الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداهية الماكر، افيخاي ادرعي

الاء السعودي

2018 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


حينما يتخل الجندي عن عسكريته للحظة ويرتدي ثوب الشيخ الواعظ، يخرج علينا بهيئة افيخاي أدرعي!! يهنئ بالأعياد ويذّكِر بالمناسبات الاسلامية، يجلس في رمضان على طاولة الافطار وينتظر رفع الاذان ويتمنى للجميع ان يكون "صياما مقبولا"، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر!! ينشر الأغاني الوطنية عند ذكرى استقلال كل دولة عربية، يرفع صورا لجنود الدفاع وهم ينقذون ويسعفون ويخمدون الحرائق وينتشلون الجثث، وفِي يوم الجمعة يتمنى للجميع حضور البركة!! لتشعر للحظة انه رسول المحبة، وبلاده تزحف من اجل السلام وتفيض بالتسامح!!
قد يظن البعض ان افيخاي هذا، ذو العينان السوداوين وملامحه الاقرب للشرقية، شخصية مستفزة ، تافهة، غبية ومكروهة!! فيدفعك للاستخفاف به وعدم الاهتمام بما يقوله او يفعله!! ولكنه في الحقيقة رجل خبيث شديد الذكاء!! يتحدث اللغة العربية بطلاقة ومهارة أكثر بكثير من العرب انفسهم!! ويبرع بفنونها من نحو وصرف وبلاغة!! ويقفز بين البيان والمعاني بخفة ورشاقة!! يحفظ النكات الشامية والمصرية ويردد الأمثال الشعبية ويستشهد بالأحاديث ويرفق كلامه بالآيات القرانية!! يجلس ليستريح فيطرب على صوت "كوكب الشرق" و"العندليب الأسمر"!! يخرج علينا يثني على جيشه وقادته، واستطاع ان يمضي قدما في توضيح وتبرير إقامة وطن لليهود على الأرض الفلسطينية بوجه امبريالي استشراقي، متحضر ومتمدن في نفس الوقت!! وبحجج منطقية ومبررات عقلانية ولسان عالم بالتاريخ والاحداث، ويتفاخر بغرور بما قدمه اليهود وأوجدوه في شتى انواع العلوم والادب ودورهم الهائل جدا بما احرزته البشرية بفضلهم من تكنولوجيا وتطور ونهضة على مدى العصور!! وبذلك استطاع خداع الجميع بأن دولة اسرائيل التي لمت اليهود من كل حدب وصوب هي حقا دولة العدل والسلام والتسامح!! هي من انجز شعبها كل ذلك!! ليمثل الصورة الحية والواقعية للحكمة الشائعة "من عرف لغة قوم أمن غدرهم"!! وهكذا، كسبت حركتهم "الصهيونية" وباحتراف عبر سنوات من الكفاح لما يزيد عن القرن، تأييد وموافقة اغلب دول العالم، واعتراف بدولتهم حتى من دولنا العربية، التي هي من أوائل المطبقين لسياسة التطبيع.. وواقعنا السياسي الأخير يشهد على ذلك..
انها لعبة بين طرفين، احدهما ذكي وحذق، مدعوم من الجميع، ومرفوض من الأقلية (الذين يمثلون عدوه)، يعرف مواطن الضعف والقوة لهم، كالحرباء يتلون أينما وجد، بذلك برع باستخدام الحيلة!! قوي عسكريا، ويجيد بدهاء التخطيط الحربي!! وطرف اخر ضعيف ومستسلم، خاضع وجبان، منبوذ ومكروه من الجميع حتى من نفسه!! يُؤْمِن انه سينتصر يوما ما وهو جالس على مؤخرته السمينة لا يعرف شيئا سوى ان المعجزات ستنتشله في النهاية من هزيمته ورضوخه!! سادته دائما ما يتظاهرون بالعفة وبأنهم مظلومون ومضطهدون، ويخرجون امام الدول الاخرى بثوب الثقة والقوة والزعامة، وجيوبهم التي تفيض بالمال، يبرمون بخنوع عقود ليست لصالحهم وهم على علم بذلك، ويوقعون برضوخ صفقات بالمليارات، على الرغم ان الكثير جدا من شعوبهم مدقعة بالفقر والعوز!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا