الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطينيون وتصريحات ولي الفقيه الجديد

حسين ديبان

2006 / 3 / 29
القضية الفلسطينية


أظهرت ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة على التصريحات التي أدلى بها خالد بن مشعل "الطوشة" زعيم شيوخ حماس والتي قال فيها أن من رفع صور دكتاتور العراق المخلوع وهتف بإسمه من الفلسطينيين لا يمثلون الشعب الفلسطيني مدى الحالة المرضية المستعصية على التشخيص وبالتالي على العلاج التي وصل اليها كثير من أبناء شعبنا الفلسطيني في إستمرار قراءتهم الخاطئة للأحداث وفي إتخاذ مواقف من القضايا السياسية أقل مايقال فيها بأنها كانت سبب رئيسي لجلب نقمة الأخرين وغضبهم علينا وبدون عائد يذكر اللهم سوى بضعة دولارات قبضتها هذه العائلة أو تلك لوثت بها دماء وأرواح أبنائها وكانت وبالا علينا لا عونا لنا، وكذلك كثير من التصريحات القومجية التجارية التي أطلقها سفاح بغداد البائد، وصواريخ العبث التي أطلقها على اسرائيل في الأيام الأولى لحرب تحرير الكويت.

فخالد مشعل شخصيا غير مقتنع بما قال وإلا لمـَا نفى شيوخ حماس ماقاله وبالتأكيد فإن هؤلاء الشيوخ ماكانوا ليدلوا بتصريحات على مزاجهم مالم تصلهم تعليمات ولي الفقيه الحمساوي الذي تعود له الكلمة الفصل في شؤون هذه المجموعة الخارجة عن كل الأعراف والتقاليد المحلية والإقليمية والدولية المسماة "حركة المقاومة الإسلامية".

ماقاله مشعل أتى في سياق مجاملة الأخوة الكويتيين لتخفيف غضبهم وتلطيف ردة فعلهم على مايشاهدوه دائما على شاشات التلفزة من مظاهرات فلسطينية تؤيد الديكتاتور المخلوع وتدعو له بالحفظ والبقاء وطول العمر وكذلك مايطالعوه يوميا في صحفنا الفلسطينية التي تعج بمقالات كتاب يهللون بها للقائد القومي الكبير والرئيس المؤمن وإلى ماهنالك من أسماء كبيرة لم تنطبق يوما على أحد في هذه الأمة لا في أيام السلف ولا في أيامنا ومن المؤكد أنها لن تنطبق على أحد في المستقبل المنظور على الأقل وهذا من باب التفاؤل ليس إلا.

كما وأن "المجاهد" بن مشعل أراد من وراء ذلك أن يبادر الأخوة الكويتيين بتقديم مساعدات عاجلة لإنقاذ ماء وجه حكومته الغير قادرة على دفع رواتب الموظفين من أول يوم لإستلامها السلطة بعد أن قاطع العالم حكومة بن مشعل بسبب سياستها الرعناء التي ستؤدي بالفلسطينيين الى الهلاك جوعا وبقضيتهم الى مزيد من الخسائر بسبب التعاطف العالمي المتزايد مع اسرائيل نتيجة سياسة اعلامية مدروسة تجاه خطاب حماس العدمي والتدميري وسماحها لحكومات مارقة في المنطقة أن تستعمل الفلسطينيين وحكومتهم الجديدة للدفاع عن أجندتها الخاصة وهي الأجندة التي لا تنظر لفلسطين وأهلها إلا بوصفهم حطبا لنارهم.

كثير من الشعوب العربية وقفوا الى جانب الديكتاتور المخلوع وتظاهروا لأجله ورفعوا صوره وهللوا له وفي المقدمة منهم أشباه مثقفيهم وهنا لا يعنيني مطلقا موقف هذه الشعوب بقدر ماأنا معني بمواقف أبناء شعبنا الفلسطيني الذين كان عليهم أن يكون لهم موقف مختلف تماما من هذا الدكتاتور الذي لم تجلب سياسته سوى الدمار والخراب والهلاك لشعبه بالدرجة الأولى وللفلسطينيين من بعدهم عبر المتاجرة العلنية بالقضية الفلسطينية وتقديم الأموال المشبوهة تشجيعا لعمليات تخريبية كانت سببا رئيسيا في الحالة التي وصل اليها الفلسطينيون وقضيتهم هذه الأيام.

كان على أبناء الشعب الفلسطيني أن يكونوا الى جانب إخوانهم في الإنسانية - وليس في العروبة الزائفة - من أبناء الشعب العراقي الذين عانوا من القتل والقمع والسجون والإضطهاد على يد نظام الدكتاتور البائد مالم يعانيه شعب آخر ولم يكن مقبولا من الفلسطينيين إلا هذا الموقف وهم الذين ذاقوا ويلات القمع والسجون، وكان عليهم أيضا أن يكونوا الى جانب الكويتيين في محنتهم أثناء الغزو الصدامي لبلدهم وهم من عانى من الإحتلال وإلا فإن موقف التأييد للغزو الصدامي للكويت يجب أن يقابله سكوت عن الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيية فالإحتلال هو الإحتلال أياً كان نوعه ومصدره، وكان عليهم إن أرادوا أن تنام أرواح أبنائهم "الشهداء" في هدوء وسكينة أن يعيدوا ماقبضوه من أموال الشعب العراقي التي قدمها لهم الديكتاتور البائد وهي حق للعراقيين قبل غيرهم.

ليس لأحد من الحكومات العربية أو غيرها حرج إن قدموا مساعدات للفلسطينيين أم لم يقدموا فهذه المعونات يحدد استمرارها وقيمتها موقف الفلسطينيين أنفسهم من قضايا الشعوب فإن نحن وقفنا الى جانبهم ولو بالمواقف الإعلامية سيكونوا بالتأكيد الى جانبنا والعكس صحيح أما الإلتزامات الإسلامية والقومية تجاه الشعب الفلسطيني التي يتحدث عنها مشعل وجماعته فهي غير ذات معنى لأنها جاءت من خلال "تلبيس" قضيتنا ثوبا اسلاميا فضفاضا لم يكن من نتائجه إلا العمل على زرع الأشواك في طريق كل الحلول والمبادرات التي طرحت لحل النزاع التي لو التزمنا بإحداها لحصلنا على الكثير الذي لن نحصل عليه من خلال العنف والعمليات الإرهابية.

آن الآوان لكي يقف الفلسطينيين أمام أنفسهم ويراجعوا أفعالهم ومواقفهم. ماذا فعلوا للأخرين وماذا قدموا لهم قبل أن ينتظروا من الأخرين دعما لا أراه قريبا مالم تتم عملية مراجعة فلسطينية شاملة لكل المواقف التي صدرت عنهم خلال الأربعون سنة الأخيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا