الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأضحية العراقية ..في الأعياد القومية الأميركية ..والإيرانية أيضاً

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لم يعد خافياً على أحد أن حقيقة الانقسام المذهبي باتت تهدد مصير الشعب العراقي بكامله... وتعده مع إطلالة كل شمس جديدة بمزيد من الدم والجثث والخوف والقتل الأعمى.
الانقسام المذهبي حقيقة قائمة منذ ألف وأربعمئة سنة خلت.. لكنه لم يتحول إلى انقسام متوحش ومرعب وكافر إلا مع الغزو الأميركي وما خلفه من فوضى وانفلات من جهة ومع الاجتياح القوموي الإيراني لمفاصل الحياة السياسية العراقية تحت ستار التمذهب ومن خلال تمزق الشارع العراقي من جهة أخرى .
ولكل من أميركا وإيران (مرجعيات!!) داخل العراق (تفتي) بما يخدم مصالح الطرفين، وأدوات (وطنية!!) تعمل داخل الحكومة والشارع العراقيين .. وبالطبع كان وما زال الشعب العراقي يدفع الثمن باهظاً وغالياً بعد أن حولته هذه القوى إلى وقود لعربة المصالح التي تعمل من أجلها..
إلا أن السؤال الغريب: إلى متى يقبل الشعب العراقي دور المطية ودور الذبيحة في لعبة المصالح القذرة؟!!
إلى متى يقبل أن يقوده قادته الجدد إلى السوق ليشتريه من سيقدمه أضحية على مذبح الأعياد القومية في أميركا وإيران على حد سواء؟!!.
إلى متى يقبل الشعب العراقي أن يدفع أبناؤه للقتل والاقتتال كرمى لعيني أصولية أحمدي نجاد وإمبراطورية جورج بوش ؟!!.
إلى متى ينضوي الشعب العراقي تحت عباءات المرجعيات (الدينية ـ السياسية) التي ما زالت تعمل من خلال حروب الطوائف والمذاهب والأحقاد الموغلة في القدم..
مرجعيات ترتدي قميص عثمان وتطلب ثأرها من قتلة الحسين؟!!.
مرجعيات مازالت تبحث في أمر قتلى معركة الجمل.. إن كانوا في الجنة أو في النار!!.
فيما نحن نعيش الألفية الثالثة ونطالب بسيادة القانون وتعميم قيم المواطنة والحداثة وحرية الرأي والتعبير وحفظ كرامة الإنسان بوصفه إنساناً دون السؤال عن انتمائه المذهبي أو الديني أو العرقي..
أليس أمراً محيراً ومؤلماً حين لا يقف العراقي اليوم ويسأل عن علاقة المشروع النووي الإيراني بتفجير قبة المرقدين وحرق مساجد أهل السنة؟!.
ولماذا يجب أن يدفع العراق فاتورة الدم الغالية عن الدولة الفارسية لكي تمرر الأخيرة مشروعها النووي؟!
وما الفارق بين احتلال العراق من قبل أميركا أو من قبل إيران؟!..
أليس أمراً محيراً ومؤلماً حين لا يسأل العراقي قياداته التي انتخبها عن دورها في كل ما يحصل اليوم؟!
وهي القيادات التي تغنت طويلاً بالديموقراطية والعدالة والسلم الأهلي .. وتحرير العراق من الطاغية!!
ألم نصل بعد إلى اليوم الذي يقف فيه الشيعي والسني معاً كمواطنين عراقيين ليقولوا : لا للقادة الذين ارتضوا لهذا الوطن الإذلال (الأميركي ـ الفارسي) حرصاً على مصالحهم الشخصية ووجاهاتهم الفارغة من المعنى الوطني؟..
ألم نصل بعد إلى اليوم الذي نعي فيه حقيقة قادة العراق الجديد وأطماعهم..وأن برميل النفط عندهم يساوي شلالات من الدم الوطني؟!..
وأن هؤلاء القادة لا يحملون شيئاً من تاريخ الكفاح الوطني الذي ميز ذات يوم رجالاً مثل بوليفار وديغول وغاندي ومانديلا... وغيرهم من رجالات الوطن الحقيقيين الذين إما قتلوا في ساحات البلاد دفاعاً عن كرامة الوطن أو قضوا داخل معتقلات الاحتلال والأنظمة الديكتاتورية ، أما الذين انتصروا وكتبت لهم الحياة فقد بنوا دولاً وأمماً قامت على السيادة الوطنية وقيم المواطنة الحقة وسطر التاريخ أسمائهم بماء من الذهب ، لأنهم ظلوا مخلصين لأوطانهم وأممهم ولم يساوموا على كرامة شعوبهم ومستقبل أجيالهم القادمة .
ولا أدري إن كان التاريخ سيذكر أحداً من قادة العراق الديموقراطي الجديد .. بوصفه محرراً أو رجل دولة أو صاحب مشروع وطني ؟!!
إن حصل ذلك فستكون طرفة من طرف التاريخ ..المبكية !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -