الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإمبريالية والدكتاتورية وجهان لعملة واحدة

فاضل الحليبي

2003 / 3 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 
الاستراتيجية الأمريكية سياسة إمبريالية واضحة المعالم وأصبحت اليوم معروفة في العالم من خلال فرض جبروت وهيمنة القوة العسكرية الأمريكية على إرادة الشعوب والبلدان الوطنية وإملاء الشروط والقوانين واتخاذ الإجراءات ضد الذين لا يرضخون لمشيئة الأمريكان، فالوضع الدولي يساعدها ويشجعها على القيام بمثل تلك الأفعال المعادية للشعوب والبلدان المستقلة، فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية، اصبح هناك خلل واضح في التوازن العسكري وباتت اليوم هي القوة الوحيدة التي تفرض إرادتها وبالقوة على الشعوب والبلدان وهيئة الأمم المتحدة، وأعلنتها بصراحة بأن القرن الواحد والعشرين قرن الولايات المتحدة الأمريكية وصاغت استراتيجيتها وفق تلك الرؤية، ونظراً لضعف العديد من البلدان ولا سيما بعض الحكام والقادة بدؤوا يتسابقون على تقديم الولاء والطاعة لها على حساب المصالح والسيادة الوطنية لبلدانهم وشعوبهم، واضعف تلك الحلقات في الساحة السياسية الدولية هي البلدان العربية والنظم السياسية الحاكمة فيها، وهي التي لا تستطيع أن تفعل أي شيء يذكر في وجه الغطرسة الأمريكية وسياستها الجديدة فيما يعرف اليوم مواجهة (الإرهاب) أينما كان، باستثناء الكيان الصهيوني بؤرة الإرهاب الدولي في العالم وهو الذي يمارس يومياً سياسة القتل والتدمير والعدوان ضد الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته الشجاعة، فالنضال والمقاومة من أجل الحرية والاستقلال الوطني ودحر الاحتلال الصهيوني وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، يصفه الأمريكان وبعض حلفائهم بالإرهاب، أما سياسة العدوان والقتل من قبل مجرمي الحرب الفاشيين الجدد من الصهاينة، للفلسطينيين يحصل على المباركة والدعم من قبل الإدارة الأمريكية وعلى رأسها بوش والعصابة الصهيونية في البيت الأبيض.
فالإدارة الأمريكية اتخذت قرار الحرب وهو بعيد عن هيئة الأمم المتحدة ومجلسها المعروف بمجلس الأمن، وربما تحصل على قرار من مجلس الأمن عندما تمارس سياسة الضغط والابتزاز تجاه الدول المعارضة أو المترددة لتأييد سياسة العدوان القادم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، فالإمبريالية بطبيعتها فكر قائم على الاستعباد واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان وسيطرة القوي على الضعيف، فالحرب القادمة ضد الشعب العراقي الشقيق وحضارة العراق، وهي بالتأكيد من اجل استكمال المخطط الإمبريالي الصهيوني بالسيطرة على آبار النفط والتحكم بالممرات والطرق المؤدية إلى أوروبا واليابان وأمريكا، وهي بالتأكيد ليس ضد النظام الدكتاتوري في بغداد الجاثم على رقاب الشعب العراقي منذ 35 عاما، فهو سبب من الأسباب، وهو صنيعة المخطط الإمبريالي الذي وضعته المخابرات المركزية الأمريكية (سي. اي. ايه) منذ الانقلاب الدموي في فبراير عام 1963 على النظام الوطني الديمقراطي في العراق بقيادة الشهيد القائد والزعيم العراقي المعروف عبد الكريم قاسم.
فالذين قاموا بالانقلابات الدموية في فبراير عام 1963 وفي يوليو عام 1968 وفي عام 1979 ضد الوطنيين العراقيين، منابعهم الفكرية والعقائدية واحدة وان اختلفت الأسماء في كل انقلاب.
فإذا تحدثنا عن حالة الاستبداد والقمع في الوطن العربي من قبل الأنظمة الحاكمة ضد المعارضين من اجل التغيير والديمقراطية والتعددية السياسية والحريات العامة. فالحديث هنا يطول عما جرى وما حدث للمعارضة وللشعب العراقي من قبل النظام الدكتاتوري القمعي في بغداد، فذلك النظام امتهن كرامة الإنسان العراقي، عندما مورس بحقه ابشع أنواع التعذيب والتنكيل والبطش والقتل، فاق في بشاعته القمعية والإرهابية، ليس النظام الرسمي العربي بل أي نظام قمعي في العالم، لم يمارس ما فعله نظام القمع والإرهاب في العراق بحق العراقيين من مفكرين وأدباء وكتاب ورجال دين أفاضل وشباب وأطفال ونساء وضباط وجنود، وهناك أسرى ومفقودون ليسوا فقط من الكويت والبلدان العربية بل أشقاء لنا من البحرين.
أيها القراء الأعزاء إذا أردتم المزيد من المعلومات عن الأفعال الإجرامية التي قام بها النظام الحاكم بالإمكان الرجوع إلى قرارات وتوصيات العديد من منظمات وهيئات الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم.
اليوم المطلوب التضامن مع الشعب العراقي ورفع المعاناة والمآسي التي يعيشها من الحصار الأمريكي الجائر من جهة، ومن النظام العراقي من الجهة الأخرى، وإذا كان حكام بغداد أصحاب إرادة قوية مثلما يصرحون بذلك عليهم اتخاذ خطوة جريئة، وشجاعة بالسماح بعودة المنفيين العراقيين والذي يقدر عددهم بأكثر من ثلاثة ملايين وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين السياسيين وفتح الطريق أمام القوى الدولية وبإشراف الجامعة العربية ومراقبين دوليين على انتخابات حرة ونزيهة وقيام نظام ديمقراطي يؤمن بالتعددية السياسية والعسكرية ويتجنب العراق الدمار والخراب من قبل الإمبريالية الأمريكية المتعطشة للحرب والعدوان، فالعراقيون قادرون على الدفاع عن وطنهم وشعبهم، عندما يصبحون أحرارا وليسوا عبيداً وسجناء في ظل النظام الدكتاتوري الحالي.
ألم نقل بأن الإمبريالية والدكتاتورية وجهان لعملة واحدة. قلوبنا مع الشعب العراقي الشقيق، فالحرب لا تجلب الديمقراطية بل الدمار والخراب، والدكتاتورية لا تستطيع الدفاع عن وطن أبناؤه مكبلون بالقيود والسلاسل.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-