الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات ملسا حول البوست المشبوه!

محمد القصبي

2018 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ملاحق مثل كل أبناء الأمة ..بالمئات من البوستات المدمرة للبنية الفكرية والوجدانية لملايين المصريين والعرب..
كهذا البوست المضحك عن المزعوم الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف ..الذي يروج منذ سنوات ويجد للأسف من يصدقه..
وأظن أن مثل هذه البوستات لدى مروجيها هدف استراتيجي ..تسطيح نظرتنا للدين ..لكافة أمور الحياة ..
أو كما قال الشيخ أحمد ،خطيب مسجد المستشفى المركزي بمدينة نصر ،حين حدثته عن مثل هذه البوستات ، أنها صناعة التفاهة !..
وأظنها - صناعة التفاهة تلك -صناعة استراتيجية تهدف كما قلت إلى تسطيح الدماغ الجمعي ..فلا نرى في الدين سوى الشكل ..اللحية والحجاب والنقاب والجلباب القصير ودخول الحمام بالرجل الشمال ، والصلاة على النبي والأدعية والأذكار التي نرددها بآلية غريبة . ولاشيء عن السلوك ..عن تسيير أمورنا بمنطق العقل ،أعظم نعم الله..عن الأخذ بأسباب العلم ..عن التشبث بالأخلاقيات في تسيير كل أمورنا حياتنا
لكن ما لايقل خطورة عن بوستات صناعة التفاهة تلك ، بوستات زرع الفتن والتحريض على الصراع بين أبناء الأمة الواحدة والشعب الواحد .. والشارع الواحد ..بل والمبنى الواحد ،بين المسلم وجاره المسيحي .. كهذا الذي نشره جاري العزيز أ. محمد المصري على جروب "ملسا " وهي المنطقة التي أقطن فيها وإياه بمدينة نصر ، وتضم العشرات من النخبويين المصريين رجالا ونساء ..ولم يكن هدف جاري الترويج لمضمون البوست شديد الخطورة ..بل سؤالي : ما رأي الأستاذ محمد القصبي باعتباره صحفيا في مثل هذا البوست ..؟
جاري شعر بأن البوست ينطوي على دلالات مريبة فأراد أن يعي الحقيقة ..حتى أن بعض الجيران أبدوا اعتراضهم على نشر هذا البوست على الجروب ، إلا أنني رأيت أنه من الصائب نشره لنرد عليه ..فلايفل الأكاذيب إلا الحقائق عبر حوارات واضحة بدون مواربة أو خوف.
لكني توقفت بدءا أمام ما يظنه جاري محمد المصري أني أعي الحقيقة لكوني صحفيا ..ذلك أن الصحافة مثل كل المهن أصاب أربابها شيء من التصحر الفكري والوجداني ..ومن خلال تعاملي مع أرباب مهنتي أقول بضمير مستريح أن الكثير منهم لم يفتحوا أي كتاب منذ أن ولدوا غير كتاب سلاح التلميذ !!!
أما عن البوست المشبوه الذي نشره جاري فهذا نصه : قولوا لعين الشمس ماتحماشي ... لحسن غزال البر صابح ماشي
هذه الكلمات هزت أرجاء مصر منذ أكثر من قرن ، وللأسف الكثيرون لا يعلمون عن هذه الكلمات شيئا سوى أنها كلمات إحدى أغاني الفنانة شادية" "
هناك ومع معلمتي التي أبكتنا وبكت وهي تروي لنا ( حادثة دنشواي ) عام 1906 تلك الحادثة التي هزت مصر من أدناها إلى أقصاها
حيث خرج ستة جنود من الاحتلال الانجليزي لصيد الحمام في قرية دنشواي بمحافظة المنوفية فأصابت رصاصاتهم السيدة ( أم صابر ) فماتت في الحال ، وسرعان ما هاج أهل القرية وعدوا خلف جنود الاحتلال ، فمات أحدهم من ضربة شمس ، أو حتى قتلوه لا يهم فهو في النهاية محتل قاتل ، فتشكلت محكمة على الفور وحكموا فيها على أربعة مصريين بالإعدام ، وعلى أثني عشر بالأشغال الشاقة ، وبجلد العشرات ، وتم تنفيذ الأحكام على مرأى ومسمع أهل قرية دنشواي ، فرأى الوليد أباه يعدم ، ورأت الزوجة زوجها يجلد ، وفجع الشعب المصري بهذه المجزرة

والفاجعة الأكبر يا سادة هي أن رئيس هذه المحكمة الذي حكم بإعدام المصريين هو المصري المسيحي ( بطرس غالي ) الجد الأكبر لبطرس غالي الحالي ، ولا تعتبر رئاسته لمحكمة دنشواي هي أسوأ أعماله ، ولكنه عقد ( معاهدة السودان ) مع الانجليز التي أعطت السودان لبريطانيا، كذلك وافق على مد امتياز قناة السويس لصالح بريطانيا أربعين عاما أخرى ، فأثبت بأعماله أنه خائن لله وللرسول والوطن ، وعميلا للانجليز

ولكن ما كان شعب مصر العظيم ليدع ثأره ، ويترك خائنا قاتلا يسعى في أرض الله بأمان ، فخرج بطل مسلم من أبناء هذا الوطن باع نفسه لله وهو في ريعان شبابه عام 1910، فحمل (إبراهيم ناصف الورداني ) مسدسه وهو ابن أربعة وعشرين عاما ، وتقدم إلى العميل الخائن الذي حكم على المصريين الأربعة بالإعدام في حادثة دنشواي بخطى ثابتة و أطلق عليه رصاصات مسدسه الستة فقتله وانتقم لدماء المصريين الأبرار.
قبض على إبراهيم الورداني وتمت محاكمته ، وكان النائب العام الذي طالب بإعدام الورداني هو " عبد الخالق ثروت " الذي يظن المصريون الأن أنه بطل قومي ، وله اسماء شوارع باسمه وكوبري ، وهو الذي طالب باعدام الورداني
وظن عبد الخالق ثروت أن البطل سينكص أو سيخشى حبل المشنقة وهو الذي وهب نفسه لله رخيصة فقال إبراهيم الورداني في المحكمة : "نعم قتلت بطرس غالي ولست نادما لأنه خان الوطن"

وصدر الحكم بإعدام الورداني ، وأحيل لسيادة المفتي الشيخ "بكري الصدفي " وكان وقتها الشيوخ شيوخا ، والعلماء علماء ، فأبى الشيخ بكري أن يحاد الله ورسوله ويوالي الاحتلال والخونة فلم يصدق على حكم الإعدام وقال " لا يقتل مسلم بكافر " ، وفي هذا دليل دامغ على أن "إبراهيم الورداني مسلم وليس مسيحيا كما ادعى بعض الكتاب النصارى لينسبوا فضلا لأنفسهم" .
وأصرت المحكمة على حكم الإعدام وقاموا بعزل الشيخ " بكري الصدفي" عن منصبه ، وتم تحديد يوم لتنفيذ حكم الإعدام ، وقبل تنفيذ الحكم بيوم واحد خرج الملايين من الشعب المصري من جميع المحافظات يودعون الشهيد قبل تنفيذ الحكم وجعلوا يهتفون في كل شوارع مصر
قولوا لعين الشمس ما تحماشي
لحسن غزال البر صابح ماشي

وتم تنفيذ حكم الإعدام في إبراهيم ناصف الورداني.
وبعد أن انتشرت صورة هذا البطل في كل بيت من بيوت مصر ، صدر قانون خصيصا يحرم ويجرم أي شخص معه صورة إبراهيم الورداني

العجيب أن الإعلام المصري منذ خمس سنوات احتفل بمرور مئة سنة على مقتل بطرس غالي بالرغم من اثباتهم كل جرائمه
والأعجب من ذلك يا سادة أنهم علمونا في المدارس أن قتلى دنشواي الأربعة شهداء ، ولم يعلمونا أن من حكم عليهم بالإعدام مجرم سفاح اسمه بطرس غالي قتله رجل اسمه إبراهيم.
.........

هذا هو نص البوست المشبوه ..وكما يبدو فإنه كتب عام 2015 أي منذ ثلاث سنوات ، حيث يشير كاتبه إلى احتفال الإعلام منذ خمس سنوات بالذكرى المئوية لاغتيال بطرس غالي ،والتي واكبت عام 2010 ، "هذا يعني أن مئات الآلاف إن لم يكن الملايين تلقوه ..وكثر منهم وقعوا في شرك غرضيته العنصرية".
وأظن أن مصدر هذا البوست ، إما أجهزة استخبارات معادية كالمخابرات الإسرائيلية
أواسافل السلفيين ، وهدف الجميع - سواء مخابرات معادية أو سلفيين- تفتيت النسيج الوطني المصري إلى مسلمين ومسيحيين منشطرين بأخدود من الصراعات المدمرة !!..
وكما نلحظ يصف كاتب البوست الخائن
بطرس غالي بالمصري المسيحي ..بينما قاتله ابراهيم الورداني بالبطل المسلم..
ولقد لعب الاحتلال الانجليزي آنذاك دورا خبيثا في تأجيج نار الفتنة الطائفية ، بالإلحاح على أن القتيل " بطرس غالي " مسيحي ،وقاتله "ابراهيم الورداني " مسلم ،وأن التعصب الديني وراء حادث الاغتيال ..إلا أن أحد المحامين الأقباط و
اسمه ناصف أفندي جنيدي منقبادي رد على هذه الإدعاءات بقوة قائلا: إننا جميعاً قد ضاقت صدورنا من السياسة المنحازة للإنجليز التي كان يدافع عنها بطرس باشا، و إنني لأصرح بصفتي مصرياً قبطياً أن حركتنا إنما هي حركة وطنية ترمي إلي الحرية "
إذن لاعلاقة للخيانة والبطولة في هذه القضية بمسلم ومسيحي..بطرس غالي كان مصريا خائنا باع بلده ليكسب رضا اﻻنجليز، وكانت آخر كلماته وهو يحتضر أن اتفاقية السودان فرضت عليه ،..والورداني كان بطلا مصريا دفعته غيرته الوطنية الى قتل الخائن بطرس غالي..وكان المحامي الذي دافع عن الضباط اﻻنجليز ابراهيم الهلباوي مسلما ..فلماذا لم يتم وصفه في البوست بالمسلم العميل او الخائن..وما لم يعرفه الكثير انه كان من بين القضاة الذين اصدروا حكم الاعدام على الفلاحين اﻷربعة القاضي احمد زغلول شقيق الزعيم سعد زغلول"فلماذا لم يشر إليه البوست المشبوه بالقاضي المسلم العميل احمد زغلول!
وأقول للأعزاء ..قراء الحوار المتمدن ماقلته للأعزاءعضاء جروب ملسا وألح عليه :علينا أن نتصدى جميعا لمثل هذه البوستات المشبوهة..الهادفة إلى تفتيت الأمة إلى كانتونات لاترى بالعين المجردة
...
للمقال إن شاء الله بقية عن بوستات صناعة التفاهة.. إن كان في العمر بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة