الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من نصوص الحب

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 3 / 28
الادب والفن


1
وقف القلبُ على سياجٍ يتهدّمُ ببطءٍ
كنتِ تطلّين قبل هذا الخرابِ من نافذة الحديقة
تنحني أباريقُ العطرِ أمام ثوبكِ القصير وساقيكِ الطويلتين
وتمدّ النباتاتُ الجديدة مراياها لتعكس عراءكِ
بينما أنا على سياجٍ يتهدّمُ
أين تراجع الآن خصركِ
أتقدّمُ كما يتقدّمُ كلامُ الفوضى
متدفّقاً من عيون الرغائبِ على كونٍ سرّيّ
أختارُ لكِ مجلساً داخل مدينةِ شبقي
وأرشّحُ جسدكِ أميراً على جسدكِ
وأتركُ لبلاغته أن تسبح في محيط الهواء العادلِ
لستُ أنا من يسمّيكِ
لم أتعلّم الأسماء كلها
إنما أتسمّى بكِ كتفّاحةٍ من ماءٍ يرسمها طفلٌ ويتركُ الكائنات تسبح فيها وتتآلف مع أصدقائها
متصدّعٌ شجر الحبّ الآدميّ منذ استباح الوحشُ غابة الضوء العارية
أحرقي معي حطبَ الحبّ الطّاغوتيّ وانخلعي من سلسلةِ الانتماء
هذه ظلماتٌ مركّبةٌ فوق عجلات الرعب الهادرةِ
لن نزعم قمراً يشرقُ من صدورنا
ما كذبنا على أطفال الخبز ولطّخنا لهم دفاترهم بقصور اللّؤلؤ
إننا نفتح غرف النهارِ تغمرها شمسُ الماء
هَبي أنكِ طفولاتٌ اختصرت بين أصابعي
هاتي إذن صدركِ المنتظِرَ بمئذنتيه الرّماديّتينِ أنشرُ بينهما فراغي شفاه تاريخٍ متشقّقٍ وأخبّىء في ضوئهما وجهي وأتدحرجُ من ذروتهما إلى وردةِ الجسدِ العذراء
إنني هنا على السياجِ الخارجيّ لسهرةِ أعضائكِ
قولي للستائرِ ترتفع للضوءِ يتكلّم
هل لكِ أن تتوقفي عن تقليدِ النهر الملوّثِ
وإلا من يعذر أسمال الكآبةِ التي تلفّني
بادىءٌ من معناكِ الممتلىء بقطع الغيومِ
ولا تنتهي كلماتي من تتويجِ اختلافكِ عن سربِ العاشقاتِ
هنّ يمضغن برتقال الهلاكِ من بستان متقاعسٍ عن عطره
كيف للقلب المنتظِر فوق السياج أن يمتلىء بجمرة الحنانِ وهي تتلظّى بين صدر الفتاة وحذائها وفستانها
أرى أن تتخلي أيتها الغامرةُ روحي بالصدى عن أمشاط الخشب المستعار وخذي لشعرك أصابعي
دعي النومَ قرب لهب اصطناعيّ وأوصيكِ وإيّايَ بلهيب الجسدِ المتعاظمِ شأنه كل ليلةٍ
كم لكِ من أقمار النضوجِ
لماذا تُظلمين وتَظلمين إذن
أقتبس عن عريكِ شبقي
فترجمي لغة الماء إلى ضفافك الضّيّقةِ تتّسعْ
أُشهِدُ كائنات الصمتِ كلّها على شغفِ أصابعي بالاحتراقِ في أوراقِ كلامكِ اللّوزيّ
حيث باللونِ تعيدين تأليفي
نختلف معاً حول ينبوع النار
ولكنا نجتمعُ حول فضاء الينبوعِ
نتحاور ونتّفقُ أن نغطّي كشوفنا بالكشفِ العالي لكلّ أزرار الوقتِ
أودّعُ عندما أزور نافذتكِ كلّ ما قالوه من سلاماتٍ
ولا أبتكرُ لك شيئاً أنا ابتكارُ العدمِ
أرجّحُ لكِ أن تلبسي يديّ وتتفتّحي خلف شفافيةِ الأعماقِ
أعماق مهملةٌ ولازوردُ الحبرِ القدّوسِ يغوصُ بعيداً عن شِباكِ أوهامنا
أقول لكِ: لكِ الحرية في تحرير جسدي الحريريّ من خيوط الصّدأ وتعبئة ثماري في سلالِ فرحكِ المنطفىء
أنا شيطانُ الضوءِ يا سيّدةَ الغرفةِ المقفلةِ بالأعشابِ والأغصانِ الشتائيّةِ وشهوتي
أريدُ أن أنتظر حتى تبرق سماء الانتظار فوق كواكبِ شِعرٍ مختلفٍ يتماهى مع اللامنتهي من جمالكِ
لا أحد قال لكِ أنني تأمّلتُ الزنابقَ الحمراء التي كنتِ ترتدينها ذلك الصّباحَ
لا أحد نقلَ إليكِ رسائل اللوعة المكتوبة على ضوء الظلال الشتائيةِ
كلّ أعراسي خيامٌ للتّشرّدِ
دقّي بساقيكِ على غمام القلبِ الواقف فوق السياج المحرّمِ
أنزع عنكِ أساوركِ ولحاءكِ
مشتَبَهٌ جسدي بالتورّطِ في طيوفِ عالمكِ
فلماذا لا أتشبّهُ بشبهتي
يا سادرة في عريها الكونيّ
عندما ترتفعُ الحجبُ ويتألّقُ العبقُ بين يديكِ
فلا أحدَ فوق الشبهاتِ حتى أنتِ

2
ليس مضيئاً بابُ بيتكِ والضّيوفُ امتدّت ظلالهم
حملوا إليكِ الماءَ تصهل فيه صدورُ خيولكِ
يكاد ينسى الوقتُ تحرُّكَ نجومِهِ وأنتِ لم تتذكري أحداً
الليلُ صفّ عجائزه على جهتين متحاربتين
تجمّدت الأقدامُ وطوت الأقداح أعناقها من نعاسٍ
قال واحدٌ: لم تكمل تنضيد جبهتها برتلٍ قمريٍّ
قال ثالثٌ: عثرتْ بفستانها الذهبي فتكّسر
قال عاشرٌ: دخلتْ في المرآةِ ونسيتْ أن تخرج
وحدي لم أقل ما لم يقولوا
أعطي عينيّ إجازة من الزهرِ تستردّان فيها مشهد موتك الأخير
تركتُ لهم الدوران حول كأس المتعة وبكيتُ وطناً تنزّلَ من عينيّ عواصمَ وعواصفَ ومجازرَ ومجاعاتٍ
عاديّ هذا المتدفّقُ من سريركِ إلى أسفل البابِ
أعرف شكله وطعمه
هم الآن في أعلى شرفات الندم والانحدار
لكن لو تفتح جثُّتك باب القول فماذا سيقولون
أأنهارها غُلِّقت بالعفن ؟
أشجارها ترهّلتْ نهودها التّفّاحيّةُ والرّمّانيّةُ والفستقيّةُ
أمطارها أغلقت الغيم على نفسها وشنقتْ روحها بحبال الريح
لو أقودهم إلى خمّارةٍ خلف طلل قلبي علّهم يستفيقون
فقد تخرج الجنازةُ وهم ينتظرون
وقد تغادرهم الأرضُ وهم يتّكئون على هسهسة النعاسِ
يا وردة الظلام أذيعي نشرة عطركِ الموجزةَ على خلاياهم
النسيانُ قلعةٌ ترتفع كل يومٍ
إنهم سكانها من يذكرهم
الطحالبُ التفّتْ على خصورهم
من يثير أحصنة الربيع تحت ثيابهم
الأنثى تنهض فترتطمُ أعضاؤها بمدافن الخريف
هي المنتظرةُ الغائبةُ
كبرى بناتها تتمثّل الآن الشوقَ
آخر مواقف الروحِ في اللؤلؤِ والمرجانِ
هل أنادي على سلالةِ العشقِ أن تندثرَ
مولاةُ الماء سلّمتْ قبّعة الليلِ للعاصفة
جمهوريّةُ الخرافِ استدارتْ عجينةً للذئبِ يشكّلها كيف يشاء
ويل للمنتظرين الذين إذا قاموا إلى غدهم قاموا محنّطين
لا غد بعد غدٍ والغدرُ أطفأ ضوء المرأةِ
وليس بابها مضيئاً بعد اليوم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص