الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوباء

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ثائر زكي الزعزوع
هل ثمة قضية تلفت النظر في عراق اليوم أكثر من كونه صار ساحة للتصفية والقتل، الأمر الذي لم يمنع ديكتاتور بغداد السابق من التحسّر، في الجلسة الأخيرة لمحاكمته، على العراقيين الذين يموتون كل يوم بالعشرات؟.
لا تصغي تلك الأيادي التي تحمل نيران الحقد وتنقض لتطفئ بريق الحياة في عيني مواطن بريء لأي صوت ينادي بالتزام الحكمة وتحريم دم الأخ، أي أخ!
قلت: الأيادي... نعم أقصدها لأن منفذي تلك الأعمال الكريهة ليسوا سوى أدوات تحركهم قوى شر لا يريد للعراق وأهله الخير... وأقول: قوى شر، لأن مرتكب الشر بحكم تركيبته لا ينظر إن كان شره سيقع على أبرياء، لا ذنب لهم.
لم تعد الطائفية عمل فتنة فحسب بل صارت كما أظن وباء، والوباء يستوجب في كل زمان ومكان بذل جهود مضاعفة ورفع حالة الجاهزية إلى أعلى مستوياتها للوقوف في وجهه... كي لا يتمكن من الانتشار على مدى أوسع وتصير السيطرة عليه صعبة، إن لم تكن مستحيلة.
ولعل المتابع لحالة العراق الآن يلاحظ تقاعساً لا مبرراً تبديه الحكومة وقوات الاحتلال تجاه هذا الوباء الخطير، فلم تستنفر الجهود لا إعلامياً ولا على الأرض لمحاربة ما يحدث بل ترك الأمر على كاهل منظمات أهلية وجماعات دينية استشعرت فداحة الخطر القادم، وسعت بكل ما أوتيت للحد منه والوقوف في وجهه، وكما يرى الأستاذ الشيخ ابن سينا في كتابه المتميز (القانون في الطب) فإن الوباء هو أن يستحيل الجوهر إلى الرداءة لأن كيفية من ذلك الشيء أفرطت في الاشتداد أو النقص.
وفي شرح ابن سينا للوباء نقف على حالة العراق اليوم بلا أي شك أو ريبة فإن التشدد الذي تبديه بعض الأطراف والفئات بموازاة نقص وتقصير في العمل من الجهات المختصة والمعنية سبّب حالة الوباء.
في تصريحات أهل السياسة تأتي معالجة هذا الوباء في آخر سلم اهتماماتهم، ولكن الشارع لا يكف يبحث عن خلاص... لعل الشارع يخشى أن يصاب بالوباء ويصير لزاماً عليه الانجراف في هذه الحالة إلى نهايتها، وهل ثمة نهاية حقاً؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية