الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فراشة

مظفر النواب

2018 / 8 / 24
الادب والفن


فراشة ..
-----------------


بعيدا عن الزهر
هذي الفراشة تمضي
تشق عباب الغياب
بعيدا عن النهر
هذا الشراع السماوي
والشرفات تبث دخان حكاياتها في الظلام
ونافورة في الحديقة
تنضو ثياب احتفاءاتها بسياج
وتسحب منها الفراشة خيطا من الماء
ترفو به ماتمزق في صمتها
من ثياب
أتقبع في البيت
والكون يرسم هذا الشمول؟
ويأتي صغار ويمضون في كرة
قد غدت من ضجيج كرات
واستقرت على شجر الدلب
ذاكرة للطفولة
واشتجر اللاعبون الصغار
وطاروا إلى صمتهم قبرات
وحاول طفل يجيء من الأمس
ألا تضيع طفولته في الطريق
تسلق ذاكرة الدلب
ظل هناك يبحث عن كرة الأمس
لكنها كرة عمرها الآن خمس وستون عاما
ويومان من أجمل الذكريات
وتوجها ملكا ورق الدلب
دون حذاء
وقد شف سرواله الملكي المثقب عما أتت منه
كل الحياة
وقال لجدته أين يقضي الصغار حوائجهم
نظرت من نعاس بعيد
وقالت هواء بكل اللغات
وشاهد في شرفة طفلة
واشتهى صوتها
كان في أذنه شهوة للنظر
كان منذ طفولته يرسم الكلمات
ويتركها في المطر
ثم يأتي صباحا
ويزعم قدنبثت
ربما نبثت
ربما كانت الكلمات أصول الشجر
واستضاف المجرة يوما
بكراسة الرسم
ثم محاها
وما كان قط يبالغ حين روى
أن يسراها قد ركلت كرة ذات يوم
فكان القمر
وتعلم منذئد أن يوسع من قلبه
رغم ضيق المساحة بيتا لكل البشر

هذا هو الآن كهل بنظارتين
ولا يعرف المستحيل
ولكن بعض القلوب قصير النظر


شعر : مظفر النواب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد عز يقترب من انتهاء تصوير فيلم -فرقة الموت- ويدخل غرف ال


.. كلمة أخيرة - الروايات التاريخية هل لازم تعرض التاريخ بدقة؟..




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حوار مع الكاتب السعودي أسامة المسلم و


.. تفاعلكم | الناقد طارق الشناوي يرد على القضية المرفوعة ضده من




.. ياسمين سمير: كواليس دواعى السفر كلها لطيفة.. وأمير عيد فنان