الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة العربية: إبداع أم اجترار للعقم

فاطمة واياو

2006 / 3 / 31
الصحافة والاعلام


على كورنيش الاسكندرية، وفي بناية تشهد على رونق العمارة الغربية التي تفنن أصحابها في الحفاظ عليها، وبالتحديد في القاعة الزرقاء من بناية المعهد السويدي بالاسكندرية ( القنصلية السويدية سابقا)، كانت الزخرفة الأوربية والراقية تستمع وتشهد سجالنا القديم الحديث نحن العرب المشاركين في الندوة( ندوة الاعلام والمرأة والشباب في الوطن العربي)، وفي كل لحظة ينتابني الخجل من هذا الزخرف الأوربي الذي كتب عليه أن يشهد في بعض الأوقات نقاشا عقيما حول اختيار لغة التواصل بين المشاركين من أبناء لغة الضاد.
هذا الحادث ولد في مخيلتي أسئلة من قبيل:
هل هو صراع أزلي بين المشرق والمغرب العربيين، يتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل؟
أم هو تحقيق لرغبة استعمارية تسللت لدواخلنا ا لتقسمنا دولا، أنظمة وشعوبا بسلاح اللغة؟
هل يمكن القول أن نقاشا مثل هذا هو بدعة لإخفاء ما وصلنا إليه من عقم الإنتاج الثقافي والإبداعي؟
وهل فعلا أن خلافا مفتعلا مثل هذا افتعل من أجل إخفاء ما وصل إليه الوضع الثقافي العربي من تأزم واستبداد ومصادرة لحرية الفكر والإبداع.
لماذا لا نولي اهتماما ما ولانشعر بحساسية مما يحدث من هجمة للفكر المتزمت على الإبداع والثقافة في وطننا العربي ؟ لماذا لا ترتفع الأصوات منددة حينما يصادر فكر نصر أبو زيد أو إدوارد سعيد...؟
أمام هذا الوضع واختزالا لكل الأسئلة المؤرقة نطرح إشكالا جوهريا ألا وهو : في عالم جديد ومن ضمنه وطن عربي جديد، ما المقصود بالثقافة الآن، ولماذا أصبح المثقف العربي مجرد متفرج على شريط أحداث تتوالى وتتنوع إلى حد الصدمة ولا يتجاوز موقفه تكرار الأحداث في جلسات المقاهي دون محاولة التحليل واستنباط الرؤى للقادم من الأحداث؟
إن ما يلفت الانتباه ويجعل أرقنا مزمنا، هو أن واقعنا العربي يبدع في أشكال الكبت والقمع ولا يتوانى من ملئ لائحة المحرمات يوما بعد يوم، حتى أصبح المثقف العربي يعاني من كبت الذات إضافة إلى قمع السلطة، وما يؤسف له أن المثقف العربي يعاني من عدم المصالحة مع الماضي ولا مع الحاضر، مما يجعله خصما عنيدا للمستقبل أيضا، فالمثقف العربي مازال يصارع أعداء وهميين يتمثلون في القيم السائدة، في السلطة السياسية وفي واقع يتحول بزخم لا يتوقف بفعل توالي الأحداث والاختراعات، وبفعل بروز مرحلة تاريخية حاسمة تفرض على المثقف العربي أن يتموقع ويتموقف وإلا أصبح خارج التاريخ، مهمشا ، مقصيا ، منسيا.
إن الهجمة الشرسة للفكر المتزمت على الإبداع العربي هي في عمقها جاءت لهدم الثقافة العربية وقمع الإبداع في كل صوره.
ثقافة الصمت:
منذ عقد من الزمن أو يزيد أصبحنا نلاحظ صمتا مريبا للمثقفين العرب أمام ما يتوالى من أحداث، ولعل هذا الصمت يطرح سؤالا عريضا عن المغزى وراء هذا الصمت وهل هناك قوى تشجع على نشر ثقافة الصمت وثقافة المساكنة والمهادنة مع الواقع ومع الأحداث التي أقل ما يمكن القول عنها، أنها أحداث صادمة مفجعة ظالمة، وهي نقطة تحول في حركة وصيرورة التاريخ ، فكيف يمكن تفسير صمت طليعة المجتمع المتمثلة في المثقفين حيال هذه الأحداث. إن من يشجعون ثقافة الصمت هم في كل الأحوال يشجعون مواقف التواطئ والتخاذل.
هل البيان الذي صدرعن مجموعة من المثقفين العرب حول المرحلة الحالية (العولمة والنظام العالمي الجديد وموقع العرب فيه) هو الإرهاصات الاولى لكسر جدار
الصمت هذا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة