الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثل أم البزازين!

حيدر حسين سويري

2018 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية




الأنانية والبحث عن المصلحة مصيرها النفاق لا محالة، والنفاق بدورهِ يورث الذلة والدونية، فيصبح صاحبهُ حاقداً ناقماً لأنهُ يرى نظرة الناس لهُ بازدراء، فبدل اصلاح نفسهِ، يحقد على الناس، وأتمنى أن لا يكون هذا حال البعض، في النظر تجاه العقوبات الإقتصادية ضد الشعب الإيراني.
التقرير الوثائقي الذي بثته قناة الحرة يوم أمس الجمعة 10 / 8 / 2018، حول غسيل الأموال في العراق، الذي بيَّن إنها كانت تذهب لتمويل "داعش و حزب الله و فيلق القدس"، وهذه من المفارقات العجيبة حقاً، وكأننا في برنامج "الصدمة"، يجعلنا نتسائل: أين كانت أمريكا طوال هذه الفترة، التي كانت فيها هذه المعلومات متداولةً بين النخبة العراقية الثقافية والاقتصادية، وأنها معلومات ليس بالصعوبة الحصول عليها في زمن التجسس المطلق؟
إنَّ الإمارات العربية المتحدة هي الأخرى لا تعلم عن ذلك، وليس بالمعقول أن تكون أمريكا بريئة، ولا تعلم عنها، وهي التي تتحكم بواردات نفط العراق، وكذلك هي مَنْ رسمت ملامح ووضعت السياسات الاقتصادية لوزارة المالية العراقية، مِنْ قِبل بول بريمر! هذا لا يعني سوى أن أمريكا هي من كانت تدير هذه الصراعات والنزاعات العسكرية، من أجل تنفيذ خططها في السيطرة على المنطقة، عن طريق التحكم بالعملة، وإستخدام الإقتصاد كأوراق ضغط لإدارة الملفات، المتنازع عليها مع المعسكر الروسي_الصيني_الإيراني، ونحن (المغضوب عليهم) المواطنون العراقيون كنا ندفع لهذه الصراعات نقداً، وأن أموالنا تسرق في وضح النهار من دون أن نعلم عن ذلك شيئاً! أو بتخاذُلٍ من أطراف السياسة والأحزاب، ومسرحيات البرلمان القذرة.
قال ميكافيلي فيما سبق: السياسة فن الممكن. ويصح اليوم أن نقول لها كما في المثل الشعبي: مثل أُم البزازين(القطط). ذلك أنها لا تستقر في مكانٍ واحد، بل تنتقل بأطفالها من مكان إلى آخر، تحسباً لأي هجوم أو خطر يتعرضون له، وكثيراً ما تقتل أولادها بكثرة تنقلاتها هذه. أخذت السياسة اليوم بمجملها تفعل ذلك، وعدنا من حيث لا نشعر إلى لغة الغاب، وتطبيق قانون داروين: البقاء للأقوى.
بقي شئ...
إن ما يحدثُ الآن من فرض عقوبات إقتصادية على إيران، لهُ من الخطورة الشئ الكبير على منطقة الشرق الأوسط، فإيران اليوم ليست هي إيران عقد الثمانينات من القرن الماضي، ولا ادري هل تعي أمريكا هذا أم أنها تسير خلف سياسة ترامب؟ ولعل النهاية تكون "وأضل ترامب قومهُ وما هدى".
.................................................................................................
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام
البريد الألكتروني:[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تحظى هؤلاء السياسيات الثلاث بشعبية كبيرة في أوروبا؟ |


.. سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمونة




.. انطلاق أولى مناظرات الانتخابات الرئاسية المبكرة لاختيار خليف


.. دمار هائل خلفه فيضان ضرب مدناً في الجنوب الصيني




.. اشتعال السيارات صيفا لأسباب لا تخطر على بالك.. إليك أبرزها