الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصحاب الفخامة والجلالة والسموم---

سلطان الرفاعي

2006 / 3 / 30
كتابات ساخرة


قال الصحفي لشيخ العربان والغربان: لماذا لم تشارك يا شيخ في اجتماع قبائل طي ومي وخي؟

قال الشيخ: أخاف على أمني، فالمضارب هناك غير آمنة

قال الصحفي: ما دامت المضارب هناك غير آمنة فلماذا عقدتم اجتماعكم فيها.

قال الشيخ: حتى لا نحضر. ويكون لنا سبب وجيه.



يقولون ، إذا كان ما يقولون صحيحا، أن كل اجتماع قمة توافق عليه أمريكا، يكتمل فيه النصاب. وكل اجتماع لا توافق عليه أمريكا ، لا يكتمل فيه النصاب أبدا. وما دام الأمر كذلك، أي أن الحل والربط والعقر بيد أمريكا، فلماذا نعقد الاجتماعات، ولماذا البهدلة، والغبرة، وقلة الواجب كما يُقال.

الأمريكي في لبنان، والإسرائيلي في مصر، والقطري في فرنسا. المهم حضور فخامة الرئيس لجيبوتي، فهو يشكل ثقل عالمي كبير، ومن دونه كانت القمة ستفشل حتما.

القادة العرب لا يستطيعون أن يتحملوا بعضهم أكثر من يوم واحد، فكيف تتحملهم شعوبهم أيام وشهور وسنين. ولكن اليوم عند القادة العرب يُعادل دهرا. فالضغط الذي يتحملونه من رؤية بعضهم البعض، إلى الضغط الذي يعانونه بسبب فراق شعوبهم، وهم يعلمون علم الأكيد المحبة التي تكنها لهم شعوبهم، وتوقها، ورغبتها، في أن تطول فترة الاجتماع، حتى الأبد.



جيبوتي جزر القمر كسوف الشمس، كلها دول مشاكلها أهم من مشاكل الشعب السوري. مشاكل الشعب السوري من قلة الأهمية بحيث ممكن الانتظار لحلها إلى قرن آخر. رفع الأحكام العرفية، إلغاء قانون الطوارئ، تحسين معيشة المواطن السوري، الإفراج عن المساجين السياسيين، وقف حملات الاعتقالات الكيدية. المصالحة الوطنية، الحوار مع المعارضة، أليس أجدى من كل القمة.

ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.؟

ماذا ينفع سوريا لو ربحت مواقف كل الدول وتأييدها وخسرت شعبها.؟



من المؤكد أن القمة العربية لن تناقش، تفكيك المثلث القمعي المتمثل بالجيش والأمن والأعلام المسيس، كما أنها لن تناقش حرية التعبير، ومصرع العشرات من الصحفيين حملة الأقلام الحرة. من المؤكد أنها لن تناقش أي تغيير في نظم الحكم، وفي التعامل مع الشعب. لن تعمل على التفكير في نشر ثقافة فكرية تُمهد للتغيير الديمقراطي الحقيقي.

هل يمكن للقادة العرب أن يتعظوا بما حل بصدام حسين، من خلال قمعه للمعارضة، والحجر على شعبه، وحجبه الانترنت . عليهم أن يتعظوا من ذلك الذي كان يسير في كل مسيرة تأييد له ملايين من البشر، ولكن عندما دقت ساعة الحقيقة تركوه، لقدره، بما جنت يدها، والتفتوا إلى وطنهم، الذي هو الأصل والأول والأخير.

هل ستتعلم الحكومات العربية أن زمن العنتريات والشعارات واللاءات قد ولى، وان زمن الحروب قد انتهى، وان السلام يفرض على صاحبه أن يقف مع شعبه ضد الفقر والتخلف والقمع والألم والمرض.

هل سيعمد الزعماء إلى الكف عن حجب مصادر المعلومات عن شعوبهم، الكف عن مضايقة المعارضة، الكف عن الرقابة الدائمة على الانترنت والهواتف والتنصت على المكالمات.



على مؤتمر القمة أن ينبه السادة الحضور، على أننا في عام 2006 ولسنا في السبعينات من ذلك القرن. وأن كل الدنيا تغيرت ووحدهم لم يتغيروا ولا يريدون أن يتغيروا.

على مؤتمر القمة أن ينبه السادة الحضور، إلى أنهم يستطيعون أن يحجبوا الشمس بنظاراتهم السوداء، ولكن أبدا لا يستطيعون أن يطفئوا الشمس.

على مؤتمر القمة أن ينبه السادة الحضور، إلى أن الشعب طيب الأعراق، ومن الممكن أن ينسى، ولكن شرط أن يبدأ التغيير





أليس الأحرى بنا في سوريا أن نجتمع مع بعضنا أولا، أن ندرس ما يحتاجه الشعب السوري ونهتم به قبل معرفة احتياجات ومشاكل جيبوتي وجزر القمر وكسوف الشمس.أن تناقش موضوع التعليم التلقيني، و المستقبل المجهول لجحافل الجامعيين، و مصير الشباب الراغب في أكمال نصف دينه، و سبب قلة ذات اليد، وقصر المعاش على عدة أيام من الشهر، و غياب المشاريع الشخصية الصغيرة، و سبب قمع رجال المرور ورجال الأمن ورجل الفضاء للشعب السوري, و سبب الخوف والرهبة من دخول مخافر الشرطة، الرهبة من مجرد قرع جرس الباب ليلا، الخوف من مجرد مراجعة في دائرة أمنية. وسبب وجود أبناء الست والجارية في سوريا، وأنت ابن مين ولا، وأنت ابن مين؟ و توريث الوزارات والجيش والأمن والوظائف. وكيف يستطيع المواطن السوري أن يأخذ حقه من رجل أمن . ولماذا كل شيء معقد وبحاجة إلى واسطة وتدخل رجل أمني حتى تسير الأمور. ولماذا نخاف من الكلمة ونسلط فلان على علان في المظاهرات. وأين سيسكن المواطن السوري بعد اليوم؟ والى أين تتجه الجامعات الخاصة بأقساطها العالية، والحفريات والخنادق في الشوارع والتي تودي كل شهر بضحية، مع أننا بلاد مسالمة منذ أكثر من أربعين سنة. وكيف العمل من اجل إخراج المواطن السوري من حالة الكآبة والحزن والألم التي أصبحت مسيطرة عليه. ولماذا كل هذا الفساد، ولماذا كل هذا الاستهتار بمعالجته، ولماذا هذا النظام الصحي السيئ، يدخل المواطن على قدميه ويخرج على قفاه، ولماذا المواطن السوري لا يحصل على حقه أبدا، بل الدولة هي فقط التي تحصل على حقوقها وزيادة، لماذا كل هذه الضرائب، هل هذه الحياة يقبلها أحد من المسئولين لأولاده أو لنفسه. هذه بعض المشكل ، أليس حريا بالسلطة أن تهتم بمشاكل شعبها أولا.



غياب تسعة قادة عن المؤتمر ، بعد أن تبلغوا بتاريخه منذ أكثر من شهر ، وبدون أسباب حقيقية أو واضحة، يُلقي بظلال من الشك على مصير الجامعة العربية كلها، فعملها اليوم بات يقتصر على جمع المعونات ، وتوزيعها على الموظفين ، والذين أغلبهم من الدولة المضيفة لمقر الجامعة؟؟؟

لم تعد قرارات الجامعة العربية مثلها مثل اجتماعاتها تلقى اهمية من أحد ، ولا يستطيع أحد أن يُلزم أحد بأي قرار، وبالتالي وجودها أصبح يُشكل عبئا كبيرا على خزينة الدول (شروانا) فمصاريف انتقال الوفد السوري ، لا تعادلها النتائج التي نجنيها من هكذا مؤتمرات. أما أكبر نهزلة تُعرض الآن في مؤتمر القمة ، هي حضور السنيورة ، الى جانب الرئيس غير الشرعي على ما تقول المعارضة اللبنانية ، وعلى ما تم الاتفاق عليه بين الدول الداعمة للمؤتمر ، وهي بادرة تحدث لأول مرة، وعار علىالجامعة العربية وعلى كل من شارك في هذه المهزلة. ولكن كما يُقال يا مصفاية ما يعيبك ثقب؟؟؟

ويبدوا ان الناتج الوحيد من هذه القمم أصبح دعم القادة لبعضهم البعض ، بعد أن بدأت رائحة شواء المعارضة تصل الى الجميع.

قيل: زرزور كفل عصفور واذا بالاثنين طيارين.

يقول رافائيل بتاي الأديب البلغاري عن ظاهرة الوحدة العربية والتناحر الأبدي

يعود التناحر العربي إلى نزاعات الجاهلية بين القبائل، والى المفاخرة والأخذ بالثأر، وشرف العربي ومرؤ ته- وهي قيم تهون عندها التضحية بالنفس والمال والولد، لكنها تضحية محدودة: فلم تكن النزاعات العربية تؤدي إلى سفك دماء كثيرة. بل كانت تقتصر على مناوشات كلامية تتجلى في الفخر والهجاء (ويدل الرجز المقصور عليهما أن لهما صفة طقوسية أو سحرية)، فإذا تعدى ذلك إلى اشتباك وقتلى تدخل سادة العرب فحملوا ديات القتلى إلى القبيلة التي يزيد عدد ضحاياها عن القبيلة المخاصمة لها، ونظرا لكثرة الاشتباكات وقلة القتلى فان الأثر الذي يبقى من تلك الخصومات، بفعل حب العرب للبلاغة، هو شعر الفخر والحماسة والهجاء، غير أن جو العداء والإحساس بالشرف يؤديان إلى تماسك القبيلة فيما بينها والى عزلتها عما عداها حتى وإن كان قريبا منها في النسب - ذلك أن العرب عربان:عاربة في اليمن أو قحطا نية، ومستعربة أو عدنا نية في تهامة ونجد. وقد ظل التفريق بين العربين يؤدي بينهما إلى معارك تشمل كل من ينتسب إليهما بالولاء من السند وإيران والعراق

والشام إلى مصر والمغرب الإفريقي وأسبانيا، في كل هذه العصور حتى مطلع القرن العشرين.


في تحليل باتاي لظاهرة التناحر العربي، يرجع بها إلى عاملين: روح التنافس التي تغرسها الأم بين الأخوة. فحين يرفض الولد الطعام تهدده بأنها ستعطيه لأخيه، ويعلق عليها بقوله: ( إن ما يترسب من مثل هذه التربية للطفل في عقل العربي الراشد إحساس خالص بالمنافسة خاصة بين الأفراد والجماعات التي تحتل مراكز متماثلة في التراتب الاجتماعي ).

والعامل الثاني هو تفضيل الزواج بالأقارب مما يزيد في عزلة الجماعة. ذلك أن السلالة الأبوية تعني أن الإنسان منحدر من أبيه وجده لأبيه فقط، وليس من أسلافه من ناحية أمه. لذلك حتى لو كانت الأم من خارج الجماعة فإنه يمت بالقربى لفئة أبيه ويمحضها ولاءه كله... ويخلص من ذلك إلى أن (انقسام العرب تجسيد لميل هو جزء من الشخصية العربية منذ أيام ما قبل الإسلام، فالخصام ماثل على كل المستويات بالفعل أو بالا مكان ). والنتيجة الثانية هي أن ( التوتر بين الوحدة والتناحر يمكن أن يؤخذ على أنه أفصح مثال على افتتان العرب بالأشكال المثالية (وهي هنا الوحدة ) التي يلتصق بها عاطفيا على الرغم من معرفته بأنها متناقضة ومتضاربة مع الواقع...والحقيقة هي أن (الوحدة) مثال مجرد بعيد، في حين أن للتناحر سوابق تاريخية راسخة في أقدم الفضائل العربية من رجولة وعدوان وشجاعة وبطولة وثأر مما تغنى به الشعراء لمدة أكثر من ثلاثة عشر قرنا ).
وبذلك تكون فضائل العرب كلها موجهة ضد الوحدة ! ( زعم لعمر أبيك ليس بمزعم ) ....

الوحدة مثال مجرد بعيد، في حين أن للتناحر سوابق تاريخية--- إن عددا من الحوادث التي يحتفي بها لم تكن معارك حقيقية على الإطلاق؟؟؟؟؟؟؟؟
---بل كانت اشتباكات عديمة المغزى لا يشترك فيها سوى عدد ضئيل من الأسر والأفراد، في حين أن كثيرا مما يسمى معارك كان يقتصر على التراشق بالحجارة والتضارب بالعصي---وغالبا نتيجة مشاجرة أو شتيمة--- وهذا النمط يبين أنه حتى في القديم، في العصر البطولي!!!في مستهل تاريخ العرب!!!!!!!، كان السلاح الرئيسي في القتال بين القبائل هي اللفظ.



المجد لسوريا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال


.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر




.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى


.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا




.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح