الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك الشعبي في اليمن (2-7)

عدلي عبد القوي العبسي

2018 / 8 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية




الفصل الثاني
وصف صوره المجتمع قبيل اندلاع الحراك الشعبي في اليمن
اولا : طبيعه النظام السياسي الذي قامت ضده الانتفاضات الشعبيه الثلاث (الجنوبيه والشبابيه والزيديه )
كان النظام السياسي في البلد والذي حكم لثلاثه عقود من الزمن نظاما استبداديا عسقبليا عصبويا صنعته الامبرياليه الاطلسيه وحليفتها الرجعيه العربيه السعوديه لغرض وقف ما اسموه بالتمدد الشيوعي في جنوب الجزيره العربيه وكحد جنوبي يتصدى للخطر الثوري الزاحف شمالا والذي اتضحت ملامحه مع نشوء الجبهه الوطنيه الديموقراطيه منتصف السبعينات في المناطق الوسطى الحدوديه بين النظامين الشطريين المتصارعين السابقين.
وكان للتنفذ في هذا النظام ثلاث مستويات لثلاث قوى اساسيه:
- المستوى الدولي : امبريالي اطلسي ( الاستعمار الجديد ) بقياده الولايات المتحده الاميركيه
- المستوى الاقليمي : رجعي خليجي بقياده المملكه السعوديه
-المستوى المحلي : المركز العصبوي القبلي مشيخه قبيله حاشد وحلفائها والسلطه الحاكمه لهذا المركز العصبوي عبرت ايضا عن مصالح التحالف الطبقي الكمبرادوري شبه الاقطاعي .
النظام ككل الانظمه الراسماليه التابعه الكولونياليه المتاخره تتبدى في المشهد السياسي السائد و البائس له هيمنه عديد مراكز قوى في داخله يجمعها معا المصالح الضيقه المشتركه الغير مشروعه في تقاسم السلطه والثروه ومثلت شريحه العسكر البورجوازيين او( الارميتاريا ) راس الحكم والواجهه له اغلبهم من عسكر القبيله وبرزت ايضا شريحه البورجوازيه البيروقراطيه كالغلاف الاكبر لها ووقف من الخلف داعما لها نخبه البورجوازيين الكمبرادور ورجال الدين والقضاه والبورجوازيون الصغار من التجار الصغار ومالكو الورش بالاضافه الى المهنيين والمثقفين الملتحقين بالسلطه.
فرضت مشيخه قبيله حاشد وحلفائها هيمنتها على السلطه في البلاد كارستقراطيه مشيخيه قبليه تحكم بواسطه عساكرها الموالين لها في الجيش من بعد سقوط القياده الوطنيه للحركه التصحيحيه ونظامها السياسي الوطني التي قادها القائد الوطني الكبير المناضل الشهيد ابراهيم الحمدي اواخر السبعينات والتي لعبت هي الدور الاكبر في الاطاحه بنظامه برعايه استخباراتيه سعوديه اميركيه!! وهي الحقيقه المره التي يعرفها القاصي والداني .
لاشك ان غياب ( سلطه الشعب ) سنوات حكم هذا النظام له دلاله واضحه على تحكم ممثلي التحالف الطبقي الحاكم (بورجوازيه كمبرادوريه وبيروقراطيه
واشباه الاقطاعيين والارميتاريا وشرائح عليا من البورجوازيه الوسطى والصغيره ) على زمام الامور في البلد وتسييرهم للامور بالضد من مصالح الشعب وطموحانه في تحقيق العداله الاجتماعيه والسلطه الشعبيه (الديموقراطيه ) والتحديث.
اذا لدينا قوى سياسيه تقليديه عسقبليه + بيروقراطيه سياسيه انتهازيه وتجار ونخب دينيه اصوليه متطرفه (اخوان وسلفيون ) +ارستقراطيه هاشميه انتهازيه مدجنه في المؤتمر والاصلاح وهما حزبان قبليان تقليديان رجعيان صنعتهما دوائر سلطه النظام ويخدمان مصالح التحالف الطبقي المذكور اعلاه وقد حكما البلد بالحديد والنار طوال مراحل هذه الحقبه التاريخيه السوداء .
ومن اجل فعاليه الهيمنه السلطويه الاستبداديه ولكي يعمل النظام جيدا في خدمه المصالح الاستعماريه الدوليه والاقليميه وحلفائها في الداخل كان لابد من ايجاد اجهزه قمعيه في الامن والجيش والاعلام والثقافه والقضاء وصناعه ادوات للسيطره الاقتصاديه ولابد ان ترتبط بطرق عده بدوائر السلطه الامبرياليه الاطلسيه والرجعيه الخليجيه !!.
مكونات هذا النظام السياسي ليست فقط قوى التحالف السياسي التقليدي العسقبلي الكمبرادوري التي ذكرناها اعلاه وانما لدينا ايضا تلك الواجهه الديكوريه البراقه المسماه بالمعارضه السياسيه وتضم ليبراليين (اشتراكيين سابقا ) وقوميين ليبراليين (قوميين ثوريين سابقا) واسلاميين اصوليين ( اخوان مسلمين ) كان يجري تقديمهم على انهم اسلاميون وسطيون معتدلون!!! ووطنيون وحداثيون وديموقراطيون!!
