الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بول لورنس دانبار: حاكمية القناع

أنطونيوس نبيل

2018 / 9 / 6
الادب والفن




إنَّا نرتدي قناعًا،
يَخْتَلِقُ بسخاءٍ بسماتِنا الرَّحيبةَ،
ويُلَفِّقُ بدهاءٍ أبهى الأكاذيبْ،
يَطْمُسُ أعينَنا بالظِّلالِ الوَفيرةِ،
ويَحْجُبُ مَلامحَنا فلا تَبينْ.

ألَا، ما أبهظَهُ غُرْمًا نُؤَدِّيه
عَنْ مَكْرِ البَشريَّةِ الرَّقطاءْ:
بقلوبٍ مُثْخَنةٍ دَاميةٍ نَبسُمُ،
مُشَقْشِقينَ بنكاتٍ حَاذقةٍ
ليسَ لها انتهاءْ.

هل يَبيتُ العَالَمُ قَلِقًا أرِقًا،
يَتَقصَّى كُلَّ مَا لنا مِنْ دموعٍ وتأوهاتٍ؛
ليُعِدَّ إحصاءً حَصيفًا لَا عَورةَ فِيهْ؟
كلَّا؛ فليسَ لَهُمْ أنْ يَستبيحوا
عُريَ نفوسِنا المَكروبةِ؛
ليسَ بمُبَاحٍ لَهُمْ أنْ يُبصرونا
إلَّا وهنالكَ قِناعٌ نَرتديهْ.

اللَّهُمَّ إنَّا باسمونْ،
وقلوبُنا فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ مُهِينْ.
اللَّهُمَّ إنَّا ضاحكونْ،
ومِنْ أرواحِنا المَقروحةِ،
يَنْبَجِسُ تَضَرُّعُنا المَحْمُومُ إليكَ
بَخورًا مِنْ أنينْ.

إنَّا نُغنِّي،
وأقدامُنا تتَرَصَّدُها أحابيلُ الزَّللِ،
فِي غَوْرِ حَمإٍ كَرِيهْ.
إنَّا نُغنِّي
وطريقُنا مَديدٌ كالأبدِ،
كالأفعى يَتلوَّى،
منبوذًا إلَّا مِن شَوْكِ التِّيهْ.

لا بأسَ أنْ نَدَعَ العَالَمَ فِي غَفوتِهِ
مَخمورًا يتأوَّدُ
فِي جنَّاتٍ مِنْ غَفلتِهِ،
يَتَحسَّى مِنْ أكُفِّ الأحلامِ رَحيقَا؛
فإنَّا نرتدي دَومًا قناعًا
وادعًا؛ كيلا يُفيقَا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا