الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجاثوم / أسباب وعلاج

حسناء الرشيد

2018 / 8 / 26
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الجاثوم هو شلل النوم أو الرابوص أو ما يعرف بـ عفريت النوم ، كما يُسمى أيضاً عند الغرب بـ متلازمة الجنية العجوز old hag syndrome ، و هذه التسمية تُعزى لفولكلور شعبي يُصور جنية عجوز تجلس فوق صدر النائم و تُسبب له ضيقاً في التنفس وعدم القدرة على الحركة ، و تجعله عرضة للكوابيس

الجاثوم : هو شلل النوم أو الرابوص أو ما يعرف بـ عفريت النوم ، كما يُسمى أيضاً عند الغرب بـ متلازمة الجنية العجوز old hag syndrome ، و هذه التسمية تُعزى لفولكلور شعبي يُصوّر جنية عجوز تجلس فوق صدر النائم و تُسبب له ضيقاً في التنفس وعدم القدرة على الحركة، و تجعله عرضة للكوابيس .

وحين يمرّ الإنسان بهذه الحالة فحينها يشعر بأنهُ واعي و لكنه لا يستطيع الحركة ، ويحدث شلل النوم عندما يكون الإنسان يمرّ بين مراحل اليقظة و النوم ، فوقتها يشعر بأنه غير قادر على الحركة أو الكلام لبضع ثوان حتى بضع دقائق .

ويحدث الجاثوم أو شلل النوم عند الدخول في النوم أو عند الاستيقاظ ، حيث يمر جسم الإنسان أثناء النوم بمرحلتين :
مرحلة النوم غير الحالم و مرحلة النوم الحالم حيث تحدث مرحلة النوم الغير حالم أولاً ، ثم ينتقل الجسم لمرحله النوم الحالم فحينها يحدث ارتخاء في جميع عضلات الجسم ، و هذا من فضل الله لأن أثناء هذه المرحلة تراود الإنسان أحلام كثيرة ، مثلاً الحلم بأنك سوبرمان و تقفز من فوق بناء ، لولا ارتخاء عضلات الجسم لكان الجسم قام و قفز من فوق البناء فعلاً ، و من فضل الله أيضاً أن جميع عضلات الجسم يحدث لها ارتخاء عدا عضلة الحجاب الحاجز و بذلك يستطيع الإنسان التنفس، و عضلات العين الخارجية أيضاً لا يحدث لها ارتخاء و لذلك تُسمى هذه المرحلة بـ مرحلةحركة العين السريعة .

و ما يحدث في الجاثوم هو أن الإنسان يستيقظ قبل أن تنتهي مرحلة النوم الحالم ، و ينتج عن ذلك أن يكون الإنسان في كامل وعيه و يعي ما حوله ، ولكن لا يستطيع الحركة أو الكلام بل من الممكن أن يُصاب بنوع من الهلوسة البصرية أو السمعية ، فيري و يسمع ما ليس واقعاً في الحقيقه مما يضاعف الشعور بالخوف و التوتر ، فيرى مثلاً شخصاً قادماً ويحمل سكيناً ليقتله ، و لكنهُ لايستطيع الحركة أو حتى طلب المساعدة .

من الجدير بالذكر أن نوبات شلل النوم تصيب 4 من كل 10 أشخاص و تبدأ ملاحظتها أولاً في سن المراهقة ، إلا أنها تُصيب كلاً من الجنسين في جميع الأعمار ..

وللجاثوم عدة أسباب:

١ الحرمان من النوم .
٢ عدم انتظام مواعيد النوم .
٣ ضغوط نفسية .
٤ النوم على الظهر .
٥ بعض أنواع الأدوية .

من المهم أن نعلم أن نوبات شلل النوم ليست بالأمر الخطير و لا يوجد خطورة من هذه النوبات ، و لذلك لا تحتاج معظم نوبات شلل النوم إلى علاج ، و يجب أن نعلم أيضاً أن شلل النوم قد يكون أحد الأعراض الدالة على مرض النوم القهري narcolepsy ( النوم المفاجئ ) و الذي يكون له علاج آخر .


ولعلاج الجاثوم والوقاية منه لا بد من الحفاظ على انتظام مواعيد النوم و الاستيقاظ ، ممارسة الرياضة، التقليل من الضغوط التي تتعرض لها واللجوء إلى الأدوية المضادة للإكتئاب في حالة تكرار نوبات شلل النوم و لكن تحت إشراف الطبيب ، فهذه الأدوية تقوم بتقليل وقت مرحلة النوم الحالم فتقلل نسبة حدوث نوبات شلل النوم .

وقد انتشرت عن هذه الحالة قديماً بعض الخرافات لتفسير سببها ، فيقال أنها تحدث بسبب كائن من الجن يجثم على صدر النائم ويمنعه من الحركة .

أما عن آراء علماء الطب القدامى فيقول ابن منظور في لسان العرب : ” الجثام ” أو ” الجاثوم ” : هو الكابوس الذي يجثم على الإنسان ، ويقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم ” جاثوم ” ، وقال أيضاً  أن الكابوس هو ما يقع على النائم ليلاً ، ويقال : هو مقدمة الصرع ، قال بعض اللغويين : ولا أحسبه عربياً إنما هو النِّيدلان ، وهو الباروك ، والجاثوم .

وقد يكون الجاثوم بسبب عضوي مادي ، كتأثير طعام أو دواء ، وقد يكون بسبب تسلط الجن ، ويكون علاج الأول بالحجامة والفصد وتخفيف الطعام وغيرها ، ويكون علاج الثاني بالقرآن والأذكار الشرعية . قال ابن سينا في كتابه الطبي ” القانون ” : فصل في الكابوس : ويسمى الخانق ، وقد يسمى بالعربية الجاثوم ، والنيدلان .

والكابوس هو مرض يشعر فيه الإنسان النائم بأن خيالاً ثقيلاً يقع عليه ، ويعصره ويضيق نفسه ، فينقطع صوته وحركته ، فيكاد يختنق لانسداد المسام ، وإذا تقضى عنه انتبه دفعة ، وهو مقدمة لإحدى العلل الثلاث : إما الصرع ، وإما السكتة ، وإما المانيا ؛ وذلك إذا كان من مواد مزدحمة ، ولم يكن من أسباب أخرى غير مادية . و تفيد بعض التقارير أن تفادي النوم على الظهر ، يقلل كثيراً من حدوث نوبات شلل النوم، فصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم حين قال ” إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك ” .

(( وبرأيي أن #بعضهم يصبح وجودهم في حياتنا أشبه بالجاثوم ، لا نحتاجُ إلا للاستيقاظ من وهم وجودهم فيها كي نتخلصَ منهم وللأبد ، أليس كذلك ؟ ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 10 سنوات من الحرب.. أطفال اليمن، أجيال مهددة بالضياع!


.. ماكرون يقامر بانتخابات مبكرة... هل يتكرر سيناريو ديغول أم شي




.. فرنسا: متى حُلّت الجمعية الوطنية في تاريخ الجمهورية الخامسة


.. مجلس الحرب الإسرائيلي.. دوره ومهماته | #الظهيرة




.. هزة داخلية إسرائيلية.. وحراك أميركي لتحقيق الهدنة | #الظهيرة