هؤلاء الدعاه للاصلاح السياسي من الاحزاب القوميه واليساريه كان يجري التحكم بهم والتلاعب بهم احيانا عبر ادوات للاختراق السياسي واليات للهيمنه والتنسيق السري وباشراف دولي امبريالي ( السفارات والمعهد الديموقراطي الاميركي وغيرها من المنظمات الاجنبيه ) ورجعي (السفارات واللجنه السعوديه الخاصه وبعض كبار المتنفذين السياسيين والامنيين في النظام ) لكن هذا لم يمنع وجود ميل حاد باتجاه الاصلاح السياسي داخل هذه القوى وهو ما يتلاقى ايضا مع بعض البرامج الاجنبيه المعده لهذا البلد بعناوين ( الدمقرطه والتغيير والاصلاح على الطريقه الليبراليه الغربيه ) وهي الرغبه واللغه التي بدأت تظهر شيئا فشيئا منذ اواخر التسعينات .
ثانيا : التركيبه الاجتماعيه الطبقيه
نعرض هنا بالايجاز تموضع الطبقات والشرائح الاجتماعيه من الاعلى الى الاسفل في التكوين الهرمي الطبقي وهو ياخذ التطبق التالي :
- بورجوازيه كولونياليه : طفيليه وبيروقراطيه وكمبرادور
- اشباه اقطاعيين : كبار ملاك الاراضي
- طبقه وسطى : تجار وملاك اراضي ومسئولي دوله وبورجوازيين صغار ( كبار مدراء وتجار صغار ومعلمي حرف ومهن حره وفلاحين متوسطين
- البروليتاريا ( الطبقه الفقيره ) او الطبقه العامله في الداخل وفي المهجر وتشمل : عمال ذهنيين وعمال صناعه وعمال خدمات وعمال حرفيين وعمال زراعيين
_ صغار الفلاحين اصحاب الحيازات الصغيره جدا ومعظمهم يعمل اعمال اخرى بسيطه في المدن او الريف او كعمال زراعيين
- البروليتاريا الرثه : المياومين وماسحو الاحذيه والباعه المتجولين وغيرهم .
_ العاطلون عن العمل
_ المشردين والشحاذين
هذه كانت الملامح البارزه للهرم الاجتماعي الطبقي المتخلف السائد والضعيفه فيه تقريبا خطوط الفرز الطبقي والتي وجدت بحكم طبيعه التأخر الاقتصادي الاجتماعي وضعف قوى الانتاج وبحكم الخصوصيه السوسيولوجيه التاريخيه .
ثالثا : ابرز ظواهر المجتمع قبيل الانفجار الاجتماعي
ادت العوامل المولده للازمه الوطنيه كما ذكرتها سابقا في الجزء الاول من هذه المقاله المطوله الى بروز ظاهرتين اجتماعيتين بارزتين هما :
-الافقار الاجتماعي حد البلتره ( تنامي الظلم الاجتماعي في بعده العمودي)
-ونشوء الحركات الاجتماعيه الغاضبه ( تنامي الظلم الاجتماعي في بعده الافقي الجغرافي )
حيث تسببت سياسات الافقار الاجتماعي الراسماليه النيوليبراليه المتوحشه والمفروضه على الحكومات المتعاقبه منذ منتصف التسعينات من قبل المنظمات الامبرياليه الدوليه ( صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ) في تعاظم التفاوت الاجتماعي وتبلتر ( اي افقارها وتحولها الى الطبقه البروليتاريا ) شرائح عديده من الطبقه الوسطى بالاضافه الى استشراء الفساد والنهب الممنهج وتزايد معدلات الفقر وتنامي البطاله وتدهور مستويات المعيشه ككل وهو ما رفع من درجه الاحتقان الاجتماعي الى مستويات غير مسبوقه !! كنا نرى مؤشراتها في ردود الافعال الاجتماعيه الشعبيه الغاضبه كلما اعلنت الحكومه عن اجراءات اقتصاديه ظالمه ( الجرع على سبيل المثال ) .
اما لحركات الاجتماعيه الغاضبه التي نشأت حديثا مع تفاقم الازمه الوطنيه فهي ظاهره اجتماعيه جديده ذات بعد اجتماعي يتمثل في نشوء حركات احتجاجيه شعبيه كرد فعل اجتماعي على سياسات الافقار الاجتماعي والاضطهاد السياسي والتهميش التنموي لابناء المناطق المضطهده (صعده والمناطق الوسطى وتهامه والجنوب والصحراء الشرقيه ) هذه السياسات الظالمه التي مارستها الحكومات المتعاقبه لنظام المركز العصبوي العسقبلي الانكشاري والذي مثل مصالح التحالف السياسي الطبقي العلوي المعادي للشعب هي المحفزوالمولد الابرز للحراك الشعبوي ولظهور هذه الحركات الاجتماعيه (الثوريه بالمفهوم الديموقراطي الوطني)
وهذه الحركات لها نوعين :
- حركات ذات طابع افقي جغرافي : الحركه الجنوبيه السلميه والحركه الزيديه في الشمال ( انصار الله )
- حركات ذات طابع عمودي افقي : الحركه الشبابيه والحركه المدنيه الحقوقيه
هذه الحركات الاجتماعيه بالضروره كانت ستلعب فيما بعد الدور الابرز والاساس في مختلف مراحل الثوره الشعبيه الجديده او (الحراك الشعبي ) يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