الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران ليست وهّابية

علجية عيش
(aldjia aiche)

2018 / 8 / 5
الادب والفن


المجتمع الفارسي متحضرٌ و يتعايش مع الآخر
إيران ليست وهّابية..، هذا أمر بديهيٌّ طبعا، لأن إيران تتبنى المنهج "الحسيني"، لكنها أثبتت أنها دولة أكثر انفتاحا على الآخر عكس الدول المتشددة و في مقدمتها السعودية المعروفة باتجاهها الوهابي، المذهب الأكثر تعصبا، بحيث كان في وقت قريب جدا يحرم على المرأة قيادة السيارة مثلا، رغم أن السعودية بلد النفط تعرف تقدما و ازدهارا اقتصاديا أكثر من بقية الدول الأخرى بما فيها الدول الأوروبية ، فإيران الحديثة منذ مجيء أحمد نجادي عرفت تغيرات كبيرة ، و لم تعد إيران الشاه الخميني أو كما يسميها البعض بدولة العمامات، فقد أصبحت ذات سلطة مركزية قوية، مكنت من تعميق مفهوم المواطنة، هذه المواطنة التي أقرت الإعتراف بحقوق المرأة و مواكبتها التطور، فالمرأة في إيران بلغت مستوى متقدم من الرقي، و كما هي تراقص القلم، فهي تعانق "الكاميرا" أيضا، و كان وفد إيراني قد شارك في الأسبوع الثقافي خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في 2015، و وقفنا على مستوى التقدم التي بلغته نساء إيران في مجال الثقافة ، فنانات تشكيليات، رسامات ، خطاطات و كاتبات، حرفيات من الطراز الرفيع، تفنن في صنع الزّرابي و الحليّ، و قد رسمن النساء الإيرانيات المشاركات في التظاهرة لوحة للزيّ التقليدي الإيراني، فلا توجد واحدة ترتدي الجينز مثلا أو لباس فاضح باسم العصرنة، فكلهن كن يرتدين لباسا محتشما يليق بحفيدات الحسين سلام الله عليه، فقد صنعت إيران الحدث الثقافي، و رسمت لوحة للحضارة الفارسية، و اثبتن بأن المجتمع الفارسي متحضر و يتعايش مع الآخر
و الآن نقرأ عن مخرجات سينما، و هذا مؤشر على أن السينما في إيران بلغت مستوى النجومية، رغم أن ما تعرضه من أفلام و مسلسلات لا يخرج عن الإطار الديني، ( مسلسل يوسف الصديق، و موسى عليهما السلام و غير ذلك، و من بين المخرجات السينمائيات في إيران نقرأ عن مخرجة سينمائية اسمها دوران درخشندة، و هي مخرجة وكاتبة سيناريو ومعدة برامج تلفزيونية وسينمائية، حسبما بث على قناة الميادين ، فهذه المخرجة تعد من بين أوائل النساء العاملات في صناعة الأفلام السينمائية بعد الثورة الإسلامية، كانت فيه بلاد فارس جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الدولة الإسلامية، و كان لها دور في نقل الفكر الشيعي إلى العراق بعد مجيء الدولة الصفوية و الإعلان عن اتخاذ المذهب الشيعي مذهبا رسميا للدولة خلافا لمذهب الدولة العثمانية، لقد أثارت هذه المخرجة في أعمالها السينمائية القضايا الاجتماعية والثقافية ، و كانت انطلاقتها الأولى من خلال الأفلام الوثائقية، وقد اتسمت "بوران" بالقلق حول قضايا الأطفال والمراهقين من مختلف الجوانب، و تضم قائمة أعمالها أفلاما وثائقية و 11 فيلماً روائياً إضافة إلى اهتمامها بمواضيع الأطفال والناشئين والمشردين والمعاقين في المجتمع، الأمر الذي جعلها تنال ثناء وتقدير العديد من المنظمات الإنسانية المحلية، و كانت ثمار هذه الأعمال حصولها على شهادة تكريم من الدرجة الأولى في الفن تعادل الدكتوراه من وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران، و جائزة الفراشة الذهبية، وجائزة الشعلة الذهبية من مهرجان الفيلم الثاني غير المنحنى في كوريا الشمالية للفيلم "طائر صغير من السعادة"، و جوائز أخرى في مهرجانات عديدة، إيران اليوم لم تعد إيران الأمس، هي اليوم إيران الإنفتاح و الحداثة ، إيران اليوم تتحدى العولمة، ليس في جانبها المسلح، و إنما فكرا و ثقافة.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??