلاسم الوجود فينا
حينها يقول ظلنا للشيء المبهم الغامض كن
فيكون
حينها.. نحسب أننا نرى.

نحن يا صديقي لم نرَ اللون يوما
بل كنا نشعر به وتخدعنا العينانَ
لا تثق سوى في غرائزك ذات الألوان المتعددة
ولا تقبل الثبات
في لون واحد أبيض

سأعطي فرصة لجسدي الحرّ
كي يشعر بالسكون وبالحركة
بالألوان وبالأسماء
بالألم
والندم
والدفء
وحبات المطر
"للحياة صيرورتها"
ونحن لنا أن نتحسس ألوانها

لذا سأغمض عينيَّ كي أرى
ستنمو لي من مسام جلدي أعينٌ صغيرة
سأستبدل مئات الأعين بعينيَّ الفقيرتين
فمن الآن..
لن أحلم بعالم مثالي أو لون واحد أبيض
ربما حينها يمكنني أن أرى.

من ديوان #الرب_المهاجر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة


.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات




.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي