الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنرال أبو الثلج !

عبدالزهرة الركابي

2003 / 3 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


  
بعد أن قسّم نظام صدام العراق الى أربع مناطق عسكرية حسب خطة دفاعه فإن من المضحك أن يكون عزت الدوري ( قائدا" ) للمنطقة الشمالية الني تضم محافظات الموصل وكركوك وتكريت بالإضافة الى محافظات أربيل والسليمانية ودهوك .
أحق تسمية تطلق على النظام العراقي بعد تسميات الإجرام والغدر واللصوصية هي تسمية : نظام الجنرالات الزائفة أو الفارغة ، حيث ان رأس النظام مثلما هو معروف لم يضع قدما" واحدة في ساحة الجيش أي لم يؤد الخدمة العسكرية ، ومع ذلك نراه يحمل أعلى رتبة جنرال (( مهيب )) بعد ان جعل من نفسه قدوة لباقي أفراد زمرته وعصابته وأفراد عشيرته وأسرته ، حيث منحهم أعلى رتب الجنرالات أسوة بشخصه مثل (( مهيب ، فريق ، لواء )) على الرغم من كونهم لا يفقهون بالعلم العسكري بل انهم لم يكونوا أهلا" لمثل هذه الرتب العالية بتاتا" ، الى الحد الذي صار صدام فيه يوزع عليهم هذه الرتب العسكرية العالية بالكيلوغرامات وليس بالمفرد أو المفرّق .
   وترجمة لعقدة النقص السالفة فقد ركب صدام مركب العسكرية المغامرة والتهور والنرجسية السوداء من أجل ان يثبت هذا المجرم (( فنونه العسكرية )) سيما بعد أن وضع على كتفيه شارة أو رتبة أكبر جنرال التي جعلته يوهم نفسه ، انه حقا" أكبر جنرال ، الأمر الذي جعله مهووسا" بشن الحروب على جيران العراق ، تغطية وترجمة لعقدة النقص التي يشعر بها والتي فحواها عدم إنخراطه في صفوف الجيش قبل سيطرة نظامه على الحكم في العراق .
   على هذا النحو المذكور أصبح صدام (( أكبر جنرال )) في العراق ولم ينس بالطبع أن يغدق على أفراد نظامه بمثل هذه الرتب الجنرالية ولكن أقل درجة من رتبته ، ومن جراء ذلك أصبح بائع الثلج عزت الدوري جنرال بإعتباره (( نائب رئيس مجلس قيادة الثورة )) كما أصبح طه الجزراوي الكردي التركي والذي يمعن بمزايدة العرب بعروبته هو الآخر جنرال كونه (( نائب رئيس الجمهورية )) ، وهكذا ينطبق الحال على المجرم علي الكيماوي (( علي حسن المجيد )) الذي كان عريفا" في الجيش لكنه قي عهد نظام صدام أصبح هو أيضا" جنرال ((لواء )) بعد ان أصبح من كبار جنرالات الإجرام ، ويكفيه إجراما" ما إرتكبه من جرائم في الكويت وقبل ذلك جرائمه المعروفة في مدينة حلبجة الكردية .
   أما الجنرال أبو الثلج عزت الدوري فإن له حكاية معروفة بعد ان تحولت الى إضحوكة ، وفحواها ان صدام اتصل بعزت الدوري أثناء الحرب العراقية الإيرانية طالبا" منه زيارة الجبهة من أجل رفع معنويات القطعات العسكرية في الوقت الذي كانت فيه إيران تشن هجوما" على شرق البصرة ، بإعتباره اكبر جنرال بعد (( الجنرال الأكبر )) صدام ، فلم يتأخر أبو الثلج عن تنفيذ الأمر حيث هرع الى إرتداء ملابسه العسكرية ولم ينس بالطبع ان يضع على كتفيه رتبة الجنرال بالإضافة الى النياشين والأوسمة التي لا تعد ولا تحصى ، وبعد ذلك حملته طائرة هليوكوبتر الى المقرات الخلفية في جبهة القتال والتي تنحصر واجباتها في الشؤون الإدارية والتموين والإعاشة والإدامة ، وهي بالتالي بعيدة عن جبهة القتال بمسافة لا تقل عن خمسين كيلومترا"  .
   وأثناء أحدى إجتماعاته بالجنود والضباط في المقرات الخلفية وقف أحد ضباط الإعاشة راجيا" الإستجابة لطلبه الخاص بضرورة توافر الثلج في الجبهة خصوصا" وان الجو كان قائظا" وشديد الحرارة ، فأجابه الدوري على الفور : (( يا أبني لقد تركنا هذا الكار منذ زمن بعيد )) فلم يتمالك الجنود والضباط أعصابهم حيث إنفرطوا في الضحك بعد ان ذكرّهم الدوري بأيامه عندما كان يبيع فيها الثلج .
   ويقال ان صدام عندما سمع بهذه الحكاية أو الإضحوكة إبتسم بخبث وهو يقول : (( ملعون عزت حتى من جعلناه جنرال .. ما زال يأخذه الحنين الى أيام بيع الثلج )) . 
  

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30