الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و إذا المؤنفلة سُئلت بأي ذنب أُنفلت؟

فينوس فائق

2006 / 3 / 30
حقوق الانسان


ما يحز في نفسي كثيراً هو كل عام عندما نستذكر ذكرى جرائم الأنفال أنني أتذكر معه أن الشعب الكوردي هو أقل شعوب الأرض نصيباً في الحظ ، حيث أن قدره كان عندما يؤنفل و يدفن في القبور الجماعية و يضرب بالغاز السام لم تكن التكنلوجيا متطورة أو لم تكن هناك منافذ تصل منها التكنلوجيا إلى كوردستان بسبب الكبت و القهر الذي كان يعيشه في ظل الدكتاتور ، و بالتالي لم يعلم العالم الخارجي بتلك الجرائم إلا عندما مضى عليها عشرات السنوات ، بخلاف ما يحدث الآن ، حيث إذا عطس طفل في مكان ما في العالم تنقله أجهزة التكنلوجيا المتطورة من خلال التواصل الإنترنيتي و الفضائيات ، و أتذكر نفس الشيء عندما أستلم في بريدي رسائل تضامن و إستنكار و إستهجان قرار أو أي شيء يحدث هنا و هناك ، حتى تلك الصور التي تتناقلها الناس بالبريد الألكتروني عن نساء عراقيات مسجونات في العراق و ممارسات الجنود الأمريكان معهن و إستنكاره ، و رغم أنني أعلم أن بإمكان التكنلوجيا و وسائل إعلام البريطانيين و حتى الأمريكان أنفسهم أن يمنتجوا كل شيء في سبيل زرع البلبلة بين أبناء الشعب الواحد و زرع الحقد و الكراهية و إستمرار عدم الإستقرار في المنطقة حتى ولو كان على حساب سمعة قواتها في المنطقة..
عندما إنتهت الحرب التي أشعلها النظام العراقي ضد جارته إيران أواخر عام 1988 و بعدما راح ضحيتها خيرة أبناء الشعب العراقي ، لم يفوت النظام العراقي لحظة بدون أن يستمر في جرائمه ، فعندما تم الإعلان عن توقف مسلسل الحرب العراقية الإيرانية ، بدأ يخطط أو أنه بدأ فعلاً بتفيذ جريمة كان خطط لها مسبقاً ، أبشع جريمة نفذها في تأريخ البشرية على الإطلاق هي جريمة الأنفال ، و نفذها بدقة متناهية و على مراحل إبتداءاً من خريف 1988 و شملت غالبية المناطق الكوردية في كوردستان الجنوبية ، و بضمنها كانت أبشع جريمة إرتكبها النظام العفلقي الصدامي ، عندما رحٌل الآلاف المؤلفة من النساء الكورديات الأرامل و سجنهن في معتقلاته المختلفة و مارس ضدهن أبشع الممارسات اللاأخلاقية منها إغتصابهن و قتل الكثيرات منهن في المعتقلات و باقي النساء اللائي تم بيعهن إلى الكوريت و السعودية و إلى الملاهي الليلية في مصر ، هذه الجريمة التي هي أكثر بشاعة و شناعة عشرات بل مئات المرات من الجرائم التي يقال أن الجنود الأمريكان يرتكبونها ضد العراقيين أو النساء العراقيات ، و التي لا أظن نهائياً و لا اصدق أن عدد ضحاياها تصل إلى عشر العشر من ضحايا النساء المؤنفلات ، هذه الجريمة التي إرتكبت في غفلة من التكنلوجيا و لم تصل إلى العالم الخارجي إلا بعد مرور سنوات و سنوات ..
النساء المؤنفلات ، تلك القضية التي لازالت الدوائر السياسية العراقية تغض النظر عنها و لا تتطرق إليها لا من قريب و لا من بعيد ، و التي كان لها الأثر السلبي المباشر على البنية الإجتماعية الكوردية و ساعد على ولادة مشاعر الكره و الحقد من جانب –على الأقل- أهالي الضحيات ضد كل ما يمت بصلة إلى الأنظمة العراقية المتتالية ، لأنها لم تلتفت إلى تلك الجريمة و لم تدرجها في أجندتها السياسية منذ أن سقط نظام صدام حسين الدامي..
من خلال هذه المقالة البسيطة أدعوا المسؤولين العراقيين إلى فتح ملف أولئك النساء المؤنفلات و مخاطبة السلطات المصرية و بإلحاح و مطالبتها بأن تتحرى عن مصيرهن لكي على الأقل أن تبريء نفسها من تلك الجريمة النكراء إن كانت بريئة أصلاً ، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس كما يقال ، و حتى أن الشاهد على الجريمة يعتبر في حكم القانون شريك في إرتكاب الجريمة، فأين هم الشرفاء الذين يتداولون صور النساء العراقيات في السجون العراقية ، ليتداولوا أسماء و قضية النساء المؤنفلات و لياطلبوا يمعرفة مصيرهن و ليسألوا: و إذا المؤنفلة سئلت بأي ذنب أنفلت؟
و الوثيقة التالي تشهد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