الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه الجنرال دولار سيداتي سادتي

جعفر المظفر

2018 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في مخرجاتها تكاد عام 1991 أن تكون شبيهة بعام 2018. مع الأولى حدثت حرب الكويت الكونية ومع الثانية تجابه إيران حرب التجويع والتخضيع والتركيع والتخنيع الأمريكية, اما المخرجات فقد تؤدي في الحالتين إلى تحقيق اهداف أوسع من تلك التي تتعلق بالشأن الإيراني, وربما ستؤدي إلى بناء نظام عالمي جديد يعتمد شكله مضامينه على من سينتصر في نهاية المطاف.
في الحالة الأولى أرادت أمريكا من خلال حرب الكويت أن تحقق هدفين إستراتيجين متداخلين, أولهما إستعادة الكويت وثانيهما بناء نظام عالمي جديد تحت غطاء حرب الكويت نفسها.
كان إنهيار الإتحاد السوفيتي المتسارع نهاية أعوام الثمانينات والذي بدت علاماته الأساسية في إعقاب إنهيار حائط برلين يمهد أيضا لحتمية إنهيار داخلية أمريكية على مستوى العديد من مرافق الدولة. لقد كان من السهولة لعضو كونغرس من الحزب المعارض أن يدعو حينها إلى مراجعة جدية لأساسيات الإقتصاد الأمريكي القائمة على وجود العدو المركزي الشيوعي الذي كان يحكم نصف العالم الآخر, طالبا تخفيض سوق الصناعات العسكرية إلى النصف, أما التسويق الخارجي لتلك الصناعات فكان متوقعا أن تنخفض الحاجة إليه بشكل سياقي ودراماتيكي.
على جهة أخرى فإن تحالفات الحرب الباردة التي منحت أمريكا حق قيادة العالم الغربي كان مقدرا أن تواجه إنهيارا حتميا أمام سقوط فريق اللعبة الأخر, أي الإتحاد السوفيتي, وبدرجة أولى كان متوقعا أن يشهد الناتو إنهيارا أساسيا وتواجه سوق السلاح الأمريكية تراجعا مخيفا, وحتى حاجة دول الخليج العربي لشراء الأسلحة ودفع ضرائب الولاء للأمة الأمريكية, فقد كان مقدرا لها أن تتراجع.
عموما فإن المشكلة كان ممكنا ان تتلخص على الشكل التالي : في الحقبة التي تلت الحرب العالمية الثانية تم تقسيم العالم بشكل رئيس إلى كتلتين, غربية وشرقية, الأولى بقيادة أمريكا والثانية بقيادة روسيا. بعد نصف قرن تقريبا تنهار إحدى القوتين فتجد الأولى نفسها في مواجهة عالم مضطرب سيحاول بكل تأكيد ترتيب أموره وتحالفاته بشكل جديد بما يبشر بمتغيرات خطيرة تنال من الأمة الأمريكية ذاتها وتحمل إشارات بإمكانية خروج دول متعددة من غطاء الحماية الأمريكية الذي لم تعد هناك حاجة إليه بما قد يؤدي إلى نشوء مراكز وأقطاب جديدة. هذه الأمور جميعها إستدعت على عجل وجود عدو عالمي مركزي حتى لو كان وهميا لأجل المحافظة على أساسيات النظام القديم.
في حمى هذه المتغيرات الإستراتيجية العالمية يحدث أن يتقدم صدام حسين لإحتلال الكويت في مواجهة أزمة لم يكن النظام الكويتي غائبا عن تصنيعها, وليحتل العراق بذلك مقام العدو المركزي المطلوب.
في اثناء الحرب العراقية الإيرانية وبعد أن بان إنكسار الإيرانيين كان ميشيل عفلق وقتها قد وصف صدام حسين قائلا: إنه هدية السماء إلى الأرض, وقد تأكد حينها صحة كلامه حينما تلقت أمريكاهذه الهدية بفرح غامر, وخرجت بأساطيلها وجندها لكي تحقق الهدفين الكبيرين في وقت واحد. كان هدف تحرير الكويت قد غطى تحت عبائته هدف تشكيل النظام العالمي الجديد ذا القطبية الأمريكية الذي حال دون تبعثر العالم القديم وذهاب دوله وأقاليمه لتشكيل تحالفات جديدة وأقطاب متفرقة خارج مدار العالم الأمريكي.
كانت تلك هي البارحة العراقية, أما اليوم الإيراني فيقول أن عالم ترامب هو غير عالم جورج بوش الأب الذي تأسس في اعقاب غزو حرب الكويت, وذلك يحدث من خلال حقيقة ان أمريكا تشاء من خلال العقوبات الإقتصادية لإيران أن تنهي دور نظام الايات في طهران أو أن تحجم دوره, وربما تأكد من خلال النتائج الكبيرة والسريعة التي حققها هجومها الكاسح ضد إيران أن بإمكان أمريكا أن تجلب العالم كله إلى يوم الطاعة دونما حاجة إلى عساكر كتلك التي إحتاجتها بعد إحتلال الكويت.
ما أشبه اليوم الإيراني بالبارحة العراقية, ولكن ...
مع البارحة العراقية وقف بوش الإبن من على ظهر حاملة الطائرات إبراهام لنكولن ليعلن تمام المهمة.. (مِشِنْ أكومْبِلِيشدْ).
مع اليوم الإيراني هل سيقف دونالد ترامب من على ظهر البنك الفدرالي الأمريكي في واشنطن ليعلن تمام مهمته.
إنه الجنرال دولار سيداتي سادتي.
أما العالم فلم يعد بإمكانه مواجهة هذا الجنرال ما لم يحسن إختيار جنرالاته من خارج معادلات حروب البارحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكنس أو تأديب حُكّام إيران وآياتها
حميد الواسطي ( 2018 / 8 / 16 - 16:15 )
يقول الدكتور جعفر المظفر -إنه الجنرال دولار.. أما العالم فلم يعد بإمكانه مواجهة هذا الجنرال ما لم يحسن إختيار جنرالاته من خارج معادلات حروب البارحة.- وأنا أقول، إنه صندوق النقد الدولي المرتبط هامشياً بالأمم المتحدة والمملوك صرفاً لـ حكومة العالم الخفية.. ولا أعتقد إن هناك جنرالات من خارج معادلات حروب البارحة ؟ وإذا كان المقصود بهما جنرال الروبل الروسي وجنرال اليوان الصيني؟؟ أقول ولكنهما إستلما مليارات وبالدولار مقابل موافقتهما أو سكوتهما بالحربين السابقتين 1991 ، 2003.. ومِن جهةٍ أخرى، إذا كانت الولايات المتحدة هي الذراع العسكري لحكومة العالم (صهيون) الخفية؟ بَيدَ أنَّ روسيا هي ذراع ثاني، والصين ذراع ثالث وليسَ أخير.. ويبقى السُؤال: علامَ مواجهة الجنرال دولار أو الولايات المتحدة ما دامت عقوباتها رادعة وعادلة لكنس أو تأديب حُكّام إيران وآياتها التي دمّرت العراق بأتباعها مِن اللصوص والحثالات والنكرات والسفلة..؟ وشُكراً – حميد الواسطي.


2 - For Alnasir Thabit
حميد الواسطي ( 2018 / 8 / 17 - 11:25 )
بَعد التحيَّة وإذن صاحب المقال الدكتور المظفر تعقيباً أقول، لمّا فرضت الدول الكبرى والقوى المهيمنة ومجلس الأمن الحصار الإقتصادي على العراق مِن سنة 1990 إلى عام 2003 كانت إيران الدولة الوحيدة في المنطقة والعالم التي لم تلتزم بالحصار على العراق وكانت إيران الرئة الشرقية للعراق والعراقيين التي يتنفسون منها وبغض النظر عن كون الرئيس العراقي وقتها هو عدوها اللدود وقد حاربها لثمان سنوات، وعلامَ يلتزم العبادي - رئيس حكومة حزب الدعوة في العراق الذين جاءت بهم إيران للسلطة بالحصار(العقوبات)الأميركية ضد إيران..اَمَا لو كان صدام حسين رئيساً للعراق الحالي فـ لعمري كان يرد الجميل لـ إيران ليكون الرئة الغربية التي تتنفس منها إيران والإيرانيين..بَيدَ أنَّ ما يحدث لـ شيعة السلطة في إيران والعراق وبمشيئة الله هي:
لعنة مقدم الانتفاضة الشعبانية تنهي ألنفوذ وَألإرهاب الشيعي في العراق وإيران – حميد الواسطي
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=43226


3 - خيانة العبادي لِمَن جاءوا به للسُلطة
حميد الواسطي ( 2018 / 8 / 17 - 11:32 )
عطفاً.. بَيدَ أنَّ رئيس الحكومة (العبادي) – ومَن لفَّ لفه في حزب الدعوة الذين وكما أسلفت في المداخلة السابقة وبفضل إيران كان صعودهم للسُلطة في العراق قد خانوا إيران..! وإيران أيضاً تتحمل المسؤولية؟ وأنها كانت على خطأ وظالمة..!! على خطأ؟ لمساهمتها ودعمها بصعود سفلة محسوبين على الشيعة إلى السُلطة في العراق.. قال عمرو بن العاص: إنَّ موت ألف مِنَ العُلِّيَّة أقل ضرراً مِن إرتفاع (صعود) واحد مِنَ السفلة.. وظالمة؟ لأنَّ إيران أعطت أتباعها في العراق فوق حقهم أو إستحقاقهم بأضعاف لا تعد ولا تحصى.. والإمام علي بن أبي طالب قال: الظلم ظلمان.. أن تسلب أحداً حقه فهو ظلم أو أن تعطي أحداً فوق حقه فهو ظلم..!! وشُكراً – حميد الواسطي.

اخر الافلام

.. ما هي صلاحيات رئيس الجمهورية في إيران؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. هيئة الانتخابات الإيرانية تعلن عن جولة إعادة بين بزشكيان وجل




.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان مؤقتا يليه جليلي


.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان على جليلي بعد فرز 19 مليون




.. مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مناط