الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جحيم الفقر والحروب إلى عنصرية النازيين الجدد: وضعية المهاجرين في أوروبا اليوم.

بسام الرياحي

2018 / 9 / 1
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


مرت السنوات الأخيرة على العالم بكثير من التوتر والأزمات والتداخل وإرتباك العلاقات الدولية الأمر الذي أثر على الشعوب وعلى وضعياتها المختلفة بما فيها وضعية المهاجرين اليوم.فمنذ إندلاع ما عرف بالربيع العربي وخاصة بعد 2013 تضاعفت موجات الهجرة بإتجاه أوروبا في مشهد معبر عن الهروب ومحاولة النفاذ والنجاة من جحيم الحروب والجوع والفقر والتهديد المسلح سواء النظامي أو عصابات البشر وتجارة الأعضاء، مشهد يرينا حقيقة الوحشية والغطرسة وصراع المصالح بين الدول حول الثروات والمواقع الإستراتيجية والتي يذهب آلاف البشر كقرابين سهلة ومستسلمة لها.صور عن أكداس من البشر تنتظر العبور في ظروف مناخية وصحية قاسية دون غذاء والأهم دون كرامة، شتم وثلب، إهانة وتنكيل من تركيا إلى اليونان ومن صربيا للمجر ومن النمسا إلى ألمانيا جلها محطات للموت ولإمتهان كرامة البشر.دول تستقبل وتغطي حاجاتها من اليد العاملة الرخيصة وأخرى توقف وتحبس وتطلب منح إضافية على أعباء الإقامة وكأن أولئك الفارين من جحيم الجوع والمعارك هم ليسوا في نهاية نتاج لسياسة دولية تعتمد تفقير الشعوب ونهبها ووضعها أمام الامر الواقع وهو الهروب.في العامين الأخرين تشهد أوروبا صعود تيارات يمينية متطرفة فيها من صعد إلى سدة الحكم في المثال الإيطالي ومنها من ظل ينشط في الإعلام والشارع والصحف في دعاية عنصرية ضد المهاجرين ومطالبة بطردهم وتجريدهم من مهنهم وحقوقهم في اللجوء التي يضمنها ميثاق الأمم المتحدة، هؤلاء المهاجرين الذين بنيت بسواعدهم أوروبا وشغلوا كل الأعمال التي تعتبرها طبقة واسعة في المجتمع الأوروبي أعماق حقيرة ونشطوا الدورة الإقتصادية والانتاجية مع ما يقدمه الطلبة الأجانب من عائدات للجامعات وقيم مضافة أخرى للبنوك والشركات ... كل هذا وتستمر الدعاية ضدهم وبأساليب عنصرية، فقد أمر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سلفيني بإيقاف سفينة في عرض البحر تحمل مهاجرين وطالبي لجوء في ظروف تعيسة صحية ومناخية ورفض التعاطي مع الاتحاد الأوروبي في المسألة كذلك تعرف ألمانيا في الأيام القليلة الماضية مظاهرات حاشدة يقودها اليمين والنازيين الجدد ضد وجود الأجانب مطالبين بطردهم وسط كيل للشتائم العنصرية.كل ما يحصل اليوم في العالم هو رجوع للوراء وسينجر عنه تراكم سلبي، لن يتوقف الإرهاب في الشوارع ولن تنزل درجات الكراهية ولا التفرقة العرقية والدينية التي لا تخدم مصالح الشعوب ولا تساهم في رخائها وإستقرارها.الهجرة موضوع جدير بالتوقف والتمعن والتحليل للبحث عن حلول، من حق أوروبا المطالبة بعودة أعداد غفيرة من اللاجئين لأراضيهم لكن من واجبها تهيئة الظروف لعودتهم والتوقف عن نهب دولهم وإجهاض مشاريعهم الصناعية والتشويش على إستقرارهم السياسي وهنا نذكر القارة الإفريقية،كذلك مد جسور الحوار مع حكومات الشعوب في مناطق التوتر على غرار سوريا والتوقف عن الابتزاز والمناورة والتهديد من أجل عالم أكثر توازنا. نحن اليوم كشعوب أمام خيار صعب وهو السلام الذي ربما لن يأتي إلا بعد ما تبتلع آلة الحرب والمصالح آلاف البشر وتسحق كرامتهم ومستقبلهم بكل ألم وأسف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم