الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهب الماضي والحاضر واغتيال المستقبل (2-2) العراق مجرد بداية

إكرام يوسف

2006 / 3 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


.. ولا أعرف كيف يستطيع البعض منا أن يخدع نفسه ـ أو يعتقد أنه يخدع آخرين ـ بما أعلن أكثر من مرة عن تجارب أمريكية في القيام بعمليات من هذا النوع،حتى لو أدت لتدمير ممتلكات أمريكية أو قتل مواطنين أمريكيين، في سبيل تحقي أهداف استراتيجية أكثر أهمية. ويذكر التاريخ والوثائق "عملية نورثودز" السرية والتي أقرها قادة القوات المسلحة الأمريكية عام 1962لتدمير ممتلكات أمريكية تكون مبررا لغزو كوبا. كما نشر الجيش الأمريكي عام 1970«دليل العمليات الميدانية» المرقم 30-31B بعنوان " عمليات الاستقرار والتوازن – الميادين الخاصة" الذي دعا إلى القيام بعمليات "إرهابية" و"زرع" أدلة كاذبة في أماكن عامة يمكن اتهام الاتحاد السوفيتي بها. وورد في هذا الدليل ضرورة القيام بهجمات إرهابية في أوروبا الغربية تتولاها شبكة من الوحدات الخاصة للجيش الأمريكي وجيوش دول حلف الناتو، بغرض إقناع الحكومات الأوربية بالخطر الكبير للإتحاد السوفيتي. ويشير الباحث الدكتور "محمد العبيدي" إلى أن هذا الدليل تبعه بعد سنوات تعديلات وتفسيرات وضعتها أجهزة المخابرات الأمريكية، توجب على أجهزة المخابرات كافة القيام بـ "عمليات خاصة" توقع اللائمة فيها على "تنظيمات إرهابية". بمعنى أن تقوم أجهزة مخابرات أمريكية بأعمال إجرامية يوقع اللوم فيها على «المتمردين»، حسب تعبيرهم، بحيث يستدعي الأمر أهمية التدخل العسكري الأمريكي في ذلك البلد الذي يقومون هم أنفسهم بعمليات «إرهابية» فيه، وكذلك استمرار حربهم على ما يسمى اليوم بالإرهاب. أضف إلى ذلك ما دعا إليه مفكرون أمريكيون منهم"جون يو" أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا – بيركلي في مقال نشره مؤخراً في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، من إنشاء منظمات إرهابية وهمية كطريقة لمقاتلة منظمات إرهابية أخرى، وأن يكون لهذه المنظمات الوهمية مواقع على الإنترنت، ومراكز تجنيد ومعسكرات للتدريب إضافة إلى تسهيل عمليات جمع الأموال لها. وذلك بغرض بذر الشقاق بين الحركات الإرهابية، على حد تعبيره. أي بمعنى آخر أن تقوم تلك المنظمات الإرهابية بأعمال إجرامية بحق مواطنين أبرياء تماماً كما حدث مرات عديدة في العراق حين شاهدنا استهداف المدنيين الأبرياء.

جريمة القرن

ولاشك أن ما يحدث في العراق من اغتيال عقوله العملية وكفاءاته النادرة، بهدف اغتيال حاضر العراق ومستقبله، بعدما محاولة طمس ماضيه وتراثه بنهب متحف
بغداد، الذي وقع في أول أيام الاحتلال فيما أسماه "دوني جورج" مدير متحف آثار بغداد، "جريمة القرن" التي ارتكبتها القوات الأمريكية لعدم حمايتها محتويات المتاحف والمواقع الأثرية العراقية من عمليات النهب والتدمير. وإضافة إلى المتحف الوطني تم إحراق الأرشيف الوطني ببغداد، كما أصيبت المكتبة الوطنية بأضرار كبيرة، ونهب وحرق متحفان آخران بمحافظتي الموصل وتكريت شمال العراق. وقالت نائب مدير المتحف نبيهة الأمين "لقد نهبوا ودمروا 170 ألف قطعة من معروضات الآثار التي تعود إلى آلاف السنين...إنها تقدر بمليارات الدولارات." بينما ذكرت اعتماد يوسف التي كانت تتولى مسئولية المتحف عند بدء العدوان، في حوار مع صحيفة آي بي تي الاسبانية" عندما دخل الأمريكيون إلي بغداد وضعت دبابتان في أبواب المتحف بينما كانت طائرة تحلق باستمرار فوق منشآته وقد أحدث اللصوص فجوة في احد الجدران دون أن يولي الجنود حراكا لمنعهم، وكانوا مجموعة منظمة تعرف المبني وعلي دراية تامة بما تبحث عنه وأين تجده. وقد توجهوا توا إلي الأماكن التي كانت تعرض فيها أفضل اللقي أو التي تعود إلي شعوب ماضية معينة (يهودية وفق بعض الشهادات) وقد تجاهلوا أخري أو دمروا كل ما خلفوه وراءهم.

