الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارتفاع معدل الجريمة من قبل من ليس لهم سوابق جنائية د/ محمود رجب فتح الله

محمود رجب فتح الله

2018 / 8 / 14
دراسات وابحاث قانونية


ارتفاع معدل الجريمة من قبل من ليس لهم سوابق جنائية
د/ محمود رجب فتح الله

ارتفع في الفترات الزمنية الأخيرة معدل الجريمة في مصر حيث بات واضحا أن تطالعنا وسائل الإعلام بهذه الجرائم وغرائبها فالأب يقتل أبناءه والأم تقتل أطفالها، بل ومن العجيب أن مرتكبي تلك الجرائم من الشباب وهي جرائم يتم ارتكابها لأول مرة‏.‏
لذاكان من الاهمية ان تناقش هذه القضية للوقوف علي أسبابها والعمل علي الخروج من هذه الأزمة، مع ارتفاع معدلات الجريمة والبلجة بنسبة 65% من المجرمين بلا ســـــــوابق
حيث ان معدل الجريمة ارتفع بشكل ملحوظ عقب ثورة25 يناير وبالتحديد عقب أحداث28 يناير, حيث تم اقتحام35% من الأقسام والمراكز علي مستوي الجمهورية للاستيلاء علي الآلاف من أسلحة الشرطة سواء الأسلحة الأميرية وهي الخاصة بتسليح الشرطة أو الأسلحة المضبوطة في مخازن وزارة الداخلية ولسوء الحظ واكب هذه الأحداث ثورة ليبيا والاضطرابات السياسية والعسكرية التي نراها الآن كما بدأ في نزوح أعداد كبيرة للأسلحة وتهريبها عقب الصحراء الغربية التي يصعب تأمينها كما أن هروب أكثر من23 ألف مسجون من عتاة المجرمين وإخلاء سبيل الآلاف من المعتقلين جنائيا وسياسيا لانتهاء قانون الطوارئ كل ذلك صب في الشارع المصري وكان دافعا لكل العناصر الإجرامية سواء الكامنة أو التي كانت متواجدة علي الساحة في أن تمارس نشاطها الإجرامي بالشارع المصري مع وجود ورش تصنيع الأسلحة التي توفر الأسلحة لمرتكبي الجرائم بأسعار زهيدة.
وقد عاصر كل هذا تصاعد المطالب الفئوية وارتفاع سقفها إلي حد غير منطقي ومطالب غير منطقية بعضها غير قابل للتنفيذ ولاشك أن بعض هذه المطالب لفئات مظلومة لها مستحقات ولكن المطالب في حد ذاتها هي حرفة أو مهنة للكثير من الفئات التي تتخذ من هذا الأمر وسيلة لاهانة رموز الهيئة أو الوزارة التي يعملون فيها, ووجود كل هذه العناصر في الشارع مع وجود طرق مسدودة وسكة حديد مقطوعة كل هذه الأمور تؤدي إلي الشعور بعدم الأمان, وحتي لو وضعنا جنديا وضابطا في كل شارع فكل هذا يلقي بظلال كثيفة علي الحالة الأمنية والشعور الأمني لدي المواطن, صاحب كل ذلك جرأة وتجرأ المواطن علي القانون وعلي هيبة الدولة فكافة رموز الدولة ومؤسساتها أهينت سواء من أشخاص أو من رموز ثورية أو من حركات كل هذا أدي إلي زيادة شعور المواطن بعدم الأمان, مشيرا إلي أنه لا يوجد في مصر رفاهية تحمل تبعات الصراع السياسي الموجود بالشارع ونتائجه الاقتصادية والسياسية والأمنية, كل هذا لا يمكن أن نتحمله كجهاز أمني فالكل في الشارع للاعتراضات وللمطالب الفئوية والاعتصام والاعتداءات علي مقومات الدولة الاقتصادية كل هذا أدي إلي الوضع الاقتصادي السيئ الذي يفرز عناصر جديدة تغذي الشارع وتغذي الوضع الأمني ويكفي أن65% من الجرائم التي ترتكب لجناة لأول مرة فليس لديهم سجل جنائي ولا توجد عنهم معلومات جنائية.
وتوضح تقارير عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن معدلات الجريمة والعنف ازدادت بعد ثورة25 يناير بسبب الانفلات الأمني والأخلاقي وعدم الردع لهذه الأنواع من الجرائم والعنف, ومن الطبيعي أنه عقب أي ثورة أن يصاحبها أنماطا من العنف مختلفة فهناك أنماط من العنف صاحبت الثورة الفرنسية وأنماط أخري صاحبت الثورة الروسية والأمريكية, وعلي مستوي ثورات الربيع العربي فقد صاحبتها أنماط من العنف ولكن ما حدث في المجتمع المصري يعد ضئيلا للغاية, وإذا حاولنا التأمل لأنماط العنف التي كانت تمارس قبل الثورة وما بعدها في مصر فنجد أن المعدلات ارتفعت وظهرت أنماط لم يتعود عليها المجتمع المصري منها المطالب الفئوية وازدادت هذه المعدلات فازدادت أنواع وأشكال البلطجة المختلفة وازدادت سرقة السيارات وازداد أيضا عنف أولاد الشوارع تجاه المتظاهرين وتجاه مؤسسات الدولة, وازداد العنف عقب الثورة نتيجة للضغوط الحياتية التي عاشها الشعب المصري خلال30 عاما الماضية سواء كانت هذه الضغوط ضغوطا اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية فهو كان غير قادر حتي عن التعبير عن نفسه أو مشاكله فجاءت ثورة25 يناير لكي يخرج من عباءة الخوف ويعبر عن نفسه.
ويضاف الى ذلك أن من أسباب العنف في المجتمع عدم تحقيق العدالة الاجتماعية أو قد يكون نمطا من أنماط الشخصية أو بسبب الزيادة السكانية والزحام في المجتمع وكثرة مشاهد العنف سواء كانت في نشرات الأخبار آو الدراما أو الأفلام.
وتعد التنشئة الاجتماعية من أكثر العوامل المسببة للعنف فنحن نعلم أبناءنا العنف دون أن ندري فالبعض يحلو له أن ينادي أبناءه بألفاظ نابية حيث يتعلم الطفل العنف اللفظي كما يتعلم أيضا العنف البدني من خلال ممارسة أساليب الضرب المختلفة.
والثابت أن ظاهرة العنف في المجتمع المصري تعود إلي العديد من الظواهر السائدة في المجتمع مثل البطالة وانتشار العشوائيات وأطفال الشوارع والفقر, كما أن فئة الشباب هي أكثر فئات المجتمع ارتكابا لجرائم العنف لما تتميز به هذه الفئة من قوة ورعونة بحكم التركيب الجسماني والنفسي لها وطبقا للإحصائيات الواردة في تقارير الأمن العام فالشباب في الأعمار 18 إلي30 سنة قد ارتكبت50% من جرائم القتل, و57% من جرائم الضرب المفضي للموت, و80% من جنايات الاغتصاب,,80% من جنايات هتك العرض, كما أن البطالة لها نصيب وافر في جرائم العنف, فقد ارتكب المتعطلون عن العمل18% من إجمالي الجنايات و30% من جنايات السرقة بالإكراه, كما أن الأمية سببا من أسباب العنف في المجتمع فقد ارتكب الأميون80% من أجمالي جرائم العنف و83% من جنايات القتل العمد وحدها و93% من جنايات الاغتصاب وحدها. ولابد الالتقاء بالشباب بصورة دورية والاستماع لمطالبهم لأن يؤدي إلي إزالة حالة الاحتقان بينهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي


.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين




.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد


.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين




.. تصريحات ترمب السلبية ضد المهاجرين غير الشرعيين تجذب أصواتا ا