الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الجزائر ... صراع الذاكرة .

الطيب آيت حمودة

2018 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


.
°°°الأمم المنهزمة ذاكرتها مهددة بالذوبان والتلاشي ، فالأمم الغالبة [ بالدين أو السيف والمدفع] تسعى جاهدة لاستبدال [ ذاكرة ] المنهزم بذاكرة القوي المنتصر .
°°°المتنور الأمازيغي ( علي الحمامي ) الذي يغيب ذكر اسمه عن الكثيرين ، قال في روايته المعنونة ب( إدريس) بأن انهيار الدولة العثمانية ترك أربعة من الأمم الكبرى ، هي (التركية ) و(الفارسية ) و(العربية) و(الأمازيغية ) فازت الثلاثة الأولى بأرضها وهويتها وذاكرتها( تاريخها) ، في حين أن الأمازيغ فشلوا وذابوا عن طواعية بتأثير من نخبهم وساساتهم في [ هوية العرب ] فأصبحت [ الجزائر بأرضها عربية ، و شمال افريقيا مغرب عربي ] ، ولا شك أن السبب له تفسيرات دينية و اجتماعية وثقافية وتاريخية أنتجت طبعا متميزا ( من الطبع ) ،فيه من السذاجة و المطاوعة و الركوع و التماهي مع الغير وهو ما ينكره المنطق السوي .
°°° فالشعب المغاربي( الشمال افريقي) عند الحمامي بأكثريته الأمازيغية وقلته العربية ، ليس هو تماما الشعب العربي ، وليس هو تماما الشعب الأمازيغي ، فقد تشكل موحدا في ظل دوله المحلية شيئا فشيئا ب[حضارة إسلامية مغاربية] وفق منظور شعب مغاربي جديد اتضحت معالمه جلية في عهد دولة الموحدين ، وإن كان كثيرنا يرى بأ ن هوية الأرض المغاربية هي أكثر العوامل التي تجعل من الوافدين مغاربيين لا مشرقيين ولا غربيين ، فبنفس الطريقة التي انمحت ذاكرة الفينق والرومان والوندال يجب أن تنمحي ذاكرة العرب من ذاكرتنا ليخلو الجو [ لذاكرتنا المغاربية الشمال افريقية ].
ويردف الحمامي قائلا :
الزواج الأمازيغي اللاّتيني فشل تحت وهم التفوق الحضاري ، وتاريخ روما القديمة في بلادنا شبيه إلى حد كبير بتاريخ الحكم الإستغلالي العربي الأول الذي قاومه الأجداد تحت يافطة ( ثورة الخوارج ) بسبب عسف دولة الخلافة في دمشق . وبقاء العرب عندنا في شمال افريقيا يعني قبولهم ( التمغرب والإندماج عن طواعية وإرادة )، ورفضوا كل سياسة تلحقهم بالمشرق ، وهذا ما يفسر الجفاء بين
المغرب والمشرق ، الذي يترجمه الفقيه ابن حزم المغاربي منذ عشرة قرون خلت بقوله :

أنا الشمس في جو العلـوم مـنـيرة °° ولكن عيبي أن مطلعي الـغـرب ...

فالعلائق بين المشرق العربي الإسلامي ، والمغرب الأمازيغي الإسلامي لا إجماع بينهما ، فوحدة اللغة والدين لم ينجحا في تكوين ذاكرة جمعية واحدة ، لأن الإختلاف بين تنظيرين تنظير إسلاموي من جهة ، وتنظير تاريخي عقلاني ، فكيف السبيل إلى انبناء ذاكرة جامعة ونحن ننظر ( لديهيا ) و(إكسل) بمنظور تحقير واستهجان وكفر ، وهما في الحقيقة عبرا عن سجايا أصيلة ، وسمات مميزة للمجتمع الأمازيغي هما الوطنية والحرية ، وفي نفس الوقت منَّا من يقدس الغزاة ويجعل منهم أبطالا فاتحين وهم في الحقيقة أقترفوا ما لم يقترفه ( غوبيلس وهتلر و سانت أرنو ، و بيجو ودهاقنة الإستعمار ) .
°°°ماذُُكر من تصدع في ذاكرتنا يمكن تعميمه على مختلف حقب التاريخ التي مر بها وطننا ، حتى ثورتنا المسلحة فيها صراع الذاكرة بين الأفلان FLN و وحركة المصاليين الوطنية MNA و بين جمعية العلماء والشيوعيين ، وصراع الذاكرة العروشية ، و الجهوية و المذهبية .... فالمؤشرات توضح أننا نعيش بفكر قروسطي بعيدين عن ملامح الدولة الوطنية الحديثة .

°°°فهل نحن بحاجة إلى استراتيجية تجميع الذاكرة ؟ أم تمزيقها أهوائيا ؟على مستوى المنتديات ووسائل السمع بصري ومواقع التواصل الإجتماعي التي تقدم غالبا ( مادة اديولوجية قاتلة ) مُفككة ، زارعة ٌ للعداوة والبغضاء بين طوائف المجتمع تنذر بالتشرذم والإنهيار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في عمر الـ93.. إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ يتزوج للمرة الخا


.. اندلاع حرائق كبيرة شمال إسرائيل إثر سقوط صواريخ أطلقت من لبن




.. سألنا الناس في السعودية: في هذه الأيام.. تفضل المال في جيبك


.. خامنئي يطالب بعدم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة




.. حدد مصروفك.. نصائح من الخبير المالي عامر عاشور لمواجهة أي طو