الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معصوم ومحسن وأهل الكهف

حسين عبد المعبود

2018 / 8 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


جلست وصديقي محسن جعفر نتحدث في الشأن العام ، وما آلت إليه الأمور في مصرنا المحروسة ، وتحدثنا عن سياسات النظام التي قزمت مصر ، وأضاعت هيبتها ، وأفقدتها دورها الريادي في المنطقة ، وجعلت منها دولة تابعة بعد أن كانت رائدة ، والحريات التي تلاشت ولم يعد لها وجود إلا في خطب الغرف المغلقة ، والمقالات التي تهاجم من ينادون بالحرية باعتبارها فوضى تؤدي إلى الضياع ، بصرف النظر عن السياسات الاقتصادية الفاشلة ، وارتفاع الأسعار التي أصبح لهيبها أشد من لهيب جهنم ، وكان الله في عون الجميع مؤيد ومعارض .
ثم تطرق الحديث إلى مبادرة السفير معصوم مرزوق وسألني عن رأيي في المبادرة ، فقلت له : أنا مع أي فرد وأي رأي يعطي الكلمة للشعب بصرف النظر عن تحفظاتي على بعض البنود أو الأشخاص ، فأنا من المؤيدين للمبادرة رغم اعتراضي على بعض من أيدوها من رموز كنا نحسبهم نخبا ولكنهم خانوا وتعاونوا مع النظام كرها في الإخوان ، لا حبا في مصر ، وبحثا عن دور يعيدهم إلى الضوء ، وطمعا في جزء من الكعكة التي لم يعد لهم حتى حق النظر إليها ، وأشد ما أساءنا هؤلاء من كانوا مثالا للطهر والنقاء ، فقد عاشرناهم عن قرب ، وكانوا رفقاء درب : ( يساريين ، وليبراليين ، وإخوان ، وسلفيين ) اليساريون منا والعلمانيون كانوا أعضاء في حركة كفاية ، والبعض منا بالجمعية الوطنية من أجل التغيير ، وللأسف الشديد تحول الكثير وأصبحوا أكثر طبلا وزمرا لنظام أشد بطشا وطغيانا من نظام مبارك ، وأضحوا أكثر سوساوية من السوساوية وأعضاء الحزن الوطني ، والحجة : (انا مع الدولة ) ياعم أية دولة ؟ الدول هي النظام ، وخوف النظام من السقوط يجعله يدعي زورا وبهتانا أن سقوطه سقوط للدولة ، ولا يجب على أمثالكم أن يصدق هذا الكلام .
وقلت إنه الخوف من الاعتقال والحبس والتشريد ، وهناك أسر يخشى عليها من الضياع ، كل ذلك يجعل الكثير يتخلى عن مبادئه ، ويتحول فكانت حسرته شديدة وقال لي : ليتهم كأصحاب الكهف ؟ فسألته كيف ؟ رغم معرفتي لقصة أهل الكهف ، ولكني أريد أن أفهم مغزى ما يقول ، فقال : أهل الكهف كانوا من الموحدين ، ولكنهم لم يستطيعوا مواجهة الظلم والاستعباد فأوو إلى الكهف سنين طوال إلى أن تغيرت الأحوال وزال الظلم على أيد أناس غيرهم ولم يكن لهم أي دور في التغيير ، فيا ليتهم يصمتون : لا يطبلون ولا يزمرون ، لا نطلب منهم التظاهر ولا وقفة احتجاجية ، لم نطلب منهم أن يكونوا معارضين ، لا نريد منهم شيئا سوى أن يكفوا عن الطبل والزمر ، وليكونوا كأهل الكهف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف