الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا :الحركة ضد عقد التشغيل الأول تدخل منعطفا

المناضل-ة

2006 / 3 / 29
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يوم 20 مارس قررت نقابات الأجراء والطلاب وتلاميذ الثانوي الدعوة الى يوم وطني جديد للتظاهر مع إضرابات وتوقفات عن العمل، وذلك يوم 28 مارس، مطالبة بسحب عقد الشتغيل الأول. وتتوطد فكرة إضراب عام. ويبدو أن حجة تجنب آني لانقسام حول هذا المنظور وازنة. يقول النص المصادق عليه يوم 20 مارس :" تساند المنظمات النقابية للأجراء تعبئة 23 مارس التي بدأها الطلاب وتلاميذ الثانوي، وتدعو الى الإسهام في إنجاحها. ويدعو مجموع المنظمات النقابية الي يوم مشترك بين المهن مع توقفات عن العمل وإضرابات ومظاهرات يوم 28 مارس."

-----------------------------------------------------------------



ويؤكد الكاتب العام للفدرالية النقابية الموحدة FSU ، القوية في صفوف المدرسين، على أهمية تواجد القطاعين العام والخاص "يدا في يد" في هذا الموعد الجديد. وأعلنت فيدرالية عمال القطار في الاتحاد العام للعمل CGT ، وهي اكبر منظمة بالشركة الوطنية لسكك الحديد SNCF ، إيداع " سابق إعلام بإضراب وطني يشمل فترة الاثنين 27 مارس الساعة 20 الى الأربعاء 29 مارس الساعة8، وذلك في إطار اليوم الوطني للتحرك ضد عقد التشغيل الأول" وكانت مفاجأة سارة يوم 20 مارس، فحتى كونفدرالية النقابات الأوربية CES ، وثيقة الارتباط ماديا ببنى الاتحاد الأوربي، أعلنت دعمها للحركة ضد عقد أول تشغيل :" لأن هذا النوع من الاجراءات يبقى الاتحاد الأوربي دوما على أرضية سياسة إغراق اجتماعي ، وذلك مضر بمستقبل أوربا" ربما قد يدعو هذا الى التفكير من لم يروا، خلف قاطرة" الثنائيات"، او لم يردوا رؤية، قدوم قطار العقود القصيرة، الشبيهة بهذه العقود المرنة الجديدة التي تناقش من جهة أخرى في ألمانيا من قبل تحالف الديمقراطية المسيحية والحزب الاشتراكي-الديمقراطي.

نعود بعجالة الى الحركة الاجتماعية الضخمة بفرنسا. كتب محرر افتتاحيات ليبراسيون (27 مارس2006) :"ليس ما دفع الى الشارع مئات ألوف الأشخاص للأسبوع الثاني هو عقد التشغيل الأول بحصر المعنى بل ما يكشفه: خوف منتشر ومخنوق، قديم ومتنام منذ سنوات. انه خوف أبناء الطبقات الوسطى من ان يشهدوا غدا عالما اشد قسوة من عالم آبائهم، وخوف الآباء من ان يخلفوا لأطفالهم مستقبلا اقل ازدهارا. تلتقي فرنسا الأحياء وفرنسا ميسورة اكثر في رؤية بلد يتناقص سخاؤه إزاء شبابه".

لن نقف عند مصطلح " الطبقات الوسطى" . في الواقع تستثير الأزمة المزمنة للرأسمالية، حسب السياقات و النضالات الاجتماعية-السياسية، حركات تباعد وتشتت أو حركات تقارب داخل طبقة الإجراء الهجينة، أي طبقة أجراء حيث يصيب " التهشيش" الفعلي او المرتقب، وفقد العمل، وانعدام الأمان في المستقبل، و"ضغط" العمل، العامل التقني والإعلامي ومستخدمي الصحة ومقدمي " الخدمات للأشخاص" والعامل، والمدرس الشاب،الخ.

إن ما تشهد فرنسا يبطل أولا التفسير السوسيولوجي الآلي المتعلق ببساطة بتنامي عدد الأجراء الذي سيعزز على نحو آلي "قدرة التغيير الجذري للمجتمع الملازمة للبروليتاريا" بالمعنى الواسع. كما تفضي الى مأزق تلك النظريات التي تفرط في "التحاليل الدقيقة" حول انقسامية لا متناهية لهذه البروليتاريا مفضية الى إزالتها بما هي فاعل اجتماعي وسياسي.

تبرز الحركة ضد عقد التشغيل الأول- مع تلاقي تلاميذ الثانوي والطلاب وأجراء القطاع العام والخاص- ان تشكل هوية صراعية لطبقة الأجراء (البروليتاريا) يجري في سياق اجتماعي وسياسي مطبوع بتاريخ نضالات قوي، من خلال سيرورة بناء اجتماعي وسياسي راسخة في علاقات الإنتاج الاجتماعية.

ثم ان افتتاحية ليبراسيون تتيح إبراز عنصر ثان غالبا ما ينساه أنصار ما يدعى " اليسار الراديكالي": انه عنصر الزمنية في تطورات النضالات الجماهيرية وفي إدراك ممكن لدى المشاركين بها لتغيير ضروري، في الجذر، للمجتمع. ليس المقصود وحسب استمرارية زمنية للتعبئات يمكن إعادة رسمها منذ 1995، مرورا ب2003( الضمان الاجتماعي) او رفض معاهدة الدستور في مايو 2005.

يتعلق الأمر بتجربة" إمكان الانتقال من عالم الى آخر" في جيلين او ثلاث مع ما يرافقها. هذا ما يجعل فكرة الحاجة الى تغيير وضرورته جلية ومحسوسة اكثر. لكن ذلك يفتح أيضا باب انطؤاآت محافظة، حسب نتيجة التعبئات. ومن ثمة أهمية ميزان القوى بوجه اليمين وأرباب العمل في ساحة المعارك الاجتماعية والسياسية، لكن كذلك أهمية دور علاقات التأثير داخل اليسار ذاته من جهة النقاشات والقرارات الديمقراطية ومن جهة المنظرات التي تقدمها الحركة.

ويدل كل شيء اليوم ان بإمكان منظور اشتراكي- بمعنى أفق يتعين تأكيده- ان يجد صدقية، محدودة طبعا لكن لا غنى عنها. هذا إذا انغرس في متطلبات الحركة الاجتماعية ذاتها، ابعد من تعبيرها الآني وفضائها الجغرافي الفرنسي. ومن جهة أخرى يدل تصريح كونفدرالية النقابات الأوربية على حضور البعد الأوربي. وافضل من ذلك أن "مآسي" هذا العالم، من حرب العراق الى مسالة الماء، حاضرة بذهن الشباب والأقل شبابا المشاركين بالتعبئة .

كما يشعر أرباب العمل بالرهان- عبر منظمة أرباب العمل بفرنسا MEDEF التي تملي إطار تحرك الحكومة اليمينية أو الاشتراكية-الليبرالية- خائفين من ان يطلق عقد أول تشغيل معارضة جماهيرية ومستديمة لدرجة تهديد" المراجعة الاعمق لقانون العمل" .و تعبر " التراشقات الداخلية" في اليمين وكذا في منظمة أرباب العمل ( جزء منها بقيادة قطاع التعدين )عن وجه مميز لـ"لحظات الأزمة هذه حيث قد يؤدي قرار بصدد مسالة بعينها الى نسف مجموعة اكثر تماسكا من الإصلاحات المضادة.

تبدى الحركة المتواصلة منذ يناير كل سمات النشاط الذاتي- وبالتالي ما يغير في ذات الآن الفاعلين والظروف- لأجراء المستقبل ( هذا ان ليسوا كذلك منذ الآن: كم طلاب يعملون لأجل أداء ثمن دراساتهم؟). ومن مؤشرات ذلك الغنى المميز للتنسيقات وللتجمعات وللنقاشات الديمقراطية. سنعود الى الأمر لاحقا.

شارل اندريه اودري

موقع ALENCONTRE

المناضل-ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت