الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


_ نحنُ موتى بلا موت...

ميادة المبارك

2018 / 8 / 8
الادب والفن


كم استفزتني هذه العبارة التي اطلقها اليوم من على شبكة التواصل الاجتماعي احد مواطني البصرة الفيحاء ..اطرقت مشهد البؤس والشقاء داخلي. وحفرت في زنار خاصرتي لواعج الالم والحسرة ..كم اكتظت الصور في مخيلتي وانا كنت وقتها لم افقه الحزن ذات يوم .حين امسكت قلم التلوين بعد فسحة مدرسية اخذت عنوة من معلمة الصف الست هناء كوركيس رحمها الله ..اتذكرها كما الان وانا اتمتع بكامل قيافتي الطفولية في الصف الثالث الابتدائي عام 1979 مدرسة الحكمة في الكرادة الشرقية حين طلبت منا رسمة مختزلة للوطن..بدا عزيز الجالس معي في نفس الرحلة الدراسية برسم صورة مصفى الدورة والسنة النار المتصاعدة الملوحة نحو افق بغدادنا الحبيبة لتعلو وتعلو حتى تستقر جوار السحب .كنا صغارا تعودنا ان نشيره كلما مررنا في الطريق المحاذي له .لتلقي الست هناء بنظرتها المعهودة بالوداعة نحو رسمة عزيز واتذكر بصريح العبارة ما اخبرته ونبرة الحزن كانت بادية على وجهها .عزيزي عزيز الا تجد ان هناك منظرا اجمل بكثير من عمود النار هذا في العراق فاجابها دون تردد .ست لدينا خزان نفط كبير هذا ما اخبرني به ابي ذات يوم .نسكن فوق خزينه ال لا متناهي من حتما سيظل في احتراق متواصل الى ما لا نهاية في السماء فابتسمت واشاحت بوجهها الصبوح عنا ومسحة الحزن ما كادت تفارق استدارة وجهها الصبوح .حينها لم ادرك خطر هذا الحزن المؤقت ..اكانت تعي ما سيحدثه لنا هذا المصفى ام هي نبوءة اعتمرت قلبها فقط في لحظة خاطفة وذهبت ادراج يوم عادي ..لا اعلم لم هذا الموقف اتذكره بين الحين والاخر وخاصة بعد مرور كل هذه الاعوام لاعاود السؤال الثاقب في دمي .انحن من يحترق ام السنة النار واعمدة الدخان سؤال اجابته نيابة عني اليوم معلمتي الفاضلة دون تردد مسبق وبشيء من الخوف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل