الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قابيل وهابيل

محمد زين

2018 / 8 / 20
الادب والفن


هل كان مخطئا؟
علم ما توجَّبَ فعله.. وتراجع
بسط خده الأيسر للطم الريح
وآمن بخروج الحمامات من قبعة الساحر
وضع رأسه فوق صخرة الانتظار
ونام.. في عنفوان شبابه

كان قريبا من السماء .. ربما
يرعى أغنام البرية الوديعة بعصا كسولة
ويقتات الفتات والحليب الميسر
ظل يسهر في صومعة الرضى
حتى طواه الردى طيته الأخيرة

كان هو.. هو
وكان قابيل أخاه هو وجهه الآخر
ظهره وعصاه
لكن الوجه الآخر كان آدميا حتى الثمالة
لم ينكر حبه / غرائزه
لم يكن يوما ضعيفًا ولم يستسلم للصحراء التي أنجبته
لم ينتظر عرافة..
أو يحلم ببطل السماء
فقط أراد الحياة.. فأرادته الحياة.

ترك الغلام نفسه التي تناجى ربات الفضائل ومضى
صاعدا على أكتافها إلى مبتغاه
أكان خطأه أن أدرك حقه في الاختيار؟
أكان عليه أن يستسلم لجلاديه ذوي اللحى الطويلة
ويشارك القطيع فتاتهم وحليبهم الميسر
يعلق أمنياته لتزين جنة الأحلام.. وينام
هل كان عليه أن يُقَبِّلَ الرمال
كي لا يدركَ بعد السماء؟

وحدك
من وراء الستار كنت تراقبهم
ترسم أدوارهم
كشاعر يرتب تفاصيل روايته
بيديك خلقتهم في لحظة واحدة
وذات واحدة
خلقت غرائزها وزهدها
بيديك أشعلتَ الحرب بينهم
وانتظرت..
لترى متى تنطفئ المعركة.

لذا في نهاية المشهد
كان واجبًا عليك أن تغفر لهم
وللسحرة
و لمصممي الديكور
وللجمهور
ولقراء القصيدة أجمعين.

من ديوان الرب المهاجر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل