الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول لوحة -التضحية باسحق- للإيطالي دومينكو زامبيري

الاء السعودي

2018 / 8 / 29
الادب والفن


لوحة بعنوان "التضحية بِإِسْحق" للفنان الايطالي دومنيكو زامبيري، رسمت بين حوالي 1627 و1628 وذلك في الفترة التابعة لعصر الباروك..
للتنويه>> اللوحة مليئة جدا بالتفاصيل، الا ان تركيزي كان مصوبا اكثر على الخلفية او القصة التي دفعت الفنان الى تخليدها عبر ما تنسجه تخيلاته وتضربه ريشته، حاولت الإيجاز قدر الإمكان ايضا))..
من المعروف ان الإنسان منذ القدم على امتداد حضاراته مارس تقديم الذبائح والقرابين للآلهة سواء أكانت بشرية أو حيوانية بغية إرضاءها وتجنب سخطها وغضبها!! فلم تشذ عن هذه القاعدة الأديان التوحيدية التي تشتهر فيها قصة ابراهيم مع إقباله لذبح ابنه، وهي قصة حملت الكثير من الرمزية والنقلية الهائلة وخطوة جديدة في التاريخ القديم فيما يتعلق بين الأضحية البشرية والأضحية الحيوانية!! ولم يخرج إبراهيم عن تقاليد أجداده والمنطقة في القصة، فالمعروف ان شعوب الشرق الأدنى القديم من فينيقيين وعبرانيين وعرب وفراعنة بل حتى الميثولوجيا الهندية وميثولوجيا ما بين النهرين كذلك الإغريقية قد حوَت على الكثير من القصص المشابهة لقصة ابراهيم، لكن الانتقال الذي حملته قصته بالذات برمزيتها كان كبيراً!!
يعتقد اليهود ان ابراهيم كان يستعد للتضحية باسحق، و يرى المسيحيون انه كان فعلا اسحق لكنه كان نبوءة عن المسيح، حيث ان قصة ابراهيم في العهد القديم هي أساس لتعليم العهد الجديد عن الفداء والذبيحة التي قدمها المسيح، ويعتقد اغلب المسلمون انه كان إسماعيل، وإن كان بعض المسلمين يوافقون اليهود والمسيحيين انه كان اسحق، خصوصا وانه لم ينص القرآن الكريم نصا صريحا على أي من أبناء إبراهيم هو الذي استحق الفداء بالذبح العظيم الذي فيه شعيرة الوقوف بعرفة يوم الحج الأكبر، لكن على كل حال نتفق على ان الذبح لم يقع على اي من الولدين، بل وقع على كبش اعده الله لفداء الولد أيا كان هو!!
طبعا في اللوحة لدينا ابراهيم وقد هيأ نفسه لذبح ابنه بعد ان بنى المذبح ورتب الحطب وربط إسحاق ووضعه على المذبح فوق الحطب، وذلك كما يرويها الاصحاح الثاني والعشرين من سفر التكوين، ونرى غمد سيف ابراهيم ملقاً على الارض كإشعار على انه خضع واستسلم لامر الذبح، الجمر مشتعل بالقرب منه وقد وضع في وعاء، ايضا توجد قطعة من قماش او ملابس ربما هي ما كان اسحق قد ستر به نفسه قبل ان يتجرد منها، اسحق خاضع ويناظر السماء وقد سلم نفسه للامر الالهي، ونرى ابراهيم وقد اشهر سيفه واستعد لان يذبح ابنه الا انه قد تم ايقافه من قبل ملاك هبط من السماء لحظة سل ابراهيم لسيفه من غمده واحضر معه الكبش او الفداء، الملاك وقد غلب عليه بالبياض وفرد جناحيه الناصعين بالقرب من ابراهيم وقد أمسك بيده كي يوقفه عن ذبح ابنه، ويشير بالاخرى الى الكبش الذي لاحقا اخذه ابراهيم ووضعه على المحرقة عوضا عن ابنه..
طبعا العديد يحتفل بهذه المناسبة، المسلمون في عيد الاضحى، واليهود في عيد راس السنة العبرية بعد انتهاء أيلول، حيث يقدمون الاضاحي عند هيكل سليمان (طبعا كلا المسيحية والإسلام على خلاف مع اليهودية حول مسالة وجود الهيكل من الأساس)، والمسيحيون في كل قداس، ولا يوجد تقديم للاضاحي في المسيحية الا في حالات "النذر" (على حسبها)، وذلك كون المسيح افتدى بنفسه خطايا البشر في الجمعة العظيمة.. وعلى العموم، قصة إقبال ابراهيم على ذبح ولده قد اثرت في أغلب حضارات الشرق الأدنى القديم تم فيها تقديم الأضاحي البشرية!! اذكر ايضا هنا أن عبدالمطلب جد نبي الاسلام نذر ولده عبدالله ذبيحاً للكعبة لكنه فيما بعد أشفق عليه لأنه كان أصغر بنيه، وأحبهم إليه، وافتداه بمائة ناقة!!
وكل عام والعالم بسلام وخير!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا




.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف