الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيار الحكيم ... وخيار المعارضة !!

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2018 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بعد عملية الانشقاق الثانية التي تعرض لها المجلس الاعلى حيث شهد انفصال منظمة بدر واستقلالها ادارياً وسياسياً ، لتكون ذات كيان سياسي مستقل ، وما لحقه من الانشقاق اللافت الذي تعرض له ، وخروج الحكيم من المجلس الاعلى وتشكيله لتيار الحكمة الشبابي والذي اعتمد فيه على الدماء الجديدة ومحاولة تخريج عقول جديدة وزجها في المعترك السياسي ، ودخوله الانتخابات التي جرت في ايار الماضي حيث حصد ( ١٩ ) مقعد ، وهو الشيء الايجابي بهذا الاتجاه ، اذ لا يمكن لحزب سياسي او تيار ان يكون بهذا المستوى من الاداء ، ما لم يمتلك قاعدة جماهيرية تؤهله خوض الانتخابات منفرداً ، وهو الامر الذي لم تستغربه الكتل السياسية ، ، اذ دخل الحكيم في الانتخابات الماضية وحصد على (٣٠ ) مقعد ، الامر الذي يجعل طريقة الاداء السياسي له تبدو مقنعه ، وعلى الرغم من الملاحظات التي يراها البعض ضد شخصيات التيار الحكيمي ، الا ان الناظر والمتابع لا ينظر الى هذه الملاحظات البينية بقدر نظرته ودقة متابعته لحركة الحكيم ، الى جانب مقبوليته لدى الكتل السياسية عموماً ، كما ان الوضع الاقليمي هو الاخر يبدو مختلفاً فيه ، والوضع الدولي والذي بدا مرتاحاً لحركته وتحركاته السياسية .
الحكيم يحاول اخذ زمام المبادرة والحصول على رئاسة الحكومة المقبلة ، ولكن يبدو ومن خلال القراءة انه لا يملك الادوات التي تؤهله للحصول الى هذا الهدف ، وان ما موجود فعلاً ليس سوى هواة السياسة او حديثي العهد بإدارة الدولة او قيادة المؤسسات ، لهذا فان الحكيم في خطاباته يميل الى مفهوم المعارضة ، مرة لإطلاق رسالة للجميع ان الذي لا يمتلك القدرة لتكوين الاغلبية فعليه القبول بمبدأ المعارضة وروح الاخوة ، ومن يمتلك القدرة على الادارة عليه المضي قدماً بتشكيل الكتله الاكبر ، وتشكيل الحكومة القادمة ، ومرةً يحاول ترويض نفسه على ان يكون بالمعارضة ، وهو الاخر شي جيد ووفق مفهوم المعارضة المحترفة حيث تكون كتله برلمانية فاعلة ومتحركة لا تشغل نفسها بالمعادلات السياسية والتوازنات والصراعات الجانبية ، انما تعكف على اداء مهامها وتنفيذ مجتمعها الذي منحها ثقته ، الى جانب ضرورة الاهتمام بالقوانين ذات العلاقة المباشرة بحياة المواطنين والعمل المستمر من اجل اقرارها .
الحكيم في رؤيته لمفهوم المعارضة السياسية يسعى لان يكون حكومة ظل للحكومة التنفيذية ، من خلال مراقبة اداء السلطة التنفيذية ومتابعة انجازاتها ومهامها ومراقبة نسب انجاز برامجها التي اعلنت عنها ، ووفق مبدأ النقد البناء والداعم لعملية الاصلاح السياسي والاقتصادي للدولة ، الى جانب تبني مبادرات سياسية وحكومية تساهم في عملية التطوير ، بما يتلائم والتطور الحاصل في العالم ، الى جانب توفير الدعم الكامل للسلطة التنفيذية في سياستها ومواقفها التي تنسجم وتستجيب لمتطلبات المرحلة ، والتي تتطلب تحقيق اكبر قدر ممكن من الخدمة والانجاز في المشاريع ، وتقديم صورة ايجابية عن التجربة الديمقراطية من خلال الالتزام بالخطاب السياسي الموحد والابتعاد عن الخطاب المتشنج بجميع الوانه وبما يحقق تكامل في الصورة السياسية والعمل الديمقراطي لجميع المشاركين في الدولة ، وهو ما يعكس مشاركة وتمثيل جميع مكونات المجتمع دون تهميش لأي فئة او مكون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة