الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآن بدأ تاريخ مفارق في العملية السياسة بعودة المؤتمر الوطني العراقي بقوة الى البرلمان.

كامل الدلفي

2018 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


٤
بعد اعلان مصادقة اسماء النواب الفائزين في البرلمان العراقي ،عقيب انتهاء عمليات العد والفرز ،انفرجت النتيجة عن فرصة ثمينة في ظروف كأداء من تاريخ العراق السياسي،امام حزب المؤتمر الوطني العراقي في ان يظهر بصماته في مجمل الحياة السياسية العراقية، بدءً بالحياة التشريعية ، فقد دفع النضال السياسي للحزب باربعة نواب الى البرلمان العراقي يرأسهم الامين العام للحزب الاستاذ اراس حبيب كريم، بما مثل نقلة نوعية في الحياة العامة للحزب.وارتفاع المنسوب النوعي الداخلي للانخراط في معركة الفكر االوطني والديمقراطي والليبرالي في جميع المجالات ضد اساطين الاستبداد والفساد والتخلف..فالحزب بطبيعته التكوينية لا يمت للكتل الطائفية والعرقية بصلة، وليس دكان بقالة لبيع منتجاتها ،انما هو حركة مدنية علمانية منسجمة مع جماهيرها الوطنية المتنوعة.وبهذا يكون المؤتمر الوطني اول حزب مدني عراقي يحصل على اربعة نواب وتنضم له مجموعة مدنيين مكونة من ستة نواب آخرين لتكون المحصلة عشرة نواب،يشترك الجميع باهداف مصيرية واحدة.. ان ذلك تعبير عن انتصار مؤكد للمدنية وسط بيئة نابذة ورافضة ومتأزمة تخضع لاشتراطات الصراع السياسي الطائفي والعرقي في دائرة محاصصاتية مغلقة..جعلت الناخب العراقي يخضع شعوريا الى فكرة الانخراط والتأييد للنوع الطائفي،بعيدا عن الخيارات المدنية والديمقراطية باعتبارها صغيرة الحجم وغير ذات حضور في المشهد السياسي هذا من جانب ومن جانب آخر فان سيطرة الاحزاب السياسية الاسلامية على السلطة التنفيذية تدفع الجماهير براغماتيا الى انتخابها طمعا بما عندها من اسباب العيش وهيمنتها المطلقة على مرافق الدولة..
اما الأن فقد بدأ بهذه النتيجة تاريخ عراقي مفارق ، من خلال تشكل الثقل النوعي الجديد للمؤتمر الوطني العراقي وحلفائه بما يؤسس الى التفاف مدني (سوسيوبولوتيكي ) اجتماعي- سياسي، خلف حزب المؤتمر الوطني العراقي الذين تهيأ لرفع راية المدنية في البرلمان والمجتمع العراقي
فما هي التغيرات المتوقعة في بنية العمل السياسي الجديد؟
الكثير من التحليلات تحاول فك التباسات وغموض التحالفات التي يتسرب الكلام عنها من الخفاء عن تحالفات كبيرة ( سائرون والنصر والفتح والعراقية والكردستاني والقوى العربية وغيرها ) لكن كل ذلك يدور في ذات المنحى التفسيري عن حدوث تحالف النصف زائد واحد لتشكيل معالم السلطة المكررة التي تعيد ذات الاوحال السياسية وتكرر الازمات الخانقة نفسها ..لكن ..لا احد يقرأ معالم التغيرات البنيوية المرافقة للتغيير الانتخابي الحاصل من وصول جماعة العشرة المؤتمر واصدقائه المدنيون..فالمتوقع ان تحدث مسارات تحولية في شتى الميادين:
1 الميدان السياسي: يناضل المؤتمر الوطني العراقي في سبيل اعادة ترتيب النظام السياسي العراقي دستوريا وفق سياقات الديمقراطية و مساحات الحرية ومواثيق حقوق الانسان واصلاح النقاط الاستبدادية التي شرعت خلافا للدستور تحت ظل الظروف الطارئة وتفاقم العنف والحرب على داعش..وبذلك ستشهد الدورة الانتخابية القادمة مستوى نضاليا جديدا يسعى الى استحداث تحولات بنيوية جذرية في العملية السياسية.تصب في مسار بناء الدولة المدنية المعبرة عن مصالح الشعب العراقي من دون تمييز.
2 الميدان الاجتماعي: ان الجهد المتوقع للكتلة المدنية والانجازات التشريعية والتنفيذية التي ستصب في مصلحة المواطن العراقي، ستحدث تحولات نوعية في فكر الجماهير وخياراتها نحو المدنيين والديمقراطيين والوطنيين ، وتنسحب من ولائها الدوغمائي للقوى الطائفية.
3 الميدان الاقتصادي: لا شك ان العقل الاقتصادي لحزب المؤتمرالوطني العراقي يستمد وضوحه وقوة معالجته العلمية للشؤون الاقتصادية من فكر معلمه الاول المرحوم الدكتور احمد الجلبي المستند الى احدث النظريات والافكار العلمية في العلوم والاقتصاد والى الفكر الليبرالي الصريح الساعي الى اعادة هيكلية الاقتصاد العراقي ومعالجة اخطائه خاصة التردد في اعلان هويته الصريحة في التخلص من اقتصاد عام موجه الى اقتصاد سوق حر ..متخلص من نفوذ المافيات المعشعشة في الدولة..
4 ميادين اخرى..المؤتمر الوطني العراقي سيخلق فرصة التحول الانساني والحضاري والثقافي ونأمل ان نوسع دائرة الامل في نفوس يأست من عملية سياسية ادلرتها قوى الظلام بغرابة لا مألوفة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24