الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رواية -ملك كاليفورنيا-

نمر القدومي

2018 / 8 / 30
الادب والفن


نمر القدومي:
قراءة في رواية "ملك كاليفورنيا"
للكتبة الناشئة ميساء ادريس.
صدرت الرواية عن دار "الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان

رَبَطَتْ تاريخ الماضي بالحاضر، وجعلتهما متماسكين، كحجرٍ صلبٍ يعتلي سورَ قُدسٍ، تفوح منه رائحة مِسكٍ، عِطْرَ ياسمينةٍ ودم شهيد. وتسمع من وراءِ السّورِ أنين جريحٍ، صوت تكبيرةٍ، أجراس كنيسةٍ وبائعة تين.
"ملك كاليفورنيا" عملٌ فنيٌّ مميّز، فيه من الانسجام والتماسك غاية في الروعة. قدمت لنا الكاتبة (ميساء إدريس) من خلال روايتها نقلة نوعيّة ومتطورة للفكر الفلسفيّ وذلك بإتقان ودراية. وقد لاحظنا أنَّ أديبتنا تتمتّع بغزارة عواطف لا مثيل لها، وفيض من الأحاسيس سبقت العواصف بقوتها، ولها أيضا رؤية ثاقبة وقوة خارقة، حاكت ما بين الخيال والحقيقة، بكلِّ خِفّة ونبضة ودمعة، حتى لامست غشاء قلوبنا.
رَسَمَتْ لنا بريشتها الذهبيّة، وصوّرت، وكذلك جَسَّدتْ أحداث الرواية بطريقة سردية وحوارية، جعلت القارئ يعيش في زِحام كلماتها وحرارة مواقفها وذلك بمتعةٍ ذاتيةٍ فالرواية عاينت وعاتبت ونقلت وساقت شخصياتها بشكلٍ سريعٍ وسهل. سمحت (ميساء) لقلمها أن يُذيب كل العوائق، ويخلق كل الصُدَف حتى تكتمل الصورة.

كذلك لم تخلُ الصفحات من الومضات الرومانسية الغاية في الجمال والأناقة، وفَنَّدَتْ الكاتبة من بين السطور ذلك التفكير الساذج والمُتَكبِّر أحيانا، الذي كان السبب في الهزائم النفسية والمادية. ولم تبخل أيضا عن طرح بعض الحِكم المستوحاة من مُعتركِ الحياة، وتُنعش قلب القارئ بطريقة شاعرية. أمّا المفاجآت فهي آخذة منذ البداية بالتدحرج نحو القمّة، مما زاد عنصر التشويق والبحث عن خاتمة تُرضي الفكر والقلب والمشاعر المُتأججة.

"وأحمر يا زر البندورة.. عريسنا أخذ الغندورة"

البناء في الرواية كان متينا، فالحبكة والزمان واتساع المكان والشخوص الكثيرة، لم تكن ذات عبء ثقيل على القارئ، خاصة وأنَّ الكاتبة استخدمت أسلوبا فنيّا وطريقة سينمائية وروحانيّة في سكب الأحداث وتوالدها، وضبط المواقيت ما بين ثلاث قصص مُبوبة ومتداخلة ومتعاقبة بطريقة تُثير الاستغراب الجميل.
(ميساء إدريس) كلّمت الحجر، وطرقت باب القَدَر، واستعانت بالإنس والجان وحبّات المطر، وصنعت لنا نهاية فقدنا بها دمعنا وقلبنا من داخل الصدر؟
نحن أمام عملٍ روائي رائع يستحق كل التقدير، ويجعلنا ننتظر بشوق من هذه الأديبة الشّابة المزيد من الإبداع والعطاء والتميّز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??