الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- ثِيشُّوثْ أُوجَنَّا- ( مرثية لبرية الجذور)

سعيدي المولودي

2018 / 8 / 28
الادب والفن


" ثِيشُّوثْ أُوجَنَّا"*
( مرثية لبرية الجذور)
1-
ثُوغْ لْعَافِيثْ، إِيضْفَرْ أُوحَدِّيقْ أَحَدِّيقْ
إِيكَّا أُوحْمَادْجُّو قَاحْ خَفْ إِيسَكْلَا
غُوسِينْ إِيمُوذَالْ كُوشِي يَفْرُورِي
قَّنّْ ثِيلَّاسْ، ثْضَرْ ثَاݣـُوتْ سَ شَالْ
آذَامْ إِيـگْ آمُوتْلْ أَلِيخْرَا ثِيوِيذْ أَسِيدِّينْوْ.
آذَامْ إِيـگْ آمُوتْلْ أَلِيخْرَا ثِيوِيذْ بَابَا ذْ يُونُو
آذَامْ إِيـگْ آمُوتْلْ أَثَا ثْسْلُوزِيذْ ثَاخَانْثْ.
إِيرّْزْ أُوحَمَّارْ إِيتُّوتْيْ مْخَازَّانْ ثْلُوفَافْ
كُّوفِينْ ثْفُولِينْ مْنَازَّاعَنْ إِيعَنَّانْ
بِّينْ إِيبَرْذَانْ لِّلي ݣّْ آرْ تَدُّوخ آرْتُورَارْخْ
إِيرّْزْ أُوفـَﮕـَّاﮒْ إِيوْ زَضَّانُو شَا أُورِيتَعْنِي
آذَامْ إِيـگْ آمُوتْلْ أَلِيخْرَا ثَبِّيذْ ثَاسَانْوْ
ثِيوِيذْ بَابَا ذْ يُونُو غُرْ سَا أَغلَّايِينْ
أُو سَارْ دُّوﮔـِّينْ ، أُو سَارْ نِّيخْ أَتَنْ أَنَّايْخْ
أُورَانْ إِيمِيزَارْ غِيفِي وَالُو مَا غَرْ مِي نْ تَّاغُولْ
مَايْ مِي غَا سَدِّيرِيخْ أُولَا أُوشْخَاسْ سْ ثَاذَاوْثْ
ﮔـِيخْ أَﮔـُوجِيلْ أُورْ غُورِي شَانْ آيْثْ مَا.
2- أبي الذي كان...
لا أسمع صوتك الآن يدوي لحظة الغروب أو الشروق، خطوك القادم من عبق الزمان، ظلك الرائع في انكسار المدى، لا تلقاني يداك، لا تناديني طلعتك، أو تراني ابتسامتك الحبلى...لا ليل، لا نهار، صمت غريب يفتك بهدوء الأشجار، وينهك الصدى الذي يتثاءب من هناك، من بعيد البعيد، حيث تساقَطُ دموع باردة تسافر في مسارب الوجع الدائم ويمضي جريانها لمصب الأحزان... لا تسمعني الآن، إذ تذرع برزخ النسيان، تكتب أبجدية هذا الموت البغيض.. كذلك مضيتَ، وأنا أسير هذا الشتات يا أبي، أمشي على سطح الرعب الذي يتسلق هذه الهضبة، هضبة السماء، حيث الملائكة يسبحون بحمد الخراب، كيما تنهار وتذهب أسباب الحياة في معابر الدفلى السعيدة..
الحياة ضيقة للغاية يا أبي.
الحياة طعنة سريعة وقوية يا أبي.
ولا شيء فيها يستحق نبض الحياة، يا أبي.
الطيف الذي يذرع مناكب الروح، الحلم الذي يرتب خطوي، النور البعيد الذي يلقاني في هذه العتمات، يا أبتي أيها النجم الخافق لماذا تركتني وحيدا، أقف على حافة هذا الكون وحيدا، أمشي في هذه الطرقات وحيدا، وأتوكأ على هذا الوجع المتطاول واحدا.
لا أحتمل هذا البكاء كله يا أبتي.
لا أحتمل هذا البقاء كله يا أبتي.
لا تكفيني مياه البحر كي أبكيك، ولا تكفيني هذه اللغات كلها كي أفهم معنى الحياة، بعدك.
يجبرني الشوق الصاعد، المستعر أن أراك مرات، أن أراود ملامحك الجبلية الخالدة، أن أسند قلبي لمسعاك، وأرتمي في أحضانك المبللة بماء المودة، أن أتسلق شموخك التالد وأهتف باسمك حتى السيل لتمطر السماء بقايا صور تشدني جاذبيتها للأعلى.
الحياة تقليد أعمى يا أبتي.
الحياة هاوية عمياء يا أبتي.
الحياة موت أعمى يا أبتي.
ها أنت تبتعد، تمعن في المسافات المحشوة بالنسيان، أراك من هناك موجة، نهرا ، جبلا، عاصفة من حنان عات يرفعني عاليا حتى ذروة "ثِيشُّوثْ أوجَنَّا" حيث السماء المبجلة تقترب من اللمس.
يا أبتي ، أيها المحارب القديم، أيها المقاتل سراب الحياة، ها أنت تستقل سفينتك العذراء، وتذهب صورتك من بهجة الحياة، لترسم خرائط التيه أمامي وتفتح جراحي على الألم العنيد.
يا أبتي هذا الحزن الغزير على كتفي، يطاردني، وبلادي القريبة مني تناءت والتبست بالبعاد، ومع ذلك ما يزال صوتك الدافئ يناديني ويأخذني ذهابا وإيابا، يقاسمني الرغبة في النحيب، لماذا يا أبتي أنت رحلت وألقيت بي في صرير هذه الذكرى المفتوحة على سراب خالص يقودني حيث الشمس تغتسل من لونها، والأشياء ترتجف وتقترب من صدري..
آه يا أبتي، إني أتعثر في عقر هذه الخيبات، وأرصف عمرا كان يركض حتى نهاية الهباء، مسكونا بهاتيك الذكريات المغلقة التي تزحف نحو سكة الغياب. آه ، يا أبتي أيها القريب ، أيها الغريب، أيها البعيد أيها النشيد، أيها الواحد، ها أنا أهتف باسمك ، أضع جسدي في مهب القبض ، علني أقترب من ملامحك ويغرق دمي في بادية حنانك، كيما أقترب من بأسك ، من احتمالك ، من حلمك، ومن خطواتك النابضة في هذه الأرض الأشد اقفرارا.
آه ، يا أبتي لماذا رحلت مثقلا بتراتيلك الحزينة، بابتسامتك الفاتنة، أيها الجبل المسكون بكل القهر المتكوم على الأرض...
ماذا أقول لهذه الأرض المتصدعة، "ثيشوث أوجنا" الملفوفة بالسواد، لهذه الأرض المسكونة بلون الدم "ثَامْسْنَا" التي يرتديها الخوف، ولهذه الوهدة العالقة بين السماء والأرض" ثَابْرَاوْثْ نْ شِّيطَانْ" تحدث نفسها بالمعارك البعيدة...أنت الآن في مرآة بلاد بعيدة بعيدة، لا تذكرها، تضاريسها اليابسة تقترب من الذهول، وتقترب لحافة الجحيم..
آه يا أبتي ، لا حياد في هذا الموت. والحياة بعدك منطفئة حزينة.

3- نشيدُ أُمِّي وحدها...
غمامة بيضاء، تعبر الأفق، تذهب بعيدا في المدى، تظلل السماء وترسب في كبد القلب، تملأ شغافه، وترسو على ضفافه، بيضاء كالندى، كالتقاء الخطى، تكتب هذا الخلاء المرصوص بالمواجع وتمضي بعيدا في ملكوت الآلهة...
غمامة بيضاء تمضي لآخر الكون،
تجمع المياه من الينابيع البعيدة وتلقي بها في عزلة الطريق..
يمامة بيضاء، تشق عباب هذه البراري المعتمة، ترفرف أغصانها الخضراء البيضاء، أجنحتها البيضاء الخضراء ويرتد صداها حول غور هذه الطفولات العتيدة، يينع هديلها كل لحظة على ريح الغياب، تطير بعيدا، كالحلم يلتبس بالعشب ويعانق غوايات من ضباب..
يمامة بيضاء
ترتدي الموت قميصا وتمضي للفجر/ البحر الأبيض المخضب بالدموع..
غابة بيضاء، تكتب تاريخ اليمامات وبوح الغمامات تستقل هوادة السراب، وتمضي بعيدا لترسب في القاع الأليف حيث الذكريات والأمسيات اللاهبة تتوسل الحياة وتتناثر كحبات الفراغ..
غابة بيضاء،
تمسك خيط الشجر الغريب،
تكونُ الكون ،
وتنام في مستهل الوقت.
أمي
سنديانة بيضاء، خضراء
غمامة بيضاء،
يمامة بيضاء،
غابة بيضاء، نجمة بيضاء، وردة بيضاء.. ذهبت السماء فجأة بلونها، فإذا هي بيضاء، تنهض مآذن بيضاء في ذكراها، وتمنحني ألفة هذي الجراح، تشتعل ندوبها في وجيب القلب...
انت بعيدة ، أماه، وسقف هذا الحزن العادي لا يكفيني، لا يسعني هذا الكون كله لآتي إليك، أو أضع عمري بين يديك، أو أصغي لدفقك، لحنانك المتلأليء، لابتسامتك الكسيرة، وصمتك اليانع، وأطوي حبل هذه المسافات لأرصد نبوءاتك وأتملى هدوءك البسيط، وخجلك البربري، وصوتك الخافت المتوج كلغة قديمة...
أواه، يا أمي،
ماذا أقول لانتظاراتك، أنا الواقف على باب الريح أرقب طلعتك بلا جدوى، ماذا أقول لهذه الآهات التي تسافر في بوحي وتحاصرني بعيدا قبل أن أراك ، او أسند رأسي لعطفك الأبدي.. ماذا أقول لهذه التضاريس الجريحة، لهذه الغابة المسكونة بلونك ، بظلالك ، بخطواتك اليومية، بنداءاتك ، بحبك اللامتناهي، بعرق العمر الغزير وهتاف السنين البعيدة.. ماذا أقول لهذه السموات، لهذه الأرضين ، ولهذه الجراح الصاعدة تغويني بمواقد الضياع..
ماذا سأفعل أمي بهذه السماوات السوداء ، بهذه الأرضين الجوفاء، وهي لا تسع ممالك حزني الطويل و تتولد شقوقها في دمي جراحا متناسلة..
أمي، أيها الظل الملائكي
أيها الصوت الأزلي
ايتها القديسة الأولى
أنا على الوعد في انتظارك، مرابط في هذا الرصيف، حيث تتآكل أغصان الحياة وتنتظرني الخسارات الكبرى، وأقترب من قبضة الجنون..
كم أنا بحاجة إلى كثير من القسوة، أماه.
غمامة بيضاء،
مطر على هذه الأرض
يمامة بيضاء
هديل على هذه الأرض
غابة بيضاء
شجر لهذه الأرض.
أمي أيتها الشجرة التي لا تموت.



* هضبة السماء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا