الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبادي لا يملك مصباح علاء الدين

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2018 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


السيد العبادي رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته ، لا يستطيع ان ينجز كل طلبات المواطنين المتظاهرين وغير المتظاهرين ، وهو يقود حكومة تصريف اعمال، ذلك ان التراكمات الحاصلة على مدى الاعوام الخمسة عشر الماضية كبيرة جدا ، وقد لا تكفي خزينة الدولة ولو تم مضاعفتها اضعاف عدة ، بجزء ولو يسير من هذه المتطلبات، تلك الخزينة التي انهكها الحرب على داعش ولعدة اعوام، اضف الى ذلك انخفاض مستوى الاسعار للنفط الممول الرئيسي والوحيد لخزينة الدولة والفساد .فملف البطالة المتراكم سنة بعد اخرى لا يتسع له تعيين مئات الالاف من الايدي العاملة من الخريجين والشباب العاطلين عن العمل .ولو لم تتعافى اسعار النفط في السنة الماضية والحالية ولو استمر مستوى التدني بالانخفاض لأشهر العراق افلاسه. ولا زالت الديون المتراكمة للبنك الدولي وغيره تقيد خزينة العراق . اضف الى ذلك المئات من المشاريع العاطلة التي ينخر الفساد اساساتها والمتوقفة عن العمل ، والمشاريع التي لا بد منها من اجل ان يسير العراق بالاتجاه الصحيح في مسار التنمية وتعدد الموارد وتقديم الخدمات. فالملايين التي تكتوي بنار الحر القائظ لا يمكن ان يمر عام اخر والحال على ما هو عليه ،والايام تجري على عجالة ، فإقالة وزير الكهرباء لا تحل مشكلة الكهرباء ،وما ان ينتهي هذا الصيف حتى يأتينا صيف جديد، و لا بد من تحويل جزء من العملات الصعبة للتعاقد الفوري مع شركات رصينة لتوفير الطاقة الكهربائية ، قبل حلول العام القادم ، ولا بد من خطط استراتيجية على مستوى وزارات الدولة من اجل معالجة النقص في الخدمات ، ومن دون اموال وعملات صعبة لا يمكن توفير الكهرباء ولا يمكن توفير الخدمات . وتوفير فرص عمل حقيقة استثمارية منتجة لتشغيل الايدي العاطلة هو السبيل الوحيد لتعافي الاقتصاد العراقي جنبا الى جنب مع ايجاد المشاريع الاستثمارية التي تعزز موارد خزينة الدولة ، وتعيين المزيد من العاطلين بشكل عشوائي سيضاعف البطالة المقنعة ويرهق موارد الدولة ويوقف السير بالخط التنموي الموازي لخط الانفاق في الرواتب والاجور وملف تحسين الخدمات وان الدولة يجب ان تضع الخطط التي ستجابه بها اي انخفاض في اسعار النفط مستقبلا ، وهذه مسؤولية وامانة في اعناق المسؤولين عن ادارة الدولة وتصريف امور العباد . والا فسياتي يوم تتوقف فيه الدولة عن صرف الرواتب ،وسيتعرض الناس لخيبة امل كبيرة .ولما كانت الحكومة الجديدة قادمة لا محالة والتغيير على الابواب ، وهي التي ستقود العراق في الاربع سنوات القادمة ، فلنهدا اذا ونركز الجهود باتجاه ايجاد حكومة تكنوقراط حقيقية بعيدة عن المحاصصة ، وترحيل جميع الملفات الحالية التي تقدم بها اهلنا المتظاهرين وغير المتظاهرين لكي تتم معالجتها بمتسع من الوقت ، ولكي تتحمل تلك الحكومة مسؤولياتها وتثبت جدارتها، فما دمنا نسعى للتغيير فان التغيير حاصل ، كنتيجة للانتخابات التي انتهت قبل اشهر ،وقرب انتهاء عمليات العد والفرز وتشكيل التحالفات المقبلة التي ستشكل الحكومة الجديدة . والا فان استلام الامور بذات التشكيلات من المحاصصات المقيتة والتعيين على الاستحقاق وبذات الوجوه التي عهدناها دون اختيار الكفاءات ومنحها حرية العمل والتخطيط والتنفيذ ،سوف يزيد الطين بلة ، وسنكتوي من جديد بلهيب الحر والعطش وسوء الخدمات . لذا لا بد من توجيه الانظار والجهود لاختيار تلك الحكومة الجديدة وتحديد برنامج زمني من قبلها لمعالجة كل الحالات التي طالب بها الشعب ، ومناقشة برنامجها ومتابعة إنجازاتها ، وان خير العراق من النفط والغاز والموقع الاستراتيجي الجغرافي والديني لو استثمر بشكل رشيد لجعل العراق في مصاف الدول المتقدمة ولقضي على البطالة ولوفر ارقى الخدمات ، لقد ادت حكومة العبادي الحالية دورا رائدا بمساندة المرجعية الرشيدة في تحرير العراق والحفاظ على وحدة اراضيه في ظروف اقتصادية وامنية معقدة ودورها اوشك على الانتهاء .ويبقى الدور على من سيستلم مهام الحكومة القادمة وتقرير مستقبل العراق وفق برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي لمعالجة ملفات الفساد والكهرباء والماء والبطالة والخدمات والنهوض ببرامج التنمية والتطوير والتقدم ومن الله العون والتوفيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-