الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سليم فارس عجمي شاعر وبيرغ الخميسية الخالد

سعدي جبار مكلف

2018 / 8 / 27
الادب والفن


سليم فارس عجمي شاعر وبيرغ ألخميسية
سمو ألشعر وسليم ألحرف وفارس ألابوذية
حين ينغمس في ألقلب قلم الشعر وملكوته يبدء ألهمس في عالم سحري فتجد في افاقه طيور تحوم بجمالية ألتشامل مع ألعامه من ألناس ألبسطاء يتناول قضاياهم ألشاعر بكلمات معبره ذات أثر كبير ..... أن ألكتابه عن شاعر كبير مثل شيخنا ألجليل ألمرحوم سليم فارس أبو شناوه ألمولود سنة 1845 و ألمتوفي سنة 1910 فيها أكثر من وقفه رحبة واسعه في ألمعاني و ألرؤية و ألوضوح وألموضوعية سأتناولها ونقف عند عتبات كل منها ونكون بعيدين عن ألمحاباة و ألمجاملة من ألاجواء ألتي تحيط بنا لكونه جدنا ألكبير وبيرغ من بيارغ أهلي ألعاليه أن أشعار أبو شناوه وأبياته ألأبوذية تمتاز بتلقائية صحيحة نابعة من أنسانيته وقلبه ألواسع ألكبير ألمملوء بحب ألناس وطائفته وأهله لقد حاول كثيرا أعابت شعره وكلماته وأرادوه أن يبتعد عن قول ألشعر لأنه من ألصفات ألغير حسنه تجلب للشاعر ألفقر وصرخة يأس تحط على أجثام من يتداوله ويقوله ولكنه أستمر في قول كافة أنواع ألشعر وخاصة ألأبوذيه لانها تعبر عن ألوضع ألاقتصادي وألاجتماعي أنذاك وتغلغل في أجواء عالم ألوجدانيات وألمشاعر ألخصبة وألتعبير ألصريح ألى أبعد حدود ألجد وألقول بكلمات تدخل ألى قلوب ألسامع بأندفاع كبير لقد كانت جميع ألأبوذيات مواقف وصور شعرية متكاملة تحكي قصص أنسانية بأسلوب بسيط شامل مفهوم غاية في ألروعة وألأهمية وكما قال ألشاعر ألروسي بلوك (أن ألشعر خالد فقد تشيخ لغة ألشاعر وأسلوبه ولكن جوهر قضيته لايشيخ) هكذا هو ألشاعر أبوشناوه أنه سليم ألحرف وفارس ألأبوذية يقولها بكلمات جميلة شفافة عميقة ألمعاني يناشد ألقارىء وألمستمع وألمجتمع بكلمات بليغة كما يريدها ان توصل دون خوف أو وازع أو أي تأثير أخر سلس في معانيه وفي شرح مايريد قوله وعتابه على شكل نصائح ورقة وحلاوة يدخل ألى أعماقك دون تردد وعلى ألرغم من قلة ألأشعار ألتي وصلتنا نحن أبنائه ألا أن كل حرفا منها عباره عن لوحة فنان رسمها بأتقان انه رسام ألحروف ألبهية ألخالده .. دونها وهو ألشاعر ألمقتدر يعرف ماذا يقول وفي أي مكان وزمان رحمك ألله ياجدنا ألخالد وكثيرا من أحفادك أورثتهم هذه ألصنعة ألرائعة ان جميع ألأبوذيات ألتي قالها كانت ذات علاقه متميزه بكبرياء وشموخ ووفاء لأهله وناسه عاش أبي ألنفس حكيم شجاع قال ألشعر بلحن عميق ألحزن ينبعث من أعماق وجدانه حكيم زمانه ورجل ألمواقف ألصعبة ، وصف قصة ألألم ألكبير و ألمعاناة ألشديدة بلغة الشكوى ألمسموعة وألمواعظة وألحكمة وألدراية بالأمور، وكانت كل كلمة تغرد بالنصيحة وألعتاب ألجميل ألمؤدب بلغة ألمحبة وصاحب ألحق وألنصيحة أنها علاقه حميمة بين شيخنا ألجليل وناسه أنها علاقة ألجذر بالأرض ، علاقة لانجد لها نهاية في ألحياة أو حتى بعد ألممات فكانوا أحفادك خير ثمر وطيوب وطيبه تشع في أوساط ألمندائيه أينما وجدت أنهم شموع دائمة ألعطاء ، أن علاقة شاعرنا بأهله علاقة سرمدية فحبه باقي أبدا لصلة ألرحم ولكافة ألناس نلاحض في ألابوذية ألتاليه حيث يدخل ألى ألسطر ألأول بكل قوة وأمكانية لغوية وهذه صفة من صفات ألشعراء ألعظماء :-
وحك ألصورك ياترف وصفاك
أبحور ألعين مايحصل مثل وصفاك
ألحديث يشيع من ينباح وصفاك
أكتم من عدوك كل خفيه
أنه يكتب بصوت مندائي أصيل نقي مبدع فنان مبدع يعرف كيف يقول وماذا يعني قوله ملتزم في اخلاق وعادات أهله وناسه مبتعدا عن كل ما يسئ ألى ألأخرين ذات عمق واضح بعيدا عن ألسطحية نجده يدخل بصورة مباشرة ألى ألموضوع وألمضمون يعزف بلحن حزين عام مع تصوير شعري متكامل ألجوانب وألأبعاد
ألواشي أمنين أجه لينا وطرنه
وماخله بعد نكفي وطرنه
عسانه أطيور أنه وحبي وطرنه
ونحط بين ألسمه وبين ألوطيه
نلاحظ هنا تمكنه من اللغة والتعبيروالعتاب بكلمات انسانية والاستفسار بكلمات بليغة بعيدة عن المعتاد وكيف عمل الزمان به والنكبات التي اجتاحته بكلمات رقيقة وحنية شاملة واسعة ملتزمة بقيم مندائية وعادات اصيلة يستمر شيخنا الجليل جدنا المرحوم فيقول : -
وحكك ما هجعت ابليل ونهار
ومثل صب المزن دمعي بالانهار
كلام الليل يمحونه بالانهار
اهل هذا الوكت بيهم سجيه
لاحظ بمن يقسم جدنا العزيز وكم هوه عزيز عنده ويبثه الشكوه والالم والحسرة بلحن ناي حزين اتعبه الفراق والبعد فبات لا ينام او تغمض عيناه وكيف يتحمل الملامة والعتاب ويصف عادات وتقاليد اهل ذاك الزمان هذا هو وجدان ابناء الريف وابن المندائية الاصيلة ومعاناته وتأثره بالبيئة والمحيط فيقوم بشكوه الالم والبوح بالمأساة بدموع :-
ظروف الوكت عنك مالهانه
النوايب كصت بينه ما لهانه
صدك يحرم علينه ما لهانه
ويصبح حك ابو ذات الرديه
يتناول في هذا البيت الحياة القاسية والعوز المادي والحياة الاقتصادية والاجتماعية السائدة انذاك هذه صرخة عالية تشرح الوضع من جميع جوانبه وكيف يعيش اهله وناسه وعشيرته وصلة الرحم والقربه :-
الدنيه اصبحت لا صاحب ولا يسر
ولا خل اليفرح الكلب ويسر
ناس وبس عماهه الطمع وتسر
عوج ممشاهم ا بأرض لخراب
سمع الشاعر احد اصدقاءه يقول بوصف الصداقة واللاقات الاجتماعية والقربة في تلك الحقبة الزمنية البائسة حيث قال ذالك الرجل :-
صديج اللي يودنه مر بينه
نشد مامش نقيصه مر بينه
مره اكتم بسري ومره بينه
صديجي والعدو مافاق بينه
وهنا اجابه ابو شناوه وهو الخبير وكبير القوم والعارف والتقي : -
صديج لي يودنه مر علينه
نشد ولكه وكتنه مر علينه
مره النه وكتنه ومره علينه
يروحي لا اجيسج مهضميه
انشد بهذه الروحيه والبلاغة والتواضع الانساني والشكوه وسلاسة المعشر والخوض في محراب جمال اللغة الواسع المتكامل والعذوبة والاصالة يالها من شكوه الروح لقد رسم صورا متكاملة بكلمات شعرية والوان روحانية بسيطة واضحة المعاني والقصد وعندما سمع احد الشعراء يقول : -
يكلبي بنار هجر اولف ينمل
وصليلي فوك راس لضلع ينمل
صديج الكثر الجيات ينمل
اشما يبعد يعن ذكره عليه
وهنا ثاره ثائرة ابو شناوه لمخالفت هذا الشاعر اصول العلاقات الاجتماعية وصلة الصداقة وقيمها فرده بكل كبرياء وشموخ ووفاء اجابه بقتدار معارضا رأيه كيف وهو علم وبيرغ الضيافة وشيخ الحكمة فكيف يمل صديقه واهله وهو صاحب الجود والكرم : -
الناظم ما نصف بالنظم بهله
ألمني وخله دمع العين يهله
صديج الكثر الجيات يهله
ابكلبي لو سكن يبعد عليه
اما ماقاله بالغزل فكان روعة خالدة سرمدية ابد الدهر غاية في الروعة والاتقان والتعبير والجمال والصدق اذ ينم على دراية واسعة تسكن كلماته في قلب السامع بمحراب واسع من السحر والشوق والجمال ينشد كلمات تبقى خالدة لما تحمل بين طياتها من شجن نعتاب صامت ينقشها برسوم كبيرة زاهية : -
علامك تحمس ابكلبي علي ايمار
عليل وصار مشروبي علي مر
يوم الساك مضعونه وعلي مر
غدت شمس الضحى ظلمة عليه
ياله من وصفا رائع وتصوير دقيق بكامرة فنان متمرس في الوصف والدقة والتعبير الدقيق يناجي بصوت الناي الحزين فيترك اثار واضحة للشكوه : -
تعال وشوف ملضومه وحفظه
ابيابي العين اضمنه وحفظه
يرايح في امان الله وحفظه
امودع بالسلامه اتعود اليه
وهكذا طوى التاريخ هذا الشاعر العظيم صاحب النخوة والرحمة والحنية والشجاعة ذو الحكمة والدراية الكبيره ولكنك ياجدنا العزيز الغالي لا تغادرنا ابدا فقد تركت لنا شموخ وكبرياء الكلمة نحن احفادك رحمك الله يابيرغ الخميسية وفارس القصيدة المندائية واخيرا ايها الجبل الشامخ عشقت الارض وتراب العراق ومياه الاهوار والاشجار وبيوت الطين فكنت شاهد الزمن الصادق في كل بيت ابوذية دونته وقلته لقد وصفت كل الاشياء بدقة متناهية وبصدق تام وقد اسقطت من قاموسك معنى الخوف فبات عطائك خيمة الى الابداع والتعبير نفتخر بها نحن احفادك وهي لا تقدر بثمن رحمك الله وتبقى خالدا معنا .
سعدي جبار مكلف
اواسط آب 2018
سيدني استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس