الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعر وصراع الواقع !!!

وجدان عبدالعزيز

2018 / 9 / 2
الادب والفن


يقول الشاعر امير ناصر :

العمر يمضي والأماني تتحقق ،
الواحدة تلو الأخرى .
بالأمس وعدني صديقي الرسام بلوحة ،
قبلها حصلت على طاولة للكتابة
وكرسي .
العمر يمضي والأماني تتحقق ،
الواحدة تلو الأخرى .
معي حزمة رائعة من الأغاني
اسمعها وقت ما أشاء ،
وثمة أصدقاء يهاتفون بشكل رائع
ومستمر .
العمر يمضي والأماني تتحقق ،
الواحدة تلو الأخرى .
كل صباح أجد سيجارتين أو أكثر
في علبة الدخان
وأخبار عن بناء دور للعجزة
العمر يمضي ،
والأماني تتحقق .

وانا اقول :

كما هوالشعر مغامرة جريئة، وفعالية عقلية راقية ومن نوع خاص، تحاول أن تفسر الواقع المحيط ، أو بالأحرى، أن تعطيه معنى، وأن تجبره على البوح بشيء من حقيقته . ثم تقترب لغة الشعر ، لتكون المعبرة عن خلجات الشاعر وصراعه مع الحياة ومع الوجود ... يقول الشاعر الصيني (لوتشي):‏ "نحن الشعراء، نصارع اللاوجود لنجبره على أن يمنح وجوداً، ونقرع الصمت لتجيبنا الموسيقى. إننا نأسر المساحات التي لا حد لها في قدم مربع من الورق، ونسكب طوفاناً من القلب الصغير في مساحة بوصة ... هكذا الشاعر امير يناجي رحلة العمر بشيء من مسحة الحزن ، بيد انه يعالج الحزن بفرح تحقيق الاماني الجميلة التي ما انفكت تعطي ابعادا مختلفة للحياة .. فبعد رؤيوي جمالي وبُعد روحي انساني ، البُعد الرؤيوي تجسم بلوحة الرسام وطاولة الكتابة ، والبُعد الروحي الانساني تجسم بانشاء دار للعجزة .. هذه الاماني في حصيلتها النهائية ، تعطينا القدرة في وضع الشاعر امير ناصر في قائمة الشعراء الانسانيين ، فهو يكتب الشعر ليس ترفا ذهنيا ، انما معاناة وألم وتضامن مع حركة الحياة والكون ..ولايسعني الوقت كي احاول ان اضع موازنة شبه بين الشاعر امير ناصر والشاعر أليوت ..
يقول أليوت :

يا مدينة الوهم
تحت الضباب الداكن فجر شتاء
تدفق حشد فوق جسر لندن ، حشد غفير
لم أتصور أن الموت قد طوى كل هؤلاء
زفير التنهدات كان قصيرا ، متقطعا
حين ثبت كل واحد عينيه على موطىء قدميه
صعودا ، على الربوة و هبوطا في شارع الملك ويليام
حيث كنيسة القديسة ماري وولنوث بدقات ساعاتها
وبرنين مكتوم تعلن آخر دقات الساعة التاسعة
هناك لمحت شخصا كنت أعرفه ، استوقفته صائحا
( ستيتسون )
يا من كنت معي على ظهر السفينة في مايلاى
ذلك الجثمان الذي غرسته في حديقتك العام الماضي
هل بدأ ينبت ؟ هل سيزهر هذا العام ؟
أم أن الصقيع المفاجىء قلب حوضه رأسا على عقب ؟
أوه ! فلتبعد الكلب عن هذا المكان ، انه صديق البشر
والا سيظل ينبش بأظافره حتى يخرجه
أنت أيها القاريء المرائي ! – يا قريني ، - يا أخي ..

والمقارنة واضحة .........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا