الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وريقاتُ ابتسامتي تتهشَّمُ

مرام عطية

2018 / 8 / 11
الادب والفن


وريقاتُ ابتسامتي تتهشَّمُ
_________________
كنتُ أبيعُ الزهرَ في حديقةِ الأماني حين اصطدمتْ وريقاتُ ابتسامتي بحاجزِ فكرٍ حديديٍّ ينزُّ صدأً وقيحاً ، ياللأسى ! يتقاطرُ دمعي زرافاتٍ زرافاتٍ ، يتهدَّجُ صوتي ، يذبلُ البنفسجُ على جفوني ، كيفَ يزرعُ كناري الحبورَ على أرصفةِ النفوسِ القاحلةِ ، ويمطرُ البشرى على شرفاتِ البيوتِ المهجورةِ ، فيقصيهِ الخريفُ الشاحبُ في زاوايا القهرِ المريرةِ ويرميهِ كورقة يابسةٍ بين نفاياتِ السنين ؟! أتراهُ ينقذني قصيدي ويرمي عن كاهلي الأثقالَ الرديئةَ ؟!
اعذريني يافراشةَ النورِ ، ماكنت أدري أنَّ في عيون بعضِ البشرِ أشواكاً ثخينةً تنفذُ لجسدِ العشبِ أو أَعْلَمُ أنَّ في شفاههم مساميرَ تدمي الجسدَ والروحَ حتى تهشَّم جمالكِ بمطارقِ جهلهم ، وغابَ قزح ألقكِ عن وجهي ، فتقهقرتِ منحسرةً إلى بابِ روحي ، و تكسَّرتْ مرايا طفولتكِ على ذراعيَّ .
لا تسلْ ياصديقي كيفَ سالتْ دماءُ الحبقِ في وادي القبحِ الرخيصِ ؟! و كيفَ تشظَّى في قلبي طفلُ الحبِّ ؟!
مهمتي شاقةٌ اليوم ، عليَّ أن أرممَ جراحَ وريقاتِ الندى على غصوني ، وأرفو ثقوبَ الأمنياتِ بخيوط أمتنَ ؛ لأصون عقدَ النقاءِ الفيروزيَّ في صدري ، وأحمي مملكةَ السديرِ من غزوِ جيوشِ الكبرياءِ والغطرسةِ ، هيَّا استحمي يانحلتي الرشيقة بنهرِ الشَّمسِ لتحفظي عطرَ الطفولةِ السوسنيِّ من عناكبِ الجهل البالية ونيرانِ الأحقادِ
-----
مرام عطية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل