الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قصص قصيرة جداً
محمد كاظم جواد
شاعر
(M0hammad Kadom)
2018 / 8 / 13
الادب والفن
الى القاص الراحل رسمي رحومي الهيتي
دفع آجل
دهش الجميع من العلاقة الوثيقة التي صارت تربط المقاول (جفات) بالدفان ابو العورة. فهو المعروف بتقربه الى الوجهاء أصحاب النفوذ والمال. صار جفات ينطلق بسيارته الرباعية الدفع كل اسبوع الى مكان خصصه الدفان كدار استراحة قرب المقبرة. كانا يسهران ويتجاذبان اطراف الحديث بعيدا عن عيون الناس. حين انتشر خبر موت الدفان في حادث سير مريع لطم جفّات وجهه وبكى. صرخ بأعلى صوته بين المعزّين: كيف سأحصل على أموالي. لقد بعته شحنة كبيرة من الخام الأبيض بالدفع الآجل.
فاقة
اشتدت به الفاقة باع بعض حاجيات بيته. نفد المال. جلس في مقهى كراسيها من سعف النخل. احتسى الشاي بمرارة. اعقبها لفافة تبغ رديء. شرد ذهنه بعيدا غير عابيء بمن يجلس او يمر. فجأة انتبه الى صديق له يربت على كتفه ويجلس لصقه معبّرا عن تضامنه المطلق مع وضعه الصعب. اقترح عليه أن يبيع مكتبته. قال له : "اظن ان الكتب لن تسكت جوع اطفالك...سأبيعها لك شلع قلع الى تاجر يصنع الاكياس الورقة. نبيعها له بالكيلو غرام وقد عرض علي سعرا مغريا أرجوك فكر بأطفالك فأنت لاتستطيع ان تطعمهم ورقا." وافق على مضض. عزل بعض الكتب. وتكفل صديقه في غيابه بعملية النقل والبيع. بعد أن فرغ من الصفقة واستلم المبلغ انطلق الى بيت صديقه وسلمه المال والاغلفة السميكة التي انتزعها التاجر لتكون خارج الوزن. قام للتوّ. تناول مسحاة حفر الارض وسط دهشة صديقه ورمى كيس النفود وجميع الاغلفة وأهال عليها التراب وكتب شاهدة المقبرة الجماعية لمكتبة المدعو فلان الفلاني .
تظاهرة
رأى التظاهرة تخرج بعفوية من أجل الاصلاح ومحاسبة السراق والفاسدين والمطالبة باقصائهم من مناصبهم. حدثته نفسه بان التغيير بات وشيكا. قرر المشاركة في تظاهرة الأسبوع المقبل. أغلق جهاز التلفاز وأعدّ لافتة باسم منظمته يدعو فيها الى اقالة الفاسدين واللصوص. التقط صورا توثق مشاركته. بعد مرور اسابيع بدأ عدد المتظاهرين يتناقص. لقد تحرك الفاسدون من اجل تفكيكهم ومنح البعض منهم عطايا شحيحة ووعود كاذبة. عندها اختفى من التظاهر وتمسك بتريشح يضمن له منصبا على قدر حلمه الواقعي .
مرشح
عندما اعلن ترشيحه في للانتخابات تغير سلوكه بشكل ملحوظ بعد ان كان لايجالس ابناء قريته صار يرتاد اماكن تجمعهم ويشاركهم مناساباتهم الاجتماعية وبعد ان كان يمر بسيارته دون ان يلقي التحية على احد صار يقف ويترجل من سيارته ويصافح من يلتقيه واحيانا يلح على من يرغب بالوصول الى المدينة ان يركب معه لنقله الى المكان الذي يقصده وحينما يرى الاطفال يلعبون كرة القدم بالقرب من داره يبتسم لهم بعد ان كان ينهرهم من اللعب ويطردهم من امام داره وذات يوم اشترى لهم كرة قدم وترجل من سيارته بوداعة وسلمهم الكرة وبدأ بالسؤال عنهم واحدا واحدا وقبل ان يستقل سيارته ابتسم في وجه حارس المرمى وقال له لاتنسى سلامي الى الوالد العزيز اجابه الصبي بحزن لقد مات ابي قبل ثلاث سنوات عندما فجر انتحاري نفسه في سوق المدينة..
حمار
بعد ان جمع المبلغ بصعوبة لأجل شراء حمار لعربته الجديدة علم بوجود واحد معروض للبيع في حي مجاور. فاصطحب معه ثلاثة اشخاص يعرفون صاحبه لكي يفوز به بأبخس الأسعار. كان الحمار يافعا. قال لهم صاحبه بزهو وهو يمسد على ظهره موجّها كلامه للمشتري : انظر الى شكله الجميل. هناك مواصفات لا تجدها عند أغلب الحمير من ضمنها الذكاء فهو بمرور الايام يحفظ الطرق التي تروم ان تسلكها ولا يتذمر من الاثقال ولا يحرن ولن تحتاج ان تضربه. ستحبه كثيرا. وبعد ان حسم السعر قال له مباركا ...صدقني سيكون هذا الحمار لك أكثر من أخ .
حرب طويلة
حينما ساقوني الى الخدمة العسكرية بدأت الحرب. وقد استمرت أكثر من ثمان سنوات. وكان لزاما علينا ان نتدرب. فأدخلونا في دورات على أجهزة اللاسلكي في بغداد. كانت وجوه الجنود واجمة وقلوبهم خائفة من مصير مجهول. أصدر الضابط أوامره. منعنا من أي اجازة حتى ولو لساعات معدودة. طالبنا ان نعتني بقيافتنا لنثبت للعالم اننا بمعنويات عالية. كان يتكلم بلغة فصيحة مخلوطة بمفردات عامية . أكد ان الحزب والثورة قد وفرت لنا كل شيء. كان يمسك بيده اليمنى عصا تتكلم معه. قال وهو ينظر الى وجوهنا : "عليكم الاستعداد للحرب التي ستكون طويلة. لا تتصوروا أنها ستنتهي في ظرف أسبوع او أسبوعين." صاح بصوت الواثق : "الحرب ستستمر شهرا أو ربما شهرين."
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس