الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى الرفاق الأوطميين

وديع السرغيني

2006 / 4 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تحية نضالية صادقة إلى كل مناضلي اوطم التقدميين و إلى كافة الطلائع الجماهيرية المناضلة و إلى عموم الطلبة أبناء الكادحين.
أمام الأحداث الأخيرة الخطيرة التي عرفتها جامعتي مراكش و أكادير، وددت أن أتدخل في هذا الموضوع متجردا من أية حسابات ضيقة لصالح هذا الطرف أو ذاك، معلنا و بشكل مسبق عن خلافاتي العميقة مع الطرفين أطروحة و ممارسة ـ "الطلبة الثوريون" و "الطلبة أنصار البرنامج المرحلي" و إن كان كلاهما يحتوي تيارات و مجموعات أتقارب أحيانا مع بعضها و أصطدم أحيانا أخرى مع جزئها الآخر.. فأعتبر هذا عادي و طبيعي جدا.. فما من تجربة للعمل التقدمي و للعمل الاشتراكي بشقيه الإصلاحي و الثوري.. خلت من الخلافات و الصراعات الفكرية، السياسية و التنظيمية.. ليبقى الخلاف حاضر في طرق التدبير و في شكل ممارسة الصراع و الحدود التي يسمح بها الطرف المهيمن للأقليات للتعبير عن نفسها و للدفاع عن رأيها.. خاصة إذا كان مجال هذه الخلافات و هذه الصراعات، إطارا جماهيريا ليس من مهامه و لا من مبادئه حصار "الستالينية" و لا اجتثات "التروتسكية".. فالإطار المعني هو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و الانخراط فيه حق لجميع الطلبة و أحقية هذا الانخراط يحتكم فيها لقانونه الأساسي و لمبادئه الربعة التقدمية، الديمقراطية، الجماهيرية و الاستقلالية.. و بهذا يغلق باب الاجتهاد و التأويل و أحكام القيمة عن التيارات المخالفة و المعارضة لوجهة نظر المهيمنة.
و بالتالي أعتبر جميع وجهات النظر، تنظيمات، تيارات، مجموعات، فعاليات تقدمية مناضلة.. لها الحق كل الحق في الاشتغال داخل اوطم و باسم اوطم، ما دامت المنظمة تعيش فراغا تنظيميا.. و عليه أناشد الرفاق بروح نضالية عالية من أجل وقف الاقتتال و الاتهامات المجانية المتبادلة، فتكفي الحصيلة ـ جرحى من الطرفين و اعتقالات من الطرفين ـ فهلاٌ استفدنا من الدرس الذي قدمته لنا الحركة الطلابية الفرنسية الآن بنزولها للشارع و مبادرتها بنقل معركة الحق في الشغل، من داخل أسوار الجامعة إلى الشارع مستغلة تحالفها مع الحركة العمالية و النقابية لشل الأوضاع في البلاد إلى حين إجراء الحوار على أعلى مستوى؟.
ففي الوقت الذي بدأ يدب الدم في شرايين الحركة الطلابية و بدأت بالتالي تسترجع البعض من مقوماتها و من إرثها و بدأت النقاشات تتقدم في اتجاه البحث عن آليات تضمن التسيير و الإدارة الديمقراطية لنشاط الحركة الطلابية التقدمية في الجامعة.. نرى بعض المظاهر السلبية تطفو للسطح من جديد، مظاهر الإقصاء و الاستئصال و المحاصرة و التجني على الآخرين.. نرى الإلغاء التام للجماهير الطلابية من الاتحاد و من قرارات الاتحاد، الكل يغيبها و الكل يتخذ القرارات باسمها!
فما السبيل لإيقاف النزيف؟

فما من شك أن المستفيد الأول هو نظام الاستغلال و الاستبداد القائم و الجاثم على رقابنا كتقدميين و ككادحين، و ما من شك كذلك أن الدعاية الظلامية كمستفيد ثاني لا تميز بين تروتسكي و لا بين ستاليني في حملتها ضد اليساريين و ستكون الفرصة سانحة لها لمحو تاريخها الإجرامي و لتثبيت ادعاءاتها بأن اصل العنف هو اليسار! و بأن شهداء اليسار سقطوا بفعل اقتتالات اليسار!. الخ من الادعاءات و التصريحات المسمومة.
و من المثالية كذلك أن ندعي أن بحوزتنا وصفة جاهزة لحل هذه الخلافات، فقط نناشد كل الرفاق الذين لهم علاقة تأثير من قريب أو من بعيد بأن يعملوا على إيقاف مسلسل العنف، أفعالا و ردود أفعال، و بأن يدحضوا فكرة الغالب و المغلوب و بأن يفكوا عقدة اللاحوار و اللاتنسيق.. فالاتحاد الوطني لطلبة المغرب كمنظمة طلابية و كتاريخ نضالي و كمدرسة تقدمية للحوار و للديمقراطية شكلت تاريخيا إطارا لتجدير التربية التقدمية و الديمقراطية و الجماهيرية، الإطار الجماهيري الوحيد الذي نبذ و استبعد الكوطا السياسية من ثقافته، الإطار الوحيد الذي سمح للطاقات الجماهيرية المناضلة و الغير منتمية تنظيميا و سياسيا، بالانتخاب و الترشيح و أخذ المسؤولية داخل أجهزة اوطم التنظيمية القاعدية و القيادية..الخ فهلاٌ استفدنا من دروس و عبر التاريخ؟

كلمة أخيرة و بدون تشفي و لا تجني، نتأسف لكل الطلبة المعطوبين من الطرفين، نساند و نتضامن مع الرفاق المعتقلين و نطالب بإطلاق سراح الجميع و فورا، ندعو الرفاق المعنيين و كل الرفاق التقدميين في جميع مواقع الفعل الطلابي لخلق آليات و فضاءات ديمقراطية و جماهيرية للنقاش و لتدبير العمل الطلابي الاوطمي، فضاءات يكون شرط الانتماء لها هو قانون اوطم الأساسي و مبادئه الأربعة و أرضيتها الدفاع عن اوطم و عن تاريخه و قيمه و مبادئه مع التجسيد العملي و البرنامجي لهذا، مناهضة "الميثاق الطبقي للتربية و التكوين" من خلال إقامة الندوات و المنتديات الجماهيرية و إعلان المعارك الجماهيرية خدمة لذلك، مناهضة الفكر الرجعي، اللبرالي و الظلامي و محاصرته داخل الجامعة بنشر الأفكار التقدمية و الاشتراكية حول مجمل قضايا التحرر من نظام الاستغلال و الاستبداد و اللامساوات.
و لنلتقط فرصة هذه الأحداث المأساوية، لفتح المبادرات من داخل أو خارج الجامعة لإعلان ندوات يحضرها الطلبة المناضلون و كافة الفصائل التقدمية لبسط تصوراتها و أطروحاتها حول مستقبل النضال الطلابي و حول الآليات الكفيلة لتنشيط هذا النضال، فالاختلاف حق، و الانتقاد حق و الانتماء لاوطم حق لجميع الطلبة و التيارات و المجموعات التقدمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني