الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيبة أمل من أسلوب التحديث والتطوير في سوريا

عبد الكريم عبد الرحمن

2006 / 3 / 29
الادارة و الاقتصاد


خيبة أمل من أسلوب التحديث والتطوير في سوريا

ترافق استلام الرئيس بشار الأسد للسلطة مع بداية قرن جديد وصل فيه جيل من الملوك الشباب العرب الى الحكم , وقد استبشرنا نحن المجردين مدنيا في سوريا بالخير , وقلنا لاشك ان الرئيس الشاب سينظر الى موضوعنا بوصفه موضوعا سياسيا وانسانيا بامتياز , وفيه من الظلم ما يكفي من قبل محكمة امن الدولة الاستثنائية , لم يخطر على بالنا أبدا ان يعالج ملك المغرب ذلك الموضوع بحكمة وبتعاطف مع من تضرروا من حكم ابيه ( بشكل خاص اليساريون والشيوعيون منهم ) اكثر من رئيسنا الاشتراكي . لقد تم التعويض لهم جميعا . اما عندنا فحتى الموظفون مهم لم يعادوا الى وظيفتهم , ناهيك عن التعويض لمن لم يكن موظفا , لا بل ما تزال أجهزة الأمن تقف حجر عثرة بكل من يتمكن منهم من إيجاد فرصة عمل في القطاع الخاص عملا بفلسفتهم القديمة . – لكي يكون وضع هؤلاء عبرة لمن يعتبر ممن يقتربون من التفكير بالقضايا السياسية -
تكاد تكون معاناتي التي كتبت عنها تحت عنوان سابق - القوبة الأبدية - خير شاهد على ذلك , ولن أمل من الكتابة عنها ما زال في عرق ينبض , فهي تجسد معاناة المخلصين لوطنهم وشعبهم في بلدنا الحبيب .
بعد جهود مضنية استمرت قرابة عام كامل بين مديرية التربية باللاذقية ووزارة التربية ونقابة المعلمين والمحافظة والمؤسسة العامة للتامين والمعاشات . وبعد ان وافقوا على احتساب سني الخدمة الفعلية في وزارة التربية , وحذف فترة السجن وما بعدها استحقيت تقاعدا عندما بلغت سن التقاعد على أساس آخر راتب تقاضينه عام 1982 قبل دخولي السجن , ومقداره / 1300 / ل س . ولكنني فوجئت وانا أحاول ان أقبض اول راتب لي باجتهاد مؤسسة التامين والمعاشات التي عملت باحكام المادة /39 / عندها واعتبرتني في عداد الموتى ,وأنا على قيد الحياة وتكرمت على ورثتي بالعبارة التالية ( ومنح أسرته ماتستحقه كما لو توفي ) .
بدأت رحلتي الجديدة مع عذاب متعدد الأشكال مادي ومعنوي . اذ ضغط علي العديد من اصدقائي وأقربائي وأسرتي على ان أتابع موضوعي ضمن المحاكم المدنية عملا بالقاعدة – ما مات حق وراءه مطالب - علها تصدر حكما بإعادتي الى الحياة ومنحي حقوقي التقاعدية قبل أن تمنح لأسرتي كورثة .
آراء من حولي كانت متضاربة
- بعضهم يقول لا يعقل ان تكون مؤسسة التامين والمعاشات اسوا من محكمة امن الدولة التي اعادت الاعتبار لي بعد انتهاء مدة تجريدي المدني
- آخر يقول هي أسوا بكثير وهي مشهورة باجتهاداتها الجائرة بحق المواطنين
- آخر يقول مناخ التغيير يفرض نفسه في كل مكان في العالم , ومحاكمنا المدنية ليست خارج التاريخ , وعامل الخوف بدا يتصدع عند بعض القضاة
- آخر يقول ان مسيرة التطوير والتحديث لم تصل الى محافظة اللاذقية وما زال الوضع كما كان عليه ولن يحكم قاض فيها الا بعد استشارة رجال الامن
المأساة ان المحكمة تحتاج الى قاض متمرس يستطيع أن يقف بوجههم . واذا تعاطف معي وطلب اجرا منخفضا لأتعابه . اذا ربحت الدعوى , فان البداية تحتاج الى مبلغ (2000) ل س هي مثل الطابع لأي دعوى يتم توكيلها من مدع الى قاض .
حسمت امري ووكلت محام قدير وهاهي الشهور تمر وفي كل جلسة غصة .
ترى متى تقتنع قيادتنا السياسية وفي مقدمتها رئيسنا الشاب . أن موضوع الانسان وحقوقه أصبح سمة العصر , وأن معاناة كتلك أقل ما يقال عنها يجب وضع حد لها , ام ان سوريا ستظل تحكم الى الأبد من قبل قيادة سمتها الحقد على من عارضها يوما !!!
عبد الكريم عبد الرحمن – جبلة – بشراغي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. «فريزونر» تنظم مؤتمر -الاستثمار في المثلث الذهبي- لمناقشة فر


.. العالم الليلة | استطلاعات الرأي: الاقتصاد وليس حرب غزة يتصدر




.. كل الزوايا - ما تأثير العملية العسكرية المحتملة في رفح الفلس


.. فرصة لشراء الذهب فى هذا التوقيت.. خبير يكشف عن أفضل وقت لشرا




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 9-5-2024 بالصاغة