الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البصرة المنكوبة

حمزة الكرعاوي

2018 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


قبل قرن ونصف من الزمن ، كان الكنديون يحاولون الحصول على الاستقلال عن الاحتلال البريطاني ، فتظهر الاوبئة في مونتريال وضواحيها ، و تتوجه أصابع الاتهام إلى الانكليز .
ماجرى للشعب الهندي معروف ، والشعوب تقاوم من أجل الحرية والاستقلال ، فثورة الملح التي قادها غاندي لهي من أفضل الثورات في العصر الحديث ، ضد الاستعمار البريطاني .
ما يجري في العراق ماهو إلا إحتلالات مركبة ، ومشاريع إبادة ، وأهم حلقاتها ، إحتلال العقول من قبل المؤسسة الدينية في النجف وكربلاء ، التي هيأت العقول والارضية للمحتل الامريكي والبريطاني ، حيث لم يبق في العراق أي من أدوات الرفض ، التي من المفترض أن تتصدى لمشروع الابادة في العراق ، داعش البغدادي جرفت المنطقة الغربية تماما ، وهجرت كتلة سكانية ليس لها مرجعية غير مرجعية الدولة الوطنية ، وجرفت مرجعية السيستاني ومليشياتها بغداد والوسط والجنوب ، فتم إنهاك الشعب العراقي تماما ، كي يستعد للموت البطيء .
بعد أن سويت مدينة الموصل بالارض ، كان الهدف لحكومة كوشنر الشيعية المدعومة من إيران ، الهدف الثاني هو تدمير مدينة البصرة ، لكن طرق التدمير مختلفة عن القصف الوحشي للموصل من قبل مليشيات ولي الفقيه في إيران ، والتي تغطي لها طائرات الاحتلال الامريكي .
حوصرت مدينة البصرة النفطية من كل الجوانب ، وأطبق عليها الحصار الاقتصادي ، وبدأت الحروب السرية والمعلنة ، تستهدف أهالي المدينة ، إنقطاع الكهرباء ، وتضعيف خدمة الانترنيت ، وتسريع تجارة المخدرات ، وتشجيع المليشيات على القتل والاغتيالات ، وإدخال السموم ، والمواد الغذائية منتهية الصلاحية ، وإستيراد كل شيء تحتاجه المدينة لكنه ملوث ومسرطن ، مشروع إبادات جماعية مقتبس من مشروع إبادة الهنود الحمر في أمريكا ، بإستخدام وسائل التكنلوجيا ، والحقد الدفين على العراق للثأر من شعبه ( إسرائيليا إيرانيا ) .
واجهوا التظاهرات بالرصاص الحي ، وإستخدام الطائرات الحربية والمروحية ، وتحريك قطعات من المليشيات الايرانية لقمع أهالي البصرة ، وفي نفس الوقت إنتشرت الاوبئة في المدينة ، وكثرت الاصابات بأمراض السرطان والعجزي الكلوي ، وامراض أخرى خطيرة سببتها مخلفات المفاعلات النووية الايرانية التي ترمى في شط العرب ، فكان الرد الامريكي الايراني البريطاني قاسيا على البصرة لان التظاهرات التي خرجت شكلت خطرا على شركة شل البريطانية التي كرمت حسين الشهرستاني ( لتحرره من الخوف ) ، وسيكون أشد من تدمير الموصل التي لازالت جثثها سكانها تحت الانقاض .
البصرة مدينة منكوبة ، والعالم يشارك في الجريمة ، ونوايا قادة الحرس الثوري الايراني لإبادة العراقيين في البصرة معروفة ، وسيكون رد الفعل الايراني على ( إيران بره بره ) قاسيا جدا ، أكثر قسوة من حقدهم على الموصل ، لان البصرة ومدن الوسط والجنوب ، هي الحاضنة الشيعية للمشروع الايراني ، وبعد تمرد هذه الحاضنة على مشروع ولي الفقيه في العراق ، يشعر قادة إيران بالخطر الذي يهدد سلطة ولاية الفقيه من البصرة ، فقرروا الانتقام من العراقيين في البصرة ، وذهبوا إلى تسريع مشروع قتل البصريين ، ويوميا يتم تسميم اكثر من 100 شخص ، فضلا عن الجرائم الايرانية في البصرة ، التي تحدث في غياب شهود .
مايجري في البصرة من تدمير شامل لأهلها ، ماهو إلا وصمة عار في جبين ما يسمى المجتمع الدولي ، والامم المتحدة ، ورجال الدين .
البصرة ايها العالم في خطر حقيقي ، وهي مدينة منكوبة بمعنى الكلمة ، والسبب هو القدر المكاني ( النفط والغاز ) .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف