الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.نهب الماضي والحاضر واغتيال المستقبل (1-2) العراق مجرد بداية

إكرام يوسف

2006 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


في مؤتمر صحفي قبل أيام، أعلنت "رابطة التدريسيين الجامعيين" في العراق، أن نحو 182 أستاذا جامعيا قتلوا في أعمل العنف منذ بداية الاحتلال في عام 2003، وتعرض 85 من كبار الأكاديميين للخطف أو لمحاولات اغتيال. وتشير الأحداث المتلاحقة إلى الخطر الداهم الذي بات يهدد الكفاءات العلمية البارزة في العراق، بعدما صار جل هم العلماء هو ضمان البقاء على قيد الحياة، بدلا من أن يتفرغوا لمواصلة البحث والتركيز عليه لصالح البشرية كلها وليس العراق فقط. فكما تقول وكالة رويترز للأنباء التي نقلت خبر المؤتمر الصحفي، إن من ينجون من حادث تفجير أو إطلاق نيران، أو من يطلق سراحهم بعد خطفهم، نادرا ما يحالفهم نفس الحظ في المحاولة الثانية؛ وهو ما يتسبب في نزيف العقول الذي يقضي على أبرز المثقفين المهمين لتعليم جيل المستقبل من المهنيين العراقيين، ولإعادة بناء البلاد. حيث أن استهداف أساتذة الجامعات يدمر نظام التعليم العالي الأمر الذي يدمر بدوره قطاعات المجتمع الأخرى من خلال تدهور التعليم.

استنزاف العقول

ورغم أن وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، ومن يسيرون في فلكها من بني العرب، يحلو لهم أن يلقوا بمسئولية هذه الجرائم على من يسمونهم "الإرهابيين"، أو يحاولون إلصاقه بصراعات طائفية، لم يكن لها هذا الوجود قبل وقوع جريمة الاحتلال؛ إلا أن قرائن عدة ترقى إلى مصاف البراهين المؤكدة توضح أن القضاء على العقول العراقية ليس سوى حلقة ضمن حلقات المخطط الرامي إلى استنزاف العقول في مختلف أنحاء العالم العربي ضمن مخططات الهيمنة الأمريكية. ويكفي هنا أن نشير إلى ما ورد في نشرة صحفية صدرت ـ قبل أيام أيضا ـ عن منظمة العمل العربية، جاء فيها أن خسائر العرب السنوية بسبب استمرار نزيف هجرة العقول والكفاءات العلمية للخارج تقدر بنحو ملياري دولار أمريكي. وقال الدكتور إبراهيم قويدر المدير العام لمنظمة العمل العربية في المؤتمر السنوي لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي عقد في أبو ظبي حول " التحولات الراهنة ودورها المحتمل في إحداث التغيير في العالم العربي" إن "مصر" تعد من أكثر الدول العربية التي تعاني من نزيف هجرة العقول والكفاءات العلمية؛ حيث يبلغ عدد المصريين المهاجرين بصفة دائمة حوالي 824 ألف شخص، منهم نحو 2500 عالم. وأوضح الدكتور قويدر أن الأطباء يمثلون حوالي 50 في المائة من الكفاءات العلمية المهاجرة، ليهم المهندسين بنسبة 29 في المائة. ويمثل الأطباء العرب العاملون في بريطانيا نحو 34 في المائة من إجمالي الأطباء فيها؛ بينما تمثل الكفاءات العربية الموجودة في كندا والولايات المتحدة وبريطانيا حوالي 75 في المائة من إجمالي حجم الكفاءات العلمية المهاجرة إلى البلدان الثلاثة. كما أكد أن 54 في المائة من الطلاب العرب الدارسين في الخارج يرفضون العودة إلى بلدانهم الأصلية بعد انتهاء الدراسة.
ولا يخفى على أحد ما تقوم به الولايات المتحدة من استيعاب عشرات الآلاف من المتفوقين والمبدعين من حملة الشهادات العليا سنوياً ( الذين يوفرون عليها نفقات الإنفاق على إعداد المبدعين من مرحلة الحضانة وحتى حصولهم على الشهادة الجامعية) وبذلك تزيد الثروة البشرية العلمية في أمريكا بتكلفة أقل وسرعة أكبر مما لو قامت بإعداد نفس العدد من الكفاءات على نفقتها الخاصة منذ طفولتهم. فضلا عما يتيحه لها ذلك من استمرار التفوق والهيمنة بعد تفريغ البلدان الأخرى من كواردها العلمية وكفاءاتها.

حظيرة الولاء

وحتى الكفاءات القليلة التي تفضل البقاء في بلادها ، لا تعدم الولايات المتحدة وسيلة للهيمنة عليها وإبقائها داخل حظيرة الولاء الأمريكي؛ إما عبر مشروعات الاختراق
الثقافي والعلمي، أو الاجتماعي والاقتصادي بواسطة المنظمات غير الحكومية الممولة أجنبيا والتي نجح استخدامها في أكثر من دولة كرأس حربة لإضعاف دور الدولة الوطنية (والأمثلة كثيرة من بلدان الكتلة الاشتراكية السابقة وحتى ما يحدث حاليا في مختلف بلداننا العربية)
تحت غطاء شعارات براقة مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، تعمي أعين البعض عما تغطيه من مخططات للسيطرة. فقد أظهرت التطورات المتلاحقة خلال أكثر من خمس عشرة سنة مضت كيف أن هذه الجماعات الممولة أجنبياً تعمل وفقا للسياسات التي يحددها الممولون في النهاية حتى لو لم تكن بصمات أصابعهم واضحة في بعض المشروعات التفصيلية؛ وحتى لو أوهم بعض النشطاء المحليين أنفسهم بقدرتهم على الحفاظ على استقلالية قرارهم ضمن هذه الجماعات، فالمانحون لا يعبثون ولا يلقون بأموالهم سدى.
أما بالنسبة لما يحدث في العراق، وإلقاء مسئوليته على العمليات "الإرهابية" أو على الصراعات الطائفية؛ فقد ظهر من الوثائق والأدلة ما يؤكد أن معظم ما تنسبه وسائل الإعلام (التي لا تتلقى من التقارير والمعلومات إلا ما تسمح به قوات الاحتلال) لا يمكن أن ينسب ـ عقلا ومنطقا ـ لا لمسلمين ولا لعرب، وإنما لجهات يهمها بالتأكيد القضاء على الهوية العراقية ببعديها العربي والإسلامي، تمهيدا لجعلها منصة إطلاق لمشروع "الشرق الأوسط الكبير" ؛ ويجب ألا ننسى أن أولمن دعا له كان شيمون بيريز عام 1994، وسرعان ما أعلنت الدبلوماسية الأمريكية ودوائر إعلامها وتابعيها تبنيها للمشروع. ولعلنا لم ننس بعد واقعة إلقاء القبض على جنديين بريطانيين احدهما من الاستخبارات والثاني من الجيش وكانا يرتديان ملابس عربيه، وبحوزتهما متفجرات مختلفة يقومان بزراعتها على جانب طريق. وظنت أفراد الشرطة أنهما من "الإرهابيين العرب".وتم التحقيق معهما واعترفا بقيامهما بعدة عمليات وطلبا من الشرطه ان تسلمها. لكن الشرطة، ظنا منها أنهما إرهابيين كانت قد دعت إلى مؤتمر صحفي وتم تصوير التحقيق من عده قنوات منها "الفيحاء" العراقية التي روى مراسلها من البصرة على الهواء مباشرة القصة كاملة وحاول المذيع أن يغير حديث المراسل إلا انه قال لدي تسجيل الاعتراف كامل على شريط فيديو وعندما طلبا تسليمهما للجيش البريطاني طلب منهم تسجيل الاعترافات. وانهار أحدهما وهو ضابط الاستخبارات البريطانية وطلب من الشعب العراقي أن يسامحه واعتذر للشعب العراقي وهو في حاله انهيار نفسي وعصبي. ونذكر جميعا بالطبع ما تم بعد ذلك من اقتحام القوات البريطانية لمركز السلطة واختطاف المتهمين.
وللحديث بقية....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كا?س العالم للرياضات الا?لكترونية مع تركي وعلاء ???? | 1v1 ب


.. فـرنـسـا: أي اسـتـراتـيـجـيـة أمـام الـتـجـمـع الـوطـنـي؟ •




.. إصابة عشرات الركاب بطائرة تعرضت لمطبات هوائية شديدة


.. حزب الله يحرّم الشمال على إسرائيل.. وتوقيت الحرب تحدّد! | #ا




.. أنقرة ودمشق .. أحداث -قيصري- تخلط أوراق التقارب.|#غرفة_الأخب