الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة حرة ...

حازم العظمة

2006 / 3 / 30
كتابات ساخرة


حين أتى الأمريكان إلى العراق " محررين" ، حسب الدعاية الرسمية ، صدقوهم ، البعض على الأقل صدقهم ، العراقيون كان لا بد لهم أن يتخلصوا من حكم القاتل و الجلاد قالوا لتأت الأبالسة ...

بعد ثلاث سنين من "الغزو التحريري " نظام القتل و القتلة نفسه ، الآن بزي جديد ، يتابع تدوير العجلة ، آلة القتل القديمة نفسها ، الآن بمسميات جديدة ، بألوان جديدة أمريكية- عراقية ، بعمائم مشايخ خضراء و سوداء و بيضاء .. ، بقمصان و بكتب "مرفوعة على أسنة الحراب " ، بميليشيات طائفية و ميليشيات عرقية كانت تحت رعاية الهمج تعَد ّو تُدرب و تُشحن بالكراهية ، بالعصبيات المتخلفة ، بالفتاوى و النصوص السلفية بـ " المرجعيات" و "أهل الحل و الربط" بـ" دعاة" و" أمراء " و " شيوخ" و " ملالي" جاؤوا بهم و نصّبوهم و قالوا لنا : هؤلاء هم ممثلوا العراق الجديد
هكذا الهمج المعاصرون اختاروا أن يعود العراق إلى العصور الهمجية ...

و مع هذا تجد من يدافع بل و يبشرنا بنظام القتلة "الجديد" هذا ، الليبراليون "الجدد" المحليون يبشروننا بهذا ... ، السيد شاكر نابلسي مثلاً ، الذي يطالب العراقيين بأن يصبروا ثلاثين سنة أخرى ، في الواقع لم يحدد زمناً بعينه ... ، ريثما يستقر النظام الأمريكي في العراق لأن : " الحملة العسكرية الغربية، كانت هي المشفى التي سوف يُدخل العراق بالقـــوة وبالكـــي إلى هذا المشـــفى، لكي يبرأ من أمراضه" حسب تعبيره ... ، و أن المجازر و المذابح هي هذا العلاج بالـكي الذي سيشفي العراقيين
.....
هم يريدون أن يبرأ العراق ، حسب شاكر النابلسي ، و لكن لا بد من الكي ... ، و لا يريدون أي شيء آخر .. ، النفط مثلاً ... أو التجارة " الحرة" مثلاً ...

، والتجارة لا تكون "حرة" إلا أن تكون مع إسرائيل ، مثلاً ... ، و التجارة "الحرة" المثالية لا بد أن تكون " متكافئة" كما كانت دائماً مع بلد مثل السعودية ، مثلاً ...
، النفط مقابل الكوكاكولا ، أو النفط مقابل دجاج " كنتكي"

، أو أسلحة ، بعشرات مليارات الدولارات ، على كل حال لن تستخدم ، إن استخدمت ،إلا في جانبنا ( جانبهم)

، أو النفط مقابل منتجعات التزلج الثلجية في (وسط الصحراء طبعاً ) و تشبهون هكذا سويسرا ... طبعاً

السعودية بلد مثالي تسوده الأخلاق الحميدة و التدين " العميق" مثله مثل أمريكا بوش ، ، بوش نفسه يكاد يبكي في الصلاة ، أو هو يبكي فعلاً ، وهذا البلد – السعودية- هو هكذا منشغل في العبادة عن "متاع الحياة الدنيا " ... كالنفط مثلاً

، أنتم أيها العراقيون لمَ لا تصيرون مثل السعودية ، ها أن عراقكم تحت إشراف أمريكا المتدينة ، يصبح مشابهاً للسعودية من الآن ... ، ها أن الفتيات " السافرات" في البصرة لا يتجرأن أن ينزلن إلى الشارع سافرات .. و أصبحن يشبهن " أخواتهن" في السعودية .. أو في إيران

في العصر الكولونيالي (الذهبي) الإنجليز في أفريقيا كانوا يبادلون مع القبائل الملح بالذهب ...

و في الصين قايضوا الشاي و الرز بالأفيون ، الأفيون طبعاً كان من نصيب الصينيين ، و حين قاوم الصينيون هذه " التجارة" شن الإنجليز حرباً على الصين عُرفت بهذا الإسم "حرب الأفيون"

تلك أيضاً كانت تجارة "حرة "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-