الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضرب تحت مستوى الوعي

فؤاد علي منصور

2006 / 3 / 31
كتابات ساخرة


لا تنفك الأنظمة العربية في تعاطيها مع شعوبها المقهورة تلعب معها باستهزاء كبير ومخجل....
حيث تلعب الأنظمة دور المشرف النزيه والراعي المسؤول الذي يسمع ويستجيب لنداء الجماهير المحبة له والمستجيبة لآرائه وحكمته...
يصدر نظام (ديمقراطي) هنا وهناك في أرجاء الوطن العربي مراسيم وقرارات...تسمع عنها ثم تقرؤها, فتجد فيها رائحة ما من روائح التغيير أو التحديث إن شئت، ولكن هذه المراسيم والقرارات ما إن تغادر مكاتب مصدريها... حتى تصبح عفنة نتنة تصيب رائحتها المنبعثة شتى حالات الإقياء والـ.....
فلا تغيير ولا تحديث ولا تطوير... إلا خداع وكذب وتزوير...
يغتالون الشعوب الطيبة المسالمة إلى أبعد حد والتي تطمئن للحاكم ولبطانته.. ثم تفاجأ به يغدر بها ويفتك بما تبقى من عزتها وكرامتها.
يُعلن نظام (ديمقراطي) عن انتخابات..أو قانون انتخابي جديد...يكرس الحرية والديمقراطية...والشفافية... و(يبشر) بمرحلة جديدة أوسع أفقاً من سابقتها... وعندها يبدأ الضرب.... عند الترشيحات يبدأ الضرب.... عند التصويت يبدأ الضرب... عند الفرز يبدأ الضرب... عند الإعلان يبدأ الضرب.... وعند كل مفصل حيوي يبدأ الضرب...!!!!
وكله ضرب لا أخلاقي.. خارج من دائرة اللعب النظيف!!!
ثم يعلنون بكل (شفافية) ـ رغم تقارير اللجان الدولية التي (راقبت) ـ أن النتائج... نزيهة... ومطابقة لآمال الشعوب الوديعة.
يُصدرون قرارات تحديث وتطوير... ويبدأ الضرب تحت كل المستويات المسموح بها دولياً...!!
يُصدرون قرارات رفع مستوى الرعية...
يُصدرون قرارات براقة تضاهي تلك التي يعيشها الآخرون ...في أماكن مرسومة على الخارطة العالمية, يزرعون في أفكار العامة أنها دول (مارقة) ولا تصلح أن تكون أمثولة لأمة كأمتنا....
الأنظمة العربية تحكم على غير مثال, فلا هي مع اليسار, ولا هي مع اليمين, ولا هي مع الوسط, ولا هي مع شعوبها..ولا مع نفسها!!
إنها لا تشبه أحداً ولا شيئاً... إنها تشبه نفسها فقط!!
والجماهير العربية من المحيط إلى الخليج... تسير... إلى أين؟ لا أحد يعلم!
الدول العربية برمتها تراجعت سياسياً، وديمقراطياً، ولم تعد الحريات العامة مسألة هامة، بل لم يعد أحد يذكرها إلا كما تذكر التحف التي تقبع في أروقة المتاحف...
قانون الطوارىء يغطي مساحة الوطن العربي من الماء إلى الماء، التحركات الشعبية والحزبية خجولة جداً ومتواضعة إلى حد لا يوصف، مع أنه ليس لقانون الطوارىء مبررات مقنعة أو واضحة إلا تعسف الأنظمة الحاكمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا