الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديوان الحيرة العظيمة - 9/3

أحمد عبد العظيم طه

2018 / 8 / 28
الادب والفن


عماءُ الألوان

النومُ خلال اليقظة
واليقظة خلال النوم
وتلك الحالات السيكولوجية الرديئة
تُحول الحياة إلى قطعة واحدة، لا جيران لها

ولا تتصورُ أيها الأخ الكريم
كم يكون فاجعًا أن تحيا كل هذه الأيام
ولديكَ من عموم المشاعر
شعورٌ واحدٌ لا يتغير
وإن قامتْ القيامة لا يتغير

ولن تتخيل سيادتكَ
عماء الألوان النفسي
–وهو أحقرُ كثيرًا من البصري–

إن الأمور في بداية الإصابة
تصلُ إلى الملل التام من كل شيء
حتى الأشياء المُبهجة
والأحداث غير التقليدية
تُصبح مُمِلةٌ كغيرها بالضبطِ

ومن هذا المنطلق
تتطور الأمور إلى الكآبة المُزمِنة
أي أن المَرء يُصبح في إعتامٍ داخليٍّ شامل

مثل منزلٍ قد انقطع عنه التيار
فأوقد صاحب المنزل شمعةً يستضيءُ بها
حتى إذا ماتتْ أوقد غيرها

وهكذا حتى نضُبَ الشمعُ
ونفد الثقاب...






Maggie


يا أيتها المرأةُ المُذهلةُ
(مِثل ما يَجري من أحاديثٍ بين المرءِ ونفسه)
أيتها المرأةُ العميقةُ (مثل عيونِ البقرةِ)
أيتها القوية كالكلمةِ (تَخرجُ من بين شفتين تَعبُرُ الدموع فوقهما)

أيتها الفنانةُ (أنتِ الفنُّ يَمشي على الأرضِ)
أيتها الجميلةُ مِثلَ (لا شيء يُشبِهُكِ)

أيتها الأنثى الشرسة
كاملة النضجِ كتفاحةٍ (أنا أفتحُ فمي بشهوة)

أيتها البريئةُ جدًا، الطيبةُ جدًا
السعيدةُ بما يحدثُ ( الماكرةُ بعض الشيء)

أيتها العصفورة المُهاجرة بداخلها إلى الأبد
(هي تَعشق الهجرة في حد ذاتها!)

أيتها الابنةُ المُبَاركةُ (أنا باركتُكِ)

الآن...
لِندعَ الأسلحة جانبًا
ولتستريحي قليلاً مِن حرارةِ القتالِ
(بعد المعركة العظيمة)

إنكِ مُجْهَدَةٌ (يا حبيبتي)
فتَمددي على العشبِ الأخضرِ
(أو رمال الشاطئ، أيهما أقرب)
انظُري إلى السماءِ ثم ابتسمي
(أنتِ تَستحقينَ هذا الهدوء)
سيَسريِ بأعماقِكِ ذلك الخدرُ الجميل للطبيعةِ الحية
فتتحولينَ إلى أفكارٍ جميلة
(الأفكارُ كالدماءِ، تَجريِ بكاملِ الجسدِ، كما أن لها لذة وشبقا)

كانتْ اللذة تَتَسربُ مثلَ الضوءِ
(وكنتِ تَتَمرغينَ كالقطةِ البيضاء، بإناءٍ مِن الحليبِ)
وتَخلعينَ الأحزان عن جسدكِ (قطعة فقطعة، كالملابسِ)
حتى أصبحتِ عاريةً تمامًا (واشتعلَ العُشبُ من تحتكِ)
كان صدركِ إلى أعلى حين فاجأه المطر
(إن المطرَ يُحبكِ، إنه يَنزلُ عليكِ بقوة)

أنتِ الآنَ غائبةٌ، بعوالم سحرية
أنا أراكِ من وراء الشجرة القديمة
(ها أنا أخرج من وراء الشجرة)
أنا أسيرُ بلا أسلحةٍ (لم أكن أمتلكُ أسلحةً من الأصلِ)
كنتُ أستعملُ ذراعيّ وصدري..

أنا أيضًا مُتَعرٍّ تمامًا
وأقتربُ، أقتربُ (قتربُ، تربُ، ربُ، بُ)
أنتِ تسمعين الخطوات
(لكنكِ لا تُصدقين أن أحدهم قد تبِعكِ إلى هنا)...
.............
تنهضين فجأة (وإذا بكِ بين ذراعيّ)

تحاولين التملص
فأعتصركِ حتى تخمُد ثورتكِ
(أنتِ عصبيةٌ ولديكِ أظافر حادة)

أنتِ الآن تبكين على كتفي
(وأنا أُقَبِّلُ عنقكِ المرمري)
أنتِ تبكين.. تبكين.. تبكين بشدةٍ
سعيدةً بما يحدثُ (على ما يبدو)
..
سأقولُ لكِ سرًا
(إننا في النهايةِ بشر)
..





إنسان الوردة


إنسانُ الوردة إنسان
إنسان الوردة جميل
إنسان الوردة له لونٌ رقيقٌ
ورائحة عطرية كالوردة
كما أن له أوراقٌ وأشواكٌ كالوردة أيضًا

إنسانُ الوردة بهيج المَنظر، والمَخبر
بديع التكوين
رائع البتلات، والأنسجة

إنسانُ الوردة له توافقٌ ساحر مع الجوِ
إذ يرقصُ طوال الوقتِ مع الهواء
حتى وإن بدا لكَ ساكنًا

لكن إنسان الوردة
حزين النفس كالوردة
ضعيف البنية كالوردة
كما أن عمره قصيرٌ كالورد عمومًا

إنسان الوردة لا يدّعي الكآبة
ولا يفتعلُ أجواءً سوداء لاستدرار الأحاسيس
إنسان الوردة منكوبٌ بالفعلِ
ومكتئبٌ بالطبيعةِ

إنسان الوردة يمتلكُ مبرراتِ هذا التناقض المُزعج
بين شدةِ الجمال، وقوة الحزن
بين الحركة، والسكون
بين السر، والعلن
بين الإنسان، والوردة

فإنسان الوردة له ساقٌ واحدة كالوردة
وأخرسٌ كالوردة
وثابت الوضع كالوردة
ومُعَرْضٌ للقصفِ في أيةِ لحظةٍ كالوردة
والفاجعةُ العظيمة.. أنه يُرى كالوردة!!

إنسان الوردة متضررٌ من فرطِ الرقةِ
وسوء الوحدة
واختلاف الفطرة

ذلك أنه إنسان
ذلك أنه ليس وردة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع