الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيئة العراق واقع وتحديات وحلول

عبد الكريم حسن سلومي

2018 / 8 / 15
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


بيئة العراق واقع وتحديات وحلول
المقدمه :
تعرف البيئه بأنها جميع الفعاليات والنشاطات التي تتم بفعل الطبيعه والانسان والتي تؤثر على الكائنات الحيه الموجوده على الكره الارضيه وتشتمل على المؤثرات التي تقع على الهواء والماء والتربه والمناخ والكائنات الحيه بكافة انواعها .
من بداية القرن الحالي بدأ الاهتمام بصوره كبيره بالبيئه والتي اصبح للبيئه في حياة العالم دور كبير بعد ان بدأت المشاكل البيئيه بالظهور والتي بدأت بصوره كبيره على الكائنات الحيه بجميعها وبصورة سلبيه جدا بما في ذلك الانسان
*ان الدول الامبرياليه العالميه تعتبر هي الرائده بالعدوان على البيئه وتلويث مصادر المياه والهواء بحروبها العبثيه من اجل مصالحها
فالانسان يكاد يكون وحده هو المسؤول الرئيسي الذي ادى للتدهور البيئي بسبب تصرفاته الخاطئه واستعمالاته الجائره للموارد الطبيعيه وخلقه للمشاكل الكبيره جراء تخطيطه الخاطيء لاستغلال الموارد وسوء استعمالها واشعاله لكثير من الحروب المد مره التي لوثت الطبيعه في الكره الارضيه في البحر والجو والبر.
ان الانسان هو الذي يعمل على زيادة مساحة الصحاري في الكره الارضيه من خلال سلبيته بالتعامل مع البيئه والموارد الطبيعيه حيث يقوم اليوم بتدمير الغطاء الخضري وقلع الغابات من اجل استخدامها كوقود






واقع العراق البيئي:
ان العراق اليوم يعاني بصورة كبيره من مشاكل بيئيه ناتجه من جراء العديد من الاسباب ,فالانسان بالعراق كان يقوم باستغلال الموارد الطبيعيه في جميع نشاطاته الحياتيه بدون الحساب للمستقبل بسبب توفر الكثير من هذه الموارد ولكن في القرن الاخير بدأ يستغل هذه الموارد بصوره عشوائيه وسلبيه خاطئه فأدى لاختلال التوازن في بيئته الطبيعيه .
لقد اضر الانسان العراقي بطريقة خاطئه باستخدام موارده الطبيعيه بالبيئة المحيطه به وبجميع الكائنات الحيه في ارضه مما ادى ذلك لمشاكل بيئيه خطيره وستكون اخطر مستقبلا مالم يتم تدارك هذه المشاكل وايجاد الحلول العاجله لها .
وفي الحقيقه ليس العراق وحده يعاني من مشاكل البيئه فالانسان عموما بالعالم بدأ يتعامل مع الطبيعه بسلبيه من اجل رفاهيته وبلا حدود وادت هذه الاساليب لاضرار كبيره في البيئه المحيطه بالكره الارضيه عموما .
ففي العراق لازال المواطن مستمر بتصرفاته الخاطئه التي ادت لتدمير بيئته منذ عقود وذلك بسبب استعماله لاساليب خاطئه في التعامل مع الطبيعه ومواردها مما ادى ذلك لاستمرار تدهور البيئه المحيطه بجميع الكائنات الحيه .
ان من اخطر المشاكل التي تواجه بيئة العراق هو
*** التلوث الناتج من الحروب الاخيره التي تعرض لها وعاشها شعبه ولازال والتلوث هو (ببساطه اي تغير كيميائي وطبيعي في مكونات البيئه بحيث يؤدي هذا التغير لخلل في التوازن الطبيعي واضرار على الكائنات الحيه )
***كما انه من اهم الاسباب هو ظهور ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجه اصلا من التلوث البيئي الذي انتجته الصناعات الغربيه والدول الصناعيه الكبرى الاخرى
*** سلوكيات دول الجوار بالتعامل مع الموارد الطبيعيه المشتركه مع العراق والتي ادت لاستفحال ظاهرة التلوث البيئي بالعراق


انواع التلوث

اننا نرى ان تلوث الهواء والماء والتربه اصبح حالة منتشره بالعراق وبصورة واضحه للجميع وليس فقط للمختصين
أولا :-تلوث التربه
ان المسؤول الاول عن هذا التلوث هو الانسان بصورة مباشره وذلك بسبب سوء تصرفاته واستعمالاته الخاطئه لكثير من الموارد الطبيعيه والتي جلبت الاخطار لحياته ويعتبر من اخطر التلوثات هو تلوث التربه الناتج من استعمال الاسمده الزراعيه واهمها المخصبات والمبيدات حيث ستتأثر الكثير من المنتجات الزراعيه بهذه المواد وبذلك تنتج محاصيل ملوثه يتغذى عليها الانسان والكائنات الحيه الاخرى ’ان المبيدات الحشريه التي ترش على المحاصيل الزراعيه لازالة الحشرات والادغال المتواجده مع المحاصيل يذهب بعضها مع الماء الناتج من مصارف حقول الفلاحين ليصل للمصادر المائيه النقيه فيلوثها, كما ان انواع الاسلحه التي استخدمت في حروب البلاد والتي بعضها محرمه دوليا قد اضرت بصوره كبيره بتربة العراق وما انتشار الامراض التي كانت غير موجوده اصلا بالعراق الا دليل على حجم الاضرار التي انتشرت بتربة العراق عموما من جراء استخدام هذه الاسلحه .ان ملوثات التربه عموما اما تكون مواد صلبه او سائله او غازيه او ميكروبات تؤدي لزيادة او نقصان في المحيط الطبيعي لمكونات البيئه ,ان هذا التلوث للتربه يضر بجميع الكائنات الحيه فتلوث التربه سيؤدي لانتقال الامراض الى الكائنات الحيه وخاصة الانسان

ثانيا:-تلوث الماء
حيث يتم اليوم واقعا تعرض اغلب مصادر المياه بالعراق الى التلوث وعندها يكون الماء غير صالح لتلبية بعض متطلبات البشر المتعدده وان من اهم مصادر تلوث الماء هي
----النفايات المنزليه والصناعيه والزراعيه والانشائيه وايظا الطبيعيه
فالماء يعتبر ملوثا وذلك بتغير خواصه الطبيعيه بمعنى ان تلوث مصادر المياه بما يجعلها غير صالحه لاستخدامها من قبل الكائنات الحيه المتنوعه (انسان حيوان نبات) او اي كائن حي
ويتلوث الماء عن طريق المخلفات الانسانيه والنباتيه والحيوانيه والصناعيه التي تلقى مباشرة لمصادر المياه بمختلف انواعها وتلوث المياه الجوفيه ايظا عن طريق مياه المجاري المتسربه اليها بما فيها من بكتريا وكيميائيات
-----تلوث الامطار :-:تتلوث مياه الامطار خاصة بالمناطق الصناعيه لانها وهي تسقط من السماء تجمع كل الملوثات الموجوده بالهواء ومن اكاسيد النتروجين واكاسيد الكبريت وذرات التراب .
ان تلوث مياه الامطار اصبح ظاهره جديده ظهرت بعد تزايد النشاط البشري الصناعي والتي صاحبها القاء كميات كبيره من المخلفات والغازات والاتربه في الهواء والماء ولكن في الماضي لم تعرف البشريه هذا النوع من التلوث
----التلوث بالصابون والمنظفات الصناعيه :وبعض انواع البكتريا والميكروبات وعندما تصب مياه المجاري في الانهار فأنها تلوث المياه
----المخلفات الصناعيه :وتشكل مخلفات المصانع الغذائيه والكيميائيه والالياف الصناعيه والتي تؤدي لتلوث المياه بالزيوت والبكتريا والاصباغ والقلويات والاملاح السامه (الزرنيخ والزئبق واملاح المعادن الثقيله كالرصاص والكادميوم
بالاضافه الى ندرة المياه اليوم فان ظاهرة التلوث تهدد المياه اليوم بصوره كبيره حيث ان كثير من البشر لايحصلون على مياه نقيه بسبب تلوث المياه وهذا التلوث راجع بالاساس الى سوء الصرف الصحي مع الملوثات الناتجه من الصرف الزراعي والصناعي علما ان الكثير من البشر اليوم لايحصلون على صرف صحي أمن
*ان تلوث المياه بالعراق كواقع يتم من عدة مصادر
-رمي نفايات المدن المتنوعه بمصادر المياه دون معالجه –رمي مياه الصناعات الكيميائيه والغذائيه والاخرى بمصادر المياه دون معالجه –المبيدات والاسمده المستعمله بالزراعه الاروائيه حيث تتلوث بها المياه السطحيه والاحواض الجوفيه
ان تلوث الماء يعتبر ذات تأثيرات خطره مباشره على حياة الانسان والكائنات الحيه الاخرى فالنفايات التي ترمى في مصادر المياه من قبل الانسان والمصانع تضر البيئة المائيه وما اكثر اليوم ببلادنا من النشاطات السلبيه الخاطئه والمستمره والتي ستدمر مستقبلا البيئه حيث ستؤدي لقتل الكثير من الكائنات الحيه وتخل بالتوازن الطبيعي وتعرض مياه البشر لمخاطر قاتله
ثالثا:-تلوث الهواء –
ان تلوث الهواء اليوم من اكبر انواع التلوث ضررا اليوم واخطرها والذي يتطلب معالجه بصورة سريعه وحاسمه لانه ذات تأثير خطير جدا على الانسان وللاسف هذا النوع من التلوث متواجد بصوره كبيره اليوم في بلادنا حيث الدخان الناتج من المصانع وعوادم السيارات والتي تضاعفت اعدداها بصوره سريعه ومخيفه والذي ادى ذلك لتلوث المحيط الهوائي بنسبة كبيره اكثر من المسموح بها عالميا (وكثيرا ماتجبر الحكومات المختصين بعدم البوح بالواقع البيئي الخطير ببلادها وتتكتم على التقارير الفنيه الحقيقيه )


رابعا:-التلوث الاشعاعي
ان انبعاث الموجات الكهرومغناطيسيه اليوم من كل الاجهزه الحديثه المستخدمه بكثره والمزروعه حولنا في كل مكان هو نوع من التلوث الذي لايمكن الاحساس به او مشاهدته حيث ان هذه الموجات خطره بصوره كبيره على صحة الانسان

خامسا:-التصحر
ان ظاهرة التصحر واحده من اهم القضايا التي برزت في الطبيعه وهي تعمل على تحويل الاراضي الخضراء الى صحراء والتصحر يظهر بصوره انيه او بعد فتره طويله من جراء عمليات بطيئه فالرياح تجلب كميات كبيره من الرمال والاتربه ,والتصحربالعموم هو ظاهره ناتجه اصلا من التغيرات البيئيه الطبيعيه والنشاطات البشريه الهدامه
ان العوامل الخاصه بظهور التصحر هي
1-انخفاض مناسيب المياه الجوفيه 2-زيادة ملوحة المياه والتربه السطحيه 3-نقص امدادات المياه السطحيه 4- زيادة معدل التعريه للتربه بدرجه غير طبيعيه
5-تدمير وابادة الحياة النباتيه الطبيعيه في الغابات وكل الغطاء الخضري (الحيوانات تقوم بالغذاء على الغطاء النباتي ايام الجفاف وتلتهمه مما يؤدي الى انهاء الغطاء النباتي الخضري فوق الارض وهذا يساعد على التعريه وان الرعي الجائر يؤدي الى اضعاف الغطاء النباتي وهو يسمح لتعرية الاراضي والانجراف للتربه وتصبح الارض صحراء .....

بالاضافه لهذه الانواع من التلوثات فهنالك مشاكل بيئيه اصلا ناتجه من سوء ادارة الموارد الطبيعيه ,ان التحديات في بلادنا اليوم هي الفقر والظلم وتلوث كبير بالبيئه مع جفاف وزحف للتصحر بصوره مخيفه وعواصف ترابيه ازداد انتشارها مع عدم توفر قدر كافي من مياه الشرب العذبه

التوصيات
*يجب استخدام الطاقه الشمسيه والنظيفه بكثره بالعراق لتوفر كل المعطيات والمستلزمات لهذه الطاقه
*ان تلوث المياه السطحيه والجوفيه من جراء سلوكيات البشر يشكل عقبة كبيره في تنمية موارد المياه ويقلل من استخدام المياه لعدم صلاحيتها ان بلادنا قد جادت عليها الطبيعه سابقا بكميات كافيه من المياه الا ان سوء ادارة وتوزيع الموارد المائيه هو المشكله ببلادنا التي كان بها وفرة من المياه لذا يجب زيادة الوعي البيئي لدى الشعب العراقي
*رمي مياه الصرف الصحي والمبازل قبل معالجتها يؤدي لتدمير مصادر المياه وتلويث البيئه بمكوناتها المائيه او التربه لذلك يجب بناء الكثير من منشأت المعالجات لمياه الصرف كافة قبل رميها بمصادر المياه وعلى مستوى كل قصبات المدن وحتى القرى
*مقاومة التصحرعن طريق ( تثبيت الكثبان الرمليه بزراعة الاشجار -تقليل قوة الرياح والحد من سرعتها بعمل مصدات للرياح وزيادة الغطاء الخضري بحدود المدن والقصبات
* لابد من الدعم الكبير لمشاريع الغطاء الاخضرووضع قوانين لتحصيل الضرائب على اساس التلوث و استخدام الطاقه الشمسيه بالابنيه العامه والفنادق والسياحه و اعادة تدوير واستعمال النفايات
*تأثير التغير المناخي على الموارد المائيه في عموم المنطقه له تأثيرا على المنطقه وصاحب هذه التغيرات ارتفاع كبير بالحراره وانخفاض معدل تساقط الامطار مع خلل كبير بالتوزيع ونقصان اكبر بكميات الموارد المائيه لذا اصبح من الضروري جدا مراقبة مصادر المياه وتحديد صلاحيتها ونوع الاستخدام فالواقع هو ان مياه تستعمل للري بدون قيد ولجميع النباتات وكذلك مياه تستعمل لكثير من النباتات وهي لاتصلح للبعض
*ان التدهور البيئي الذي يعيشه العراق اليوم مع التكاليف الباهضه لهذا التدهور والتزايد السكاني وزيادة الفقر والبطاله تعتبر الاخطر مع نقص الموارد المائيه وعدم الوعي في استخدامها والتهديد المائي والغذائي لذا فان حماية البيئه والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعيه لدعم خطط التنميه يتم ذلك بالمشاركه الفعاله بين الاكاديميين والمختصين ومنتجي الغذاء ورجال الاعمال والمجتمع المدني والمستهلك
*يجب ان نعمل على خلق جيل جديد مقتصد في استهلاك المياه للحفاظ على ماموجود
*يجب ان يكون هنالك دور واضح للدوله في جميع مباني المواطنيين وخاصة واجهات الدور وشبكات المياه المنزليه لكون لهذه المباني علاقه بالحق العام حيث لازالت الدوله بعيده عن المشاركه الفعاله بهذا المجال فنجد ان المواطن قد عمل على جعل شبكات مياه المجاري الداخليه واحده في المنازل علما انه توجد انواع عديده من المياه المستعمله بالمنازل بعظها على درجه كبيره من النقاوه يمكن اعادة تدويرها واستعمالها بمعالجات بسيطه
*لقد اصبحت اليوم تقنية اعادة استعمال مياه الصرف الصحي المعالجه واحده من الحلول المهمه في مجالات امداد المياه وخاصة بالزراعه والري والصناعه في كثير من دول العالم كما ان اعادة تدوير واسترجاع واستعمال المياه والنفايات الناتجه من الصرف الزراعي ومن المخلفات عامة اصبح له قيمة كبرى بسد الفجوه المائيه بين المتوفر والمستهلك

*يجب الاعتماد على معلومات حديثه مبنيه على حقائق واقعيه وعلميه
* لابد للدوله من التدخل بقوانين وتشريعات صارمه بمجالات تشكيل الابنيه والفنادق العامه واستخدام الطاقه الشمسيه فيها





المهندس
عبد الكريم حسن سلومي
10/7/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يطلق قنابل دُخّانية على بوابة مستشفى كمال عدوان شما


.. إعادة انتخاب قيس سعيّد رئيسا لتونس بنسبة 90.69 بالمئة من الأ




.. عاجل | إسرائيل تحذر اللبنانيين من التواجد بالمنطقة البحرية ا


.. نتنياهو: سنواصل القتال وسننتصر من أجل الأجيال القادمة والإنس




.. تصوير جوي يظهر حجم الدمار في بلدة يارون جنوبي لبنان