الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أَبُو جَهْل في بَلْدَتِى

صفوت سابا

2018 / 8 / 26
الادب والفن


في بَلْدتى
كُلّ شَيْءٍ تشعّ فيه الْقَدَاسَة
ويَاوَيْلَتَى
منه الْقَدَاسَة
الضياءُ كالظلام لا يغيب عن أرْضنا أَوْ يَخْتَفِي
وَكْرِ الْوَطَاوِيط يأوِي كُلّ أَدْمِغَة السِّياسَة
كقَوْسِ مَطَرٍ دَاكنٍ ، والذَّيلُ فيه شَفْتَشِى
الجِرْوُ يَقْزَح مَاءَه في بَلاليعِ الدَّمَاسة
يُطْفِئ نيران كَنْس وَجْهِ المُتَّقِى
يُطْلِق عَمَالِيق الشَّهيَّة والشَّراسَة
نَحْوَ وَطْء القَاصِرَات إِنْ ثَبَتَت وِلَايَتَه
بإسمِ الْقَدَاسَة
فالْقَدَاسَة في الظَّلاَّم
والظَّلاَّم في الْقَدَاسَة
والشَّمْع فيه المُتَّقِد كالمُنْطَفِئ
فَطَفْئ شمع الطُّفُولَة ليس شيئاً من نَجَاسَة
مادام النَّحْرُ جَائِزاً أَوْ مُسْتَبَاحاً
والتَّحَرُّش بالنّسَاء من دَلائِلُ الفِرَاسَة
شَمّ النَّسِيم في مَقَالِبِ الزّبالةُ
والنّفاق والتَّقِيَّة بِئْرا نَبعٍ للخَسَاسة
يَرْبُوعٌ تَلْفَحُه أَذْيَال الوَشائِح
زيَّنته أُرْجُوانَات القبائحُ و الدَّمَاثَة
يَزْهُو بكَلِمَات الْمَدَائحِ
يَسلّ سَيْفه في حَمَاسَة
طَعْنًا لدُسْتُورِ الْخَلَائِقِ واللّوائح
وفي ثِياب رثّ أبْلَى من خَلاقَة التَّعَاسَة
والذَّقنٌ خَاصَم كُلّ أَمْوَاس الحِلاَقَة
أَبُو جَهْل يُنْشَد التَّوْشِيحُ عن قَدَاسَة
تختلط فى شريانه الدماء بالبَلادَة
يَشُقّ ثَوْب نِعاجه وهو يقسم بالثلاثة

في بَلْدتى
الْقِيَام للمُعَلَّم من لوازم التَّبْجِيلِ و الْكِياسَة
كالْوقُوف اِحْتِرَامًا لنَبِيّ أَوْ رَسُول
مَهْمَا زايَدَ التَّعَرِّي وَسْط أَسْواقِ النِّخاسَة
أحْكَامَنا لَيْسَ فيها أيّ نَوْعٍ من ضُيُوم
قانون العَيْبُ لا يَعْرِف خَسَاسَة
حاكَمُوا سقراط كل يوم سَمَّموه
فالدين إكْسِيرٌ السِّياسَة
ولنحِلْ أَوْراقه للفَقِيه فهو نائب الْقَيُّوم
وهو عين لا تَنَام للحِراسَة
سقراطُنا رَوْحٌ رَجِيْمٌ و إبن شَيْطَان العلوم
من فلاسفة الرَجاسة

في بَلْدتى
حَشْرَجَاتِ مؤذن الْفَجْرِ في المَنَاوِرِ
أركان الزّوَايَا
تَجْرَح سُكُون لَيْل حَارتنا واللُّصُوصِ في المَحاوِرِ
والجُنُون في السَّرَايَا
والنِّيرَانَ في هَشِيم فَرْشِ معتلٍ يُنَاوَر
مَلَكِ موتٍ قَادَ خَطْوَات الْمَنَايا
فكيف للمَخْدُوعِ أنْ يُنَاجِي أَوْ يحاور
الّذِي خَلَقَ البَرَايَا
ثم يَبْلَى لَيْل سَابِع مَنْ يُجَاور

في بَلْدتى
رائحة الْلَفائِفُ العتيقة فوق طاولة القراءة في الْمَعَابِدُ
تُدْمِي جُرُوح الذُّلِّ في طريق بَابِل
تَرْصُفُ أَخادِيدًا في وُجُوه فَرْحَةُ عَائِدٌ
مَطَرًا شَدِيدِ الْقَطْر وَابِل
واللفائف العتيدة لا تُكابِد
هرِم سِنٍّ أَوْ وريقاتٍ ذَوَابل

في بَلْدتى
تَرَانِيم أَجْراسَ الكْنَائس
تَبُثّ أَطياف الطّقُوسِ والسُّوَاعي
عَابِدِ الحَرْفِ كَلِيمٌ كالفَرَائس
أليس الرُّوحُ قدوساً؟ ومن يُحيِى؟ وما الدّاعي؟
أطُهْر هَيَاكَلِ الله يُنَجَّسَها دِماءَ الحَيْضِ أَوْ نَافِس؟
وهل خِرَافُنَا تَسمع؟ و أين حِرَاسَة الرَّاعِي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا