الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة اديبة حسيكة، الحلم و ناسوت الجسد ..

وجدان عبدالعزيز

2018 / 9 / 6
الادب والفن


الشعر تعبير عن خلجات الانسان ، فهو الوسيلة التي يوصل بها الانسان المبدع افكاره الى الاخرين كموقف معين من اوجه الحياة ، ثم ان الشاعر يرسم لوحة بأحاسيسه ومشاعره ومحاولة ايصالها للآخرين .. وما فعلته الشاعرة أديبة حسيكة في قصيدتها (حلم) ، هو رسم لوحة مشاعر انهمرت في لحظة لقاء حب ، حيث اقتربت من الواقع اكثر مما كان حلما .. تمثل بقولها : (واعتلينا جذوة الشوق/وتاه العقل من بعض خطاه) ، ويستمر انهمار الكلمات حتى الختام بتأوهات فيها دلالات للوصول الى الهدف والمعنى .. يقول سيمون دي بوفوار : (الحب كالحرب من السهل أن تشعلها ومن الصعب أن تخمدها... الحب سلطان لذلك فهو فوق القانون) ، فالحب : هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما أو شيء ما, وقد ينظر إليه على انه كيمياء متبادلة بين اثنين, ومن المسلم به أن الجسم يفرز هرمون الأكسيتون المعروف بـ" هرمون المحبين " أثناء اللقاء بين المحبين. ومن المعلوم هنا إن هذا الهرمون الذي ينطلق من منطقة الهايبوتلاموس الدماغية والذي يسهل ثقة الناس ببعضهم البعض ويسهل تقديم الحب للآخر المنتمي إلى المجموعة فقط, فهو خاص جدا, كما يسهل للإناث الارتباط الشديد للعناية بصغارها, ويبقي الذكر أحادي الارتباط بالإناث ويجعل الناس يثقون ببعضهم البعض ! .. وتبقى الشاعرة اديبة حسيكة متأرجحة بين الحلم والحقيقة للتعبير عن الحب والعلاقة الجسدية ، فهي تقول :

(وعاد العطر ينسكب
وداعب الحلم رؤاه
في غمضة العين
بين عشب الهدب
مرتعه وتاه
وانحنينا لشوقنا فينا
وارتمينا على
ضفاف شفاه
في يقظة من غفلة
وردتين...وجذوتين
مابين...
آه.....وآه.)

فبين عبارة (وداعب الحلم رؤاه) ، وعبارة (ما بين .آه .....وآه) حالة تقابل وتضاد في آن واحد ، بين ان يكون حلما يداعب نفسها ، وبين ان يكون حقيقة حصلت بكامل لذتها ومتعتها (ولعل بعض الإحساسات والمشاعر الإجرائية والعملية المنبثقة من اللقاء بين الشريكين تجسد مغزى الحب في أوضح صور ممارسته النفسية وانعكاساتها على سلوك المحبين, مما يجعل من ديمومة الحب واستمراره عنصرا فاعل لتقوية الشراكة وسر بقائها, اي ان الإحساس النفسي بالزمن, أنه يمضي سريعا وغير كافي دوما للقاء مما يسهم في إعادة اللقاءات لإشباع الحاجة لتواجد كلا الطرفين مع بعضهما) ، بدليل استعمال الشاعرة فعل (عاد) بقولها : (وعاد القلب يضطرب ، وعاد العطر ينسكب) ، قد يُفتهم من هذا استمرارية العلاقة ، رغم انتهاء جذوتها الجنسية بكلمات (آه.....وآه.) .. (ليس ثمة كتابة اكثر اغواء من مغامرة الكتابة التي تهجس بروح الانوثة وطقوسها،ليس باعتبارها هاجسا ايروسيا،بل باعتبارها مغامرة في استجلاء هيولى الجسد والوجود وفطرة اللغة وسرانيتها، وباعتبارها ايضا كتابة في نص الخصب و الارتواء... ولاشك ان هذه الكتابة قابلة للسيولة اكثر من غيرها لانها الاقرب الى ناسوت الجسد والى اسطورة خطيئته القديمة وحلوله في البحث عن طهرانية مضادة، والتي عادة تستحضر الوجه المرئي للكائن في اصطناع لحظات وجوده الانسي،، وفي الافصاح عنها، وكأنها نص حريته الغائبة والمحمولة على بطانة شعورية دافقة،، اذ يتلمس الجسد فيها فعل الخصب ويقترب من لحظة حلوله وخطاب حضوره،،، مثلما يقترب هذا الجسد من الفعل الميدوزي للانوثة وقوة فعلها في سيطرة الاكتمال والارتواء...) ، وتبقى قصيدة (حلم) للشاعرة اديبة حسيكة مثار نقاش وتعدد تحليلات كونها تناولت الناسوت اي الطبيعة البشرية ..

قصيدة (حلم) شعر /أديبه حسيكه/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال