الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاك هو الحب

عبدالله عيسى

2018 / 8 / 22
الادب والفن


الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : ذاك هو الحب



هادئٌ مثل هدنةِ ما بعد حربينِ ،
يفرُكُ بين أصابعهِ غدنا ، والمسافةَ بيني وبينك ِ .
لا ينبغي أن نعودَ إلى أمسِنا
قبل أن نتأكّدَ من دفن ِ أشلاءِ ذاكرتينا ،
وأوصافَ أبطالِنا في الأساطيرِ ،
بل يجبُ الانتظارُ على حافّةِ الأبدِالمتعجّلِ سيرتَنا
في حديث ِالرواةِ ،
ومقتنصي الشائعات ِ،
لئلا نذكّرَ حين نقصُّ رؤانا على أحدٍ ما بما سوفَ يبقى .
وما سوفَ يبقى ، سيبقى
كرائحةِ الموتِ تلكَ َ التي تتنفّسُ تحت ثيابِ الأراملِ ، أعمى
الكلام ُ الذي قد تقولان ، أعمى
الكلامُ الذي لم تقولا . يقولُ .


بسيطٌ كحنكةِ مقصلةٍ في مخيّلةِ الإمبراطور
يعدّ عليّ خطايايَ .

ما كنتُ عبداً لسيدةٍ كي أصير لها سيّداً ،
لم أنم في سريري سوى كي أردّ الكوابيسَ عنها ،
وما عدتُ من جسدي
، بأنيني الذي ما يزالُ يذكّرُ بي وهو ينمو على جنباتِ المنافي ، وفي ظلماتِ الزنازينِ ،
إلا لأروي لها ما تبقّيتُ منّيَ من أجلها .
عاشقاً كسروا نايَهُ في مظاهرةٍ ،
ذبلت ْ في يديه الورودُ التي انتظرت سهمَ عودتِها ،
بالصليب ِ وشوك جبيني لكي ترثَ الملكوت ، وأشقى .

رحيمٌ كما طلقة الاغتيالِ الأخيرة ،
يجلسُ بيني وبينكِ .
يأوي إلى سيرتي ويؤرّقُ قتلايَ .
قد تعشقُ امرأةٌ لاجئاً في الرواياتِ مثلكَ
حتّى يصيرَ لها وطناً في المنافي ،
وقد تصبحُ امرأةٌ لك منفى ،
ولا وطنٌ لكَ فيها سوى صوتِها إذ تنادي عليكَ ، وقد لا تجيءُ.
ستنتظرُ الحربَ
، حتى إذا انتهتِ الحربُ ، حتّى تلمّ بقاياك َ ،
قد تطمئنّ ، كما ينبغي، في الطريق إليهاعلى حالِ مفتاحِ بيتِ السلالةِ ، ذاك الذي في فلسطينَ ، ما عاد بيتَ السلالةِ مذ جاءه الغرباء بأسلحةٍ ومزامير عمياءَ ،
قد تتأخّرُ أكثرَ في طردِ سربِ الخفافيش عن سور مقبرة الشهداء . يقول ،
وما جئتُ حتى أصير سواي َ، ولكنني لا أموت كغيري ،
وأرقى
بمعجزتي كلّما خانني أحدٌ ما
وآمنَ بي أحدٌ كلما قمتُ بين المقابر.
لا يغفرُ الميّتون فقط .


واضحٌ كوصيّةِ كاهنةٍ في جنازةِ قتلى جماعيّة ٍ

لا تصدّقْ سوى ما يقولُ لها قلبُها .
إن قلبَ المحبّ الدليلُ
، يقولُ ،
ودربكَ من ألمٍ كان يجري إلى ألمٍ بك يجري .
سيشبهُكَ الماءُ في زهرةِ اللوتسِ بين يدَيْ كليوبترا ،
وما لم يسرّ به العاشقونَ الذين إذا قنطوا ذكَروكَ ،
وآلهةُ الحبّ في الأدبِ الأغريقيّ ،
ويتبعكَ النجمُ في فطنةِ الغجرِ الراحلينَ إلى الشرقِ ،
والغافرون خطايا المحبّين ،
واليائسون من الحبّ ،
والعارفون بأسمائه ،
ونشيدُ المغنّي الطويلُ .


كمن يتفقّد عينيّ بين مراياكِ
يجلس بيني وبينكِ
ذاكَ هو َ الحبّ .
يا حبّ رفقاً بنا .
أيها الحبّ
رِفقا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟


.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت




.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني


.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار




.. تعمير - المعماري محمد كامل: يجب انتشار ثقافة البيوت المستدام