الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكوا لي

محمد زين

2018 / 8 / 16
الادب والفن



حكوا لي
عن امرأة استقبلتني عند الولادة
بكفين من الحنان
لكنها كانت أسيرة العادات
محملة بالأواني المنزلية فوق رأسها أينما ذهبت
تتبع قوانين الجاهلية في قرننا العشرين
لا ترى الشمس والشوارع سوى خلسة..
وتتفاخر بفضيلة الاختباء عن أعين المارة المجهولين
ترتدي خمارها تلبية لمذهب "الحلوى والذباب"
وتخفى أحلامها الضائعات في خزانة الملابس
كما كانت تخبئ حلوى طفولتها قديما
ولكنني علمت أنها ضحكت قبل أن تموت .. فضحكتُ
وأغمضتُ عينيهَا في هدوء.. حين رحلت كما يرحل الأولياء.

حكوا لي
عن امرأة أحبتني
منذ ضحكات الطفولة
ظلت تحلم بغفوة فوق زندي ولو قصيرة
وتغار من هوسي بالكلمات والحبيبات
تسألني
: كيف لكم أن تُعبِّروا عن الحب بهذه السهولة؟
القبلات انحلال والحب باب للرذيلة
كفى صخبًا يا معشر الجهلاء.

كانت تحب.. ولكن
كيف تحب من لا يؤمن بالأسرة السعيدة
الحب تقلب كالحياة.. والزواج ثبات
تمنت لو أشعلت الليل لي.. كي أرى الدفء
لكنها احترقت بنار الصمت والانتظار
وفى نهاية المشوار
ضحكَتْ على ما فات من الأيام
وتمنت لو تعود قليلا
لتحظى بقبلة الختام
تبسَّمتْ لى بعد كل ما تركناه خلفنا من ذكريات وحيدة
فتبسمتُ أنا أيضا ..
وضحكتُ على ما فاتنا باسم الفضيلة.

حكوا لي
عن إمرأة أعدت مشرط جراح بارد الإحساس
لتختتم رحلتي
أحببتها..
وأحبت هي فستانها الأبيض
هربت من طفولتها قبل أن تكتفيَ منها
ولم تخبئ الدموع فى كتيب مذكراتها الصغيرة
ظل الدمع حبيسا يحارب ابتساماتها
فصارت تحترف كذب الابتسام
ولكل هذا .. قررت الانتقام.

ربما أحبتنى إن أتيح لها الإختيار
لكنها أخذتني كستار يحمل يدها الصغيرة
فى زفة المشاعل
ويُسعِد عادات الكبار.
تمنيتُ لو وهبتها سعادة العالم
لكنها لم تكن سعيدة
و قبل أن تعرفنى قليلا .. سقط قتيلا
فضحكَتْ هي.. وبكيتُ أنا كثيرا.

من ديوان "ماميكان"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمى و أوس أوس وأحمد فهيم يحتفلون بالعرض الخاص لفيلم -ع


.. أحمد عز الفيلم المصري اسمه الفيلم العربي يعني لكل العرب وا




.. انطلاق فيلم عصابة الماكس رسميًا الخميس في جميع دور العرض


.. أوس أوس: هتشوفونا بشكل مختلف في فيلم عصابة الماكس وكل المشاه




.. مؤلفين عصابة الماكس: الفيلم قائم على العائلة وأهميتها.. ومشا