الجميع في قارب واحد

أضف إلى ذلك ما أشرنا إليه في مقال سابق عن نهب بترول العراق فيما أوضحه تقرير "مخططات الخام.. نهب ثروة العراق النفطية" الذي أصدرته جمعية "بلاتفورم" لدراسة الآثار الاجتماعية والبيئية للنفط، حيث توقع التقرير أن تنهب شركات بترول كبرى مليارات الدولارات من العراق وتسيطر على حقول نفطه "ما لم يكن للمواطن العراقي العادي دور أكبر في تقرير كيفية استغلال ثروات البلاد". وما نعلمه جميعا من محاولات متوالية لم تنقطع منذ أكثر من أربعة عقود للسيطرة على موارد العراق؛ وبالتحديد منذ أصدر عبد الكريم قاسم القانون الذي يحدد مناطق امتياز تنقيب شركات النفط الاحتكارية بمساحة محددة لا تتجاوز خمسة في المائة من مساحة العراق كي يفتح الباب أمام شركات وطنية للتنقيب والاستخراج ، وما حدث بعد ذلك من محاولات الانقضاض على العراق وظهور الصراعات مع إيران ودعم تمرد بعض العشائر الكردية في سبتمبر 1961 ضد قانون الإصلاح الزراعي. وصولا إلى تدخل الشركات النفطية الاحتكارية ـ والدول التي تنتمي إليها ـ المباشر في شؤون العراق حتى بعد تأميمها عام 1972 وحتى الاحتلال في عام 2003.
وبهذا تكتمل الصورة التي يراد بها الإجهاز على العراق بتاريخه وحاضره ومستقبله؛ وهي لا تختلف في أي من ملامحها عما يخطط لجميع بلدان المنطقة العربية التي شاء قدرها على طول التاريخ أن توجد في موقع استراتيجي يحقق لأي قوة عظمى تسيطر عليه إحكام قبضتها على زمام الأمور في العالم، وأن تملك من الثروات المادية والبشرية ما يسيل لعاب الطامعين. فعلينا أن ننتبه جيدا أن من بيننا من يمتلك تاريخا وآثارا لا يقل أهمية عما كان لدى العراق يسعى البعض لطمسه وتزييفه لأهداف غير خافية، ومن يمتلك ثروات بشرية وعقولا تغري بالسلب أو الاستلاب وإن لم يكن فبالقضاء عليها واغتيالها ( تفيد نشرة منظمة العمل العربية السابق الإشارة إليها أن الكفاءات العلمية المصرية المتواجدة في الخارج تتركز في الولايات المتحدة بنسبة 38 في المائة وكندا 16 في المائة وإيطاليا عشرة في المائة واليونان وألمانيا ثلاثة في المائة والنمسا وسويسرا 1.7 في المائة واسبانيا 1.5 في المائة. كما أوضحت النشرة أن نسبة توزيع العلماء العرب في الولايات المتحدة تتوزع بواقع 60 في المائة للمصريين وعشرة في المائة لكل من علماء العراق ولبنان خمسة في المائة لكل من الأردن وسوريا وفلسطين ومثلها لباقي الدول العربية) فضلا عمن يمتلكون ثروات طبيعية لم يعد من الممكن أن ندعي عدم الانتباه لخطورة الأطماع الموجهة لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كا?س العالم للرياضات الا?لكترونية مع تركي وعلاء ???? | 1v1 ب


.. فـرنـسـا: أي اسـتـراتـيـجـيـة أمـام الـتـجـمـع الـوطـنـي؟ •




.. إصابة عشرات الركاب بطائرة تعرضت لمطبات هوائية شديدة


.. حزب الله يحرّم الشمال على إسرائيل.. وتوقيت الحرب تحدّد! | #ا




.. أنقرة ودمشق .. أحداث -قيصري- تخلط أوراق التقارب.|#غرفة_الأخب