الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرائس هند

فاتن واصل

2018 / 8 / 9
الادب والفن




قررت السفر إلى الإسكندرية بمجرد أن أصبح في مقدوري الحركة بحرية على الأقل داخل البلاد. ذلك كان بعد مرور حوالي عام ونصف العام على حادث مقتل سعيد الذي مازال يكتنفه الغموض، وحتى يومنا هذا لم تغلق ملفاته بعد. انتهت التحقيقات وقررت النيابة أنني لست مدانة، لكن كان يتم استدعائي للسؤال أو الشهادة في القضية حتى وقت قريب، هذا بعد فترة احتجاز على ذمة التحقيقات هلكت فيها أعصابي ودمرت صحتي ؛ فترة أشبه بكابوس طويل، كانت تمر فيها ليالي لا يزور النوم جفنيّ ، أحاول خلالها فك رموز قضية حيرت الجميع.
كان النداء الأخير على ركاب القطار المتجه للإسكندرية يتردد في أنحاء صالة التذاكر، وأنا أشق طريقي بين الركاب لأصل إلى العربة التي سوف أستقلها. لا أحب النداءات الأخيرة، أفضل دائما أن تكون هناك فرص أخرى .. التهديد يجعلني أتوتر، وها أنا ذا أتعثر على سلالم القطار بلا أي داع ، فلا يوجد زحام ولا أي شيء يجعلني أرتبك عدا هذا النداء الأخير.
كانت عجلات القطار تصدر ضجيجا منتظما، وقعه أعاد إلى ذاكرتي الرحلات السنوية إلى الإسكندرية أثناء عطلة الصيف، تلك الرحلات التي توقفت بمجرد وفاة أبي - حبيبي الوحيد في هذا العالم القاسي .

تزاحمت في مخيلتي الأصوات والمشاهد ؛ الصوت الرنان المتكرر لمفتاح زجاجات المرطبات، صوت البائع، ودلو معدني معلق في ساعده تطل منه زجاجات المرطبات المغطاة بقطع الثلج، نداء بائع اللب والسوداني وطريقته المضحكة في النداء على بضاعته، وآخر يبيع السندوتشات.. وذاك الذي يبيع حلويات البشبيشي حين يتوقف القطار في محطة طنطا تحديدا، حيث الحلواني المشهور بصناعة حلوى " المشبك " فيشتعل البريق في عيني، ينظر أبي نحوي مبتسما لأنه يعرف الشغف الذي يعتريني في انتظار أن يبتاع لي زجاجة مرطبات أو تشتري أمي لنا أقراص حلوى المشبك المُعسَّلة والتي نأكلها أثناء فترة المصيف.
كنت أمرح وألعب على الشاطيء بين والدي، أما إخوتي الكبار مصطفى ونبيل وسعيد، فكانوا يمضون الإجازة في النزهات والنوم والسّهر مع أصدقائهم. مصطفى ونبيل كانا متشابهين في الطباع، يتمتعان بشخصية رزينة ولديهما دماثة وهدوء وثقة ورثاها عن المرحوم والدنا، أما سعيد فقد كان شاذا عنهما في كل شيء؛ نهم طماع وثرثار، بالإضافة إلى أنه كان يغار مني ويرى أني لا أستحق تدليل أبي ، فلا نتوقف عن الشجار والمشاحنات. وعلى الرغم من أن الفارق بيننا كان يقترب من سبع سنوات، إلا أنه كان دائما ما يضع نفسه في مقارنة معي، أو يفرض عليّ قوانين سنّها بمعرفته كي أطيعه وألبي طلباته بحجة أنه أكبر مني بعدة أعوام.

وقعت عيني على حقيبة من حقائب الركاب، مكتظة بالأشياء لدرجة الانتفاخ وبروز بعض الملابس من حافتها الجانبية، ومع اختلاط ضجيج الركاب ودقات عجلات القطار ورتابة صوت أجهزة التكييف، اندسست في مقعدي وأغمضت عيني، وعادت إلي مشاهد الليلة السوداء بالتفصيل كشريط سينمائي، ليلة مقتل أخي سعيد.

لا أعرف كم مر من الوقت في هذه الليلة بالذات وأنا أبذل محاولات يائسة كي أهزم أرقا شرسا انتابني ومنعني من النوم لثلاث ليال متوالية. لم تفلح معه جميع أنواع المنومات.
- إمتى ياربي هانام شوية !
عندما نعست ليلتها لدقائق معدودات، رأيت حلما مزعجاً تسبب في حيرتي ومنعني من النوم حتى الخيوط الأولى من فجر اليوم التالي؛
إذ وجدت نفسي وقد فقدت سيطرتي على عرائسي الخشبية ، تمردوا علي بعناد، يرفضون الحركة في الاتجاهات التي أحددها لهم، أجذب خيوطهم بعنف، فينظرون نحوي بتحدٍ ويصدرون أصواتاً كنعيق البوم، يتقاذفون الأسطوانات المدمجة خاصتي ويطيرونها في الهواء كأطباق طائرة وأنا أقف حائرة لا أستطيع أن أفعل شيئا وكأن يديّ غُلّتا، ثم يديرون رؤوسهم دورة كاملة مثلما تفعل البومة تماما. أمرت جابر أمين المخزن المخيف ذا الوجه الدميم بأن يحبسهم في المخازن ويتركهم حتى يتم نسيانهم وأن يفك خيوطهم كي يعجزوا تماما عن الحركة ..
وفي مشهد آخر داخل الحلم نفسه، رأيتهم يموتون دمية تلو الأخرى، وتتعفن أجسادهم ويتحول التراب الذي يغطيهم إلى ديدان تلتهم عيونهم وأنوفهم. نفذ جابر تعليماتي وسط صياحهم ثم حاول بعدها اغتصابي، انقض علي .. وعندما كنت أقاومه، كان وجهه يتبدل ليصبح سعيد أخي ثم يعود وجه جابر مرة أخرى. انتزع الحقيبة من بين ذراعي رغماً عني وقد كنت أحتضنها، فإذا بها قد التصقت بجلدي مما سبب لي آلاماً لا تحتمل، صرخت عاليا بصوت شق الفضاء فتركني ملقاة على الأرض وفر هارباً، كنت مثل دمية أطرافي مثبتة في جسدي بالخيوط وتحول جسدي للخشب. لم أعرف أي منهما الذي فعل هذا أهو سعيد أم جابر .

استيقظت بفزع أتلفت حولي بحثا عنه وعن الحقيبة وأنا أضم ذراعي إلى صدري بتشنج.
ظللت أحملق في فراغ الغرفة والظلام يلف كل شيء، إلا ما يسمح به الضوء الخافت المنبعث من المصباح السهاري في الممر خارج غرفتي. وقع بصري على الحقيبة التي ضاعت مني في الحلم، حقيبتي الخاصة بالعمل، وكانت مفتوحة تطل منها مفكرتي وتتدلى خيوط تحريك العرائس المصنوعة من النايلون، تهتز بفعل النسمات الآتية من النافذة، كذلك لمحت بعض الأسطوانات المدمجة تبرز من جانبها، كما لو كان هناك من بعثرها ثم أعادها إلى الحقيبة دون ترتيب.

انتبهت على صوت السيدة التي تجلس بجواري في القطار تشير إلى وجود المفتش كي أبرز له التذكرة، ففعلت وعدت مجدداً لتأملاتي، بعد أن ألقيت نظرة على المساحات الخضراء المجاورة لسكة القطار، وهو يخترقها مندفعاً تجاه الإسكندرية كطلقة رصاص.
أنا مِمّنْ تزعجهم الفوضى، ولذا أضع خيوطي مرتبة بعناية داخل عُلبها وأرصّها في نظام محكم حتى لا تتعقد أو تختلط فأستطيع استرجاع أي منها في أي وقت.. إذن ما الذي حدث؟ ومن الذي فتح الحقيبة وقلب كيانها بهذا الشكل؟ هل الحلم أصبح حقيقة ؟
أمي نائمة منذ عدة ساعات وهي لا تعبث بأشيائي أبدا سواء بهدف الترتيب أو حتى بهدف التنظيف. من الجائز أن يكون أخي سعيد؟ نعم .. هو الفضولي الذي لم يتركني لحالي أبداً، وطالما عبث بأغراضي فإذا عاتبته تبجّح بقوله أن هذا من حقه لأنه يكبرني ومراقبتي هي إحدى مسؤولياته.
سعيد كان أول من اكتشف أني أدخن السجائر، ووشى بي إلى أمي : تلك الفتاة المسرفة المستهترة التي تدخن ولا تهتم بالظروف الضيقة التي نعيشها برحيل والدنا، ألا يكفي ما تنفقه على صنع عرائسها..؟؟ فتعرضت لتعنيف من أمي وقاطعتني لمدة طويلة.
لكنني استطعت أن أنتقم لنفسي سريعا، حيث ضبطته بالصدفة يتحرش بخادمة الجيران على سلم البيت وهي تقاومه بدلال ونعومة مما يدل أنها ليست المرة الأولى، فحكيت لأمي كي أرد له أذاه، فقد ضقت ذرعا بتدخله في حياتي وتلصصه المستمر على كل أفعالي. كان لوشايتي أثر عظيم، فقد سمع من أمي وأخي الأكبر مصطفى ما شنف آذانه من كلمات الازدراء والاحتقار، لدرجة أنه حبس نفسه في الغرفة يومين كاملين غاضباً، وانقطع عن الطعام - ظاهريا طبعا - ، وأنا لسوء حظه رأيته يسرق الطعام من الثلاجة ليلا بعد أن نام الجميع. لكن نجحت خطته في النهاية وأشفقت أمي عليه وطلبت من أخي نبيل وهو الأخ الأوسط الذي يكبره مباشرة أن يذهب إليه ويراضيه " بكلمتين" .

هناك أشخاص نقابلهم في الحياة يستطيعون استخراج أسوأ ما في داخلنا، منهم أخي سعيد، لقد دفعني في يوم من الأيام أن أفكر في قتله. وراودني هذا الحلم مراراً، لكني عوضا عن ذلك صنعت دمية تشبهه وأسميتها باسمه، وكنت كلما حدثت بيننا مشادة، أذهب إلى غرفتي وأغرس المفك في عين" الدمية سعيد".
أغمضت عيني وأنا في حالة من الإعياء الشديد لكن تفكيري المستمر في من فتح الحقيبة، أطاح بآخر أمل لي في النوم هذه الليلة ، ظلت الأفكار والظنون تتصارع داخلي، لكنني بقيت في فراشي لا أقوى على النهوض، فقد كان جسدي مرهق للغاية وأشعر بخدر في أطرافي بفعل كمية المنومات الكبيرة التي تناولتها، وهمست لنفسي:
-بكرة الصبح يحلها حلال.
لم تكن المرة الأولى التي يحاول أحدهم اقتحام خصوصيتي، فهناك جابر الذي لا يقل فضولا وسماجة عن أخي سعيد.
تعاملي مع جابر يتم بشكل شبه يومي، لأنه المسؤول عن الدمى في المسرح ويعرفها بالاسم ويسجل في دفاتره وصفا مختصرا لكل منها، حتى يستطيع تمييزها وإحضارها عند الطلب، وهي بالنسبة له عهدة يحاسب عليها لو تعرضت إحداها للتلف.
جابر كان شكله منفرا كطباعه، مما ساهم في كونه منبوذاً إلى حدٍ كبير، والكل يفضل عدم التعامل معه إلا في أضيق الحدود. هو واحد من أكثر الشخصيات التي تثير حنقي، فأنا أكره نظراته الفاحصة لجسدي والتي لا يتوقف عنها حتى لو زجرته، حشري وفضولي لدرجة أنه كان يقف بجوار أبواب غرف الفنانين أو مخرج العرض في دهاليز المسرح، ليسترق السمع على ما يدور في الداخل من أحاديث. مغرور يتكبر على باقي العمال في المسرح، ويصدر لهم التوجيهات دون وجه حق.
منعت نفسي من أن أصنع له دمية أفرغ فيها غيظي منه مثلما فعلت مع سعيد، بل فضلت أن أترك مشاعر الغضب تنمو بداخلي، فقد كنت على يقين أني سوف أنفجر يوما ما في وجهه القبيح .
-هو فاكر نفسه مين!! ده حتة أمين مخزن. هو عليه يحفظ العرايس وبس.

أشعلت سيجارة وأخذت أتأمل دخانها وأنا راقدة في فراشي دون حراك. حقيبتي ليست بالشيء الهيّن في حياتي لكي أتركها لعبث العابثين والفضوليين، بل هي كل حياتي، أحيانا كنت أتصور أنها أصبحت جزءاً من جسدي، كنت أحملها طوال الوقت، ولا يراني أحد بدونها، ولا أسمح حتى للسائق أن يحملها عني لشدة أهميتها وما تحتويه بالنسبة لي.
بدأت علاقتي بالحقيبة للمرة الأولى في حياتي عندما كنت طفلة لم أبلغ السادسة بعد. في البداية اختلقتها، فكنت أتخيل أن في يدي حقيبة أفتحها ثم أضع شيئا وهمياً فيها ثم أغلقها مرة أخرى.
حين لاحظت أمي ما أفعل منحتني إحدى حقائبها الجلدية القديمة، وتركت لي بداخلها جنيها كاملا. ارتبطت بها لدرجة أني كنت أستمتع برائحة جلدها ، أحتضنها طوال الوقت كما لو كنت أحمي كنزاً حتى أني كنت أحملها معي ليلا إلى فراشي. أما الجنيه فقد اعتبرته في هذا العمر مجرد قطعة ورق بلا قيمة، فألقيت به على الأرض مما أثار سخرية أمي وإخوتي، وما زالت علاقتي بالنقود كما هي لم تتغير، احتقرها ولا تعني لي شيئا، ولا أحرص على جمعها مثل أخي سعيد، لكنني أذكر في ذاك اليوم، أنه الوحيد الذي انحنى وتناول الجنيه ثم وضعه في جيب بيجامته وهو يوجه لي نظرة استهزاء، وانتقده نبيل قائلا:
- ليه مش بترجعه لماما؟
فنظر له باستخفاف ومضى في طريقه غير عابئ بكلامه.

الفارق بيني وبين آخر الأبناء يقرب من السبعة أعوام مما عمّق شعوري بالوحدة الشديدة ، أشعر بخطر دائم لا أعرف مصدره، ربما لوفاة والدي وأنا لم أتعد التسع سنوات، أو من الجائز لأن حجمي كان ضئيلا، فكنت على يقين أنهم لا يروني مما أفقدني الشعور بالأمان، الشعور الذي لم يفارقني حتى يومنا هذا، والذي أدار عجلة حياتي وجرها لطرق شديدة العتمة، لكنني الآن ألفت تلك العتمة ولم تعد الوحدة أيضا تزعجني، بالعكس، أصبحت أسعى إليها وأطلبها.
كنت أهرب وفي جعبتي الكثير من هموم الأطفال كي أضعه داخل الحقيبة، وأنقل مشاعر الخوف والقلق لأهم شيء في حياتي في ذاك الوقت، عرائسي الصغيرة التي كنت أحكي لها سراً أفكاري وأحزاني، وأيضا مخاوفي التي كانت في ذاك السن أكبر مما أحتمل، ثم أمنحها الحماية بأن أخفيها داخل الحقيبة، فأكون بذلك قد أفرغت الشحنة الموجعة بداخلي، وضمنت سيطرتي على عرائسي وخوفي.. كم كنت أتمنى أن أجد حقيبة تستوعب حجم جسدي لأختبيء بداخلها.

بمرور الزمن أتقنت صنع الدمى وترميم القديم منها وإعادته لحالته كما لو كان جديدا. وحينما أصبحت في سن المراهقة، صرت أقضي معظم وقتي معها، الأمر الذي تحول في المستقبل إلى دراسة بكلية الفنون التطبيقية.
كنت أؤلف لها القصص وأبتدع الحكايا وأحدد لها الأدوار، وأرسم لها خطواتها القادمة، لتظل تحت سيطرتي، كما أجدت تقليد الأصوات وخصصت صوتا لكل دمية .
المضحك في الأمر حينذاك كان رد فعل أمي، التي كانت تأتي من آخر البيت ركضاً على صوت صراخ الدمى التي كنت أسجلها، ظنا منها أن هناك مشاجرة بين شخصين، فتدخل غرفتي بفزع :
- في إيه ؟؟ حصل إيه ؟
فأضحك قائلة :
- ما يبقاش قلبك خفيف كده.
تعوّدَتْ أمي في آخر الأمر، وأصبحت تستمع للأصوات فلا تتدخل ولا تلتفت، كانت فقط تأتي لتنصت لبقية المسرحية لو جذبها الحوار.

الواقع أنا لم أكن أحب أن يطلع أحد على ما بداخل حقيبة العمل، ففيها كل ما يتعلق بالدمى وخاصة الأدوار المسجلة سواء على أسطوانات أو حتى ما دونته عنها في مفكرتي، كل ما كان يدور بعقلي، وكانت المفكرة بمثابة دفتر اعترافات كامل، لذا كنت أحس أن من يطلع عليها كأنه كشف دقائق عقلي، كل المآسي والأحزان والأحداث المقدرة للدمية أن تمر بها . كما أنها تحتوي على تسجيلات صوتية أقوم فيها بتأدية الأدوار، كنت أسجلها على أسطوانات مدمجة أو في المفكرة . وكانت دائما هناك رؤيتي الخاصة التي عادة ما تختلف عن رؤية الكاتب أو المخرج . تحديد الدور الذي سوف تلعبه أي دمية منهم أعتبره أدق أسراري .
لم أتوقف عن التدريب على أداء الأصوات، بل تطور الأمر بحيث كنت أقوم بذلك دون تحريك واضح لشفتي، أخرج الأصوات من بطني، لكنني لم أسمح لأحد أن يعرف أن لدي هذه المهارة ولم أبح بسرها لأي كان.
تدربت على أداء صوت أخي لتشغيله مع" الدمية سعيد"، كما تدربت على صوت جابر رغم أني لم أصنع له دمية، لكني كنت أجد متعة في تقليده وتخيل صوته لو تعرض للتعذيب.
في الصباح استيقظت على صوت جلبة وصوت صراخ حاد تبينت أنه لأمي، فنهضت من الفراش بجزع، واندفعت نحو باب غرفتي، تلتف ساقاي حول بعضهما من تأثير المنوم، وأجفاني ثقيلة كأكياس الرمل أفتح عيني بصعوبة، وحين فتحت باب غرفتي وجدت رجال إسعاف وشرطة يتحركون بسرعة، وجسد أخي سعيد ممدد على الأرض بوجه مضرج بالدماء، والمفك الخاص بعملي مغروس بإحدى عينيه، وأصابع يديه وأقدامه مربوطة بالخيوط النايلون التي أستخدمها في تعليق العرائس ..!
كانت أمي تلطم خديها وتبكي بحرقة، وحين رأتني انقضت علي، فاندفع إخوتي الكبار وأمسكوا بها وهي تصرخ قائلة:
- كده برضه يا هند !! أخوكي تعملي فيه كده ؟
صرختْ أمي بعد أن لاحظت الدهشة والذهول البادي على وجهي:
- أيوة انا سامعاكم بالليل بتتخانقوا هنا في الصالة.. ماكنتش فاكرة ان جنانك يوصل للدرجة دي.
اندفعت في صراخ هيستيري ولطم، فأعادني أخي مصطفى إلى غرفتي وساقاي لا تحملاني وهو يلف ذراعه حول كتفي بحنان بالغ. خرج صوتي مشروخاً :
-يا مصطفى أنا ما عملتش حاجة.. أنا مش ممكن أقتل أخويا.. ده أخويا.
أخيرا وقعت مغشيا علي، ولم أشعر بنفسي إلا بعد مرور سبع ساعات..
فتحت عيني فوجدت نبيل يجلس إلى جواري وعيونه محمرة من أثر البكاء، وحين أفقت اندفع نحوي وهمس:
-هند حبيبتي الحمد لله انك بخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصة بوليسية ممتعة
رويدة سالم ( 2018 / 8 / 10 - 00:09 )
مين قتل سعيد إذا ان لم تكن هند؟
هل يمكن ان تكون الدمى هي من فعل ذلك
اجدت التعبير عن شك الراوية في ذاتها وفي دماها وفي تصوير اضطرابها النفسي
انتظر المزيد عزيزتي
خالص المودة والاحترام


2 - نحتاج إلى(كولومبو) لفك لغز الجريمة
ليندا كبرييل ( 2018 / 8 / 10 - 13:31 )

تحياتي لأختنا القديرة الأستاذة فاتن واصل

وأقدّم التحية للصديقة الأستاذة رويدة سالم، راجية أن تكونوا وأهلكم بخير وسلام

أستاذة فاتن
لست أهلا لدور كولومبو للبحث عن مرتكب الجريمة، أنا على قد حالي، لكن في النص إشارات تقودنا إلى أبعد من البطلة هند
ما أسهل توجيه إصبع الاتهام إلى هند، ولكن ..ماذا عن تسجيل أصوات الدمى التي برعت البطلة في تقليد الأصوات وتخصيص كل دمية منها بصوت وتسجيله حيث اعتبرت البطلة تسجيلاتها هذه اعترافات كاملة تكشف عن أدق ما في أعماقها، أودعتها في حقيبتها السرية
ألا يمكن أن يكون جابر العامل في المسرح قد سرق تسجيلاتها وكشف ما فيها وارتكب بدوره الجريمة انتقاما من هند التي تكرهه وتنفر من غروره وتكبره
في مشهد من حلم هند يلعب جابر دور المنفذ في قتل الدمى الخشبية

هل يمكن أن تقتل الأخت أخاها ؟عندي أنا من سابع المستحيلات
ولكن أحوال بلادنا تؤكد أن الدم صار (مَيْ) =مياه

خالص التقدير


3 - الأستاذة رويدة سالم الكاتبة الرائعة
فاتن واصل ( 2018 / 8 / 10 - 14:57 )
حيرني أمر هند، فقد تعرضت لشتى أنواع الاستباحة من أخيها وجاء هذا الكريه أيضا وكان صورة أخرى للاستباحة.. كم أن حرية الانسان وخصوصيته حتى في جنونه لأمر غالي ويهون كل شيء للحفاظ عليه بعيدا عن يد المتطفلين وعيون الفضوليين.. هند قتلت ولم تقتل وحل اللغز في تفاصيل القصة.. ورد الاستاذة الرائعة رندا كبرييل فيه حل كل الشيفرة.. تحياتي صديقتي وكل محبتي.


4 - الأستاذة والكاتبة الرائعة ليندا كبرييل
فاتن واصل ( 2018 / 8 / 10 - 15:02 )
والله لقدد فقت كولومبو وأبو كولمبو أيضا، وسبرت أغوار القصة ووضعت يدك على مكمن الوجع، فعلا مقتل سعيد ليس هو الحدث .. الحدث كما قالت الأخت العزيزة رويدة سالم في الاختلال النفسي لبطلة القصة هند ، أشكرك على القاءة المتأنية والفهم العميق لبؤس الانسان.


5 - تحية وتقدير لفاتن واصل وليندا كبرييل ورويدة سالم
سامى لبيب ( 2018 / 8 / 10 - 16:29 )
تحية وتقدير لكتاباتك أستاذة فاتن واصل فأنتى الوحيدة التى أقرأ أدبها لأعيش فيه بكل مشاعرى .. وأراكى فنانة تشكيلية ولست أديبة ترسمين قصصك بألوان وخطوط بل أحس بعبق روائحها وكأنى معايش أحداثها لأحسدك على هذه القدرات الفنية.
ختمتى القصة وتركتى فى داخلنا الحيرة والشغف لمعرفة من طعن سعيد بالمفك فى عينه لأرى أننا ننتظر العدد القادم.
فرصة جيدة وممتازة أن أحيى العزيزتين رويدة سالم وليندا كبرييل بعد غيابهما وإنقطاعها التام عن الحوار ككاتبات ومعلقات فأهلا بعودتهما متمنيا أن نحظى بحضورهما وكتاباتهما المتميزة.
تحياتى ومحبتى وتقديركى لكن.


6 - الأستاذ سامي لبيب مرورك غالي وخطوة عزيزة
فاتن واصل ( 2018 / 8 / 10 - 22:09 )
كلماتك أثلجت صدري وهي صادرة عن قامة عظيمة مثلك ، شرفت بمرورك وللأسف لا يوجد حلقة قادمة ولا عرض قادم، والقصة متروكة للسادة القراء ليقوموا بعمل التحليل اللازم للوصول لمرتكب الجريمة ههههههه . محبتي واحترامي.. ولعل العزيزتان ليندا كبرييل ورويدة يتلقيان تحيتك الغالية لو إطلعتا على بقية الردود.


7 - زهرة قرنفل لعينيك استاذنا اللبيب
رويدة سالم ( 2018 / 8 / 10 - 23:05 )
تحيتك وتقريضك شرف لنا سيدي الكريم
خالص المودة والاحترام


8 - محبة وسلاماً
ليندا كبرييل ( 2018 / 8 / 11 - 04:39 )
شكراً لكم من القلب حضرات الأعزاء الكرام على مشاعركم الطيبة وأتمنى أن تظلوا بنشاطكم الذهني وسعيكم الصادق نحو عالم أفضل
دمتم بخير


9 - السر فى التفاصيـل
حازم (عاشق للحرية) ( 2018 / 8 / 13 - 09:30 )
كنت اطمع فى جزء ثانى للقصة لكن يبدو انى سأضطر افتش عن القاتل هذه المرة ههههه
لطيفة فكرة ان هند صنعت عروسة تشبه سعيد لكى تفشّ غلّها فيها سراً( لو كانت هند تتقن سحر الڤ-;-ودو لكان صار لدينا مسألة معقدة جدا).استبعد جابر قليلا من ان يكون قاتل سعيد نظرا للتساؤل حول مدى سهولة التسلل لبيت هند لكى يقتل سعيد بفرض انه جابر يعرف سعيد او سبق ان رآه كى لا يخطئ بينه و بين احد من اخويها الآخرين
هممم اعتقد انه هناك احتمال من اثنين:
إما ان هند اصبحت مصابة بإنفصام الشخصية(هل جاء الى خاطر احدكم هنا فيلم بئر الحرمان؟) و انها قتلت سعيد بشخصيتها الاخرى و حسب الدراسات النفسية لهذا المرض فهى ستصعق بهذه الجريمة و كانها لا تعرف عنها شئ
او، ان عرائس هند دبت فيها الحياة و انتقمت لها

هند ضحية نجح (الخوف، و الحصار لها من اخوها سعيد الذى عد عليها انفاسها- لا استبعد انه يكون إغتصبها احيانا- و جابر، و ربما المجتمع كله) نجحوا فى تحويلها الى مذنب.
السر كان فى التفاصيل


10 - الأستاذ حازم العاشق للحرية.. لن أبوح
فاتن واصل ( 2018 / 8 / 13 - 10:33 )
أشكرك على متابعتك لما أكتب واستطعت أن تضحكني بشدة عندماارتديت بالطو ونظارة كولمبو وبدأت تتفحص قصتي بالعدسة المكبرة بحثا عن القاتل. ولكن االسر كل السر في كلمات آخرسطرين في تعليقك ، أما الفقرة الأولى من التعليق فقد تشبعت بالأفلام السينمائية التي شاهدتها وأوحت لك بأن قصتي بوليسية.. وبصراحة كل التساؤلات في هذه الفقرة لن أجيبك عنها.. ويكفيني أنه جذبتك من السطر الأول للأخير.. تحياتي وتقديري.


11 - هههههه
حازم (عاشق للحرية) ( 2018 / 8 / 13 - 11:55 )
الحقيقة احيانا اشعر انى اتقمّس شخصية المفتش كلوزو فى سلاسل افلام الفهد الوردى (بينك بانثر) ههههه
و يبدو انى لن احصل على المزيد من الاسرار و التفاصيل ههههه.. انما فعلا البداية القوية للقصة شدت إنتباهى جدا.. و اى نعم لدينا مجتمع ظالم قادر -بكل بساطة و بدم بارد- على دفع و غصب الكثيرات مثل هند للتحول من (ضحية لها حقوق و حريات) الى مذنب.


12 - أتقمّص و ليس أتقمّس
حازم (عاشق للحرية) ( 2018 / 8 / 13 - 12:05 )
لتصحيح خطأ كتابة فى تعليقى الماضى,, أتقمّص دور , و ليس أتقمّس ...لكم اتمنى لو ان تعليقات جانب الحوار فيها امكانية التعديل بعد نشرها

اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب